لماذا لا نوحد الاقطار العربية فى دولة واحدة قوية اقتصادياً وبشرياً وعسكرياً ؟

على الرغم من المتاعب الكبرى التى تمر بها الدول العربية والتحديات العنيفة من قبل دول اظهرت معاداتها للوطن العربى إلا أن فكرة الوحدة العربية لم تتحقق حتى الأن .

بداية الدعوات إلى الوحدة العربية كيف ساهمت ثورات الربيع العربى بتجديد آمال إقامة وحدة عربية؟

لقد شهد النصف الثانى من القرن التاسع عشر ظهور جمعيات ومؤسسات قومية تدعوا إلى نبذ الخلافات وإقامة وطن واحد لكل العرب ، وطن لا توجد فيه حواجز ، وطن له تاريخ واحد ولغة واحدة .

تم تداول القضية فى الأربعينات من قِبَل حركة القوميين العرب والتى تأسست فى أعقاب نكبة فلسطين عام 1948 في لبنان بين أوساط طلبة الجامعات مثل الجامعة الأمريكية في بيروت، ضمت في صفوفها أردنيين وفلسطينيين وكويتيين وعراقيين، من أبرز الشخصيات التي شاركت في تأسيسها جورج حبش، هاني الهندي، وديع حداد، أحمد الخطيب، صالح شبل وحامد الجبوري.

القومية وكتائب الفداء العربي

وبالرغم من أن وثائق الحركة لا تشير إلى ارتباطها بكتائب الفداء العربي، إلا أنه هناك إجماع على تأثير الأخيرة على تأسيس حركة القوميين العرب، إن لم تكن امتداداً لنشاطها، فعلى أقل تقدير كان اثنان من مؤسسي حركة القوميين العرب أعضاء مؤسسين لكتائب الفداء العربي، هما جورج حبش وهاني الهندي .

ارتفعت الفكرة بشدة عندما ظهرت الحركة الناصرية فى مصر بقيادة الرئيس المصرى الراحل جمال عبدالناصر الذى قام بالاجتماع مع العديد من القادة العرب فاعتبره العرب زعيماً لهم . يقول د. علي الجربتلي المنتمي إلى المدرسة الليبرالية في الاقتصاد: “في عهد عبد الناصر، قامت الثورة باستصلاح 920 الف فدان، وتحويل نصف مليون فدان من ري الحياض إلى الري الدائم”. ما يصل بنا إلى مساحة مليون وأربعمائة ألف فدان. عبد الناصر يخطب في الجماهير في حمص, 1961 .

نهضة اقتصادية عربية

يضيف د. جربتلي “فيما يتعلق بالقطاع الصناعي، حدث تغيير جذري في الدخل والإنتاج القومي، فقد زادت قيمة الإنتاج الصناعي بالاسعار الجارية من 314 مليون جنيه سنة 1952 إلى 1140 مليون جنيه سنة 1965 ووصلت إلى 1635 مليون سنة 1970 وزادت قيمة البترول من 34 مليون جنيه سنة 1952 إلى 133 مليون سنة 1970، ناهيك عن وفرة الطاقة الكهربائية، خصوصا بعد بناء السد العالي” أما د. إسماعيل صبري عبد الله الذي تولى وزارة التخطيط الاقتصادي في عهد السادات فيقول “أن الإنتاج الصناعي كان لا يزيد عن 282 مليون جنيه سنة 1952 وبلغ 2424 مليون جنيه سنة 1970, مسجلا نموا بمعدل 11.4% سنويا، ووصلت مساهمته في الدخل القومي إلى 22% سنة 1970 مقابل 9% سنة 1952,ووفرت الدولة طاقة كهربائية ضخمة ورخيصة، وزاد الإنتاج من 991 مليون كيلو وات/ساعة إلى 8113 مليون كيلو وات/ساعة.” ويقول د. صبري “إن الثورة جاوزت نسبة 75% في الاستيعاب لمرحلة التعليم الالزامي، وارتفع عدد تلاميذ المرحلة الابتدائية من 1.6 مليون إلى 3.8 مليون، وعدد تلاميذ المدارس الاعدادية والثانوية من 250 الف إلى 1.500.000 وعدد طلاب الجامعات من 40 الف إلى 213 الف”.

الربيع العربي والوحدة العربية

بعد هزيمة الدول العربية عام 1967 على يد اسرائيل بدأت الفكرة فى الاندثار ، خصوصاً بعد احتلال سيناء وهضبة الجولان والضفة الغربية ، مما أدى إلى تراجع المد القومى وهبوط فكرة التوحيد إلى الأبد . ساهمت ثورات الربيع العربى بتجديد الآمال بإقامة وحدة عربية، فظهرت عشرات الصفحات المنادية بالوحدة العربية على فيس بوك، و دعى سياسيون ومحللون سياسيون وزعماء عرب إلى إقامة وحدة عربية تحققها الشعوب للخروج من حالة القمع والتخلف والضعف التي تعيشها الأمة.

في هذا السياق، ظهرت أبرز الدعوات من الرئيس التونسي الجديد المنصف المرزوقى خلال زيارة إلى ليبيا في الثاني من كانون الثاني2012 إلى الاندماج بين تونس وليبيا وإلى إقامة الوطن المغربى الكبير ، بل وإلى وحدة عربية شاملة يقيمها الشعب العربي .

الوحدة العربية في شمال أفريقيا

كرر الرئيس التونسي دعوته هذه في أكثر من مرة، وعمل على إحياء اتحاد المغرب العربي. وفي الجناح الشرقي للوطن العربي، دعا الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى إقامة اتحاد خليجي لمواجهة التحديات التي تواجه دول الخليج العربى ، وهي دعوة رحبت بها جهات خليجية مختلفة .

الوحدة الخليجية العربية

وفي ظل الخلافات والاقتتال الطائفي والتخندق العشائري السائد في الوطن العربي، تبرز الوحدة الخليجية والعربية كسبيل للتقدم إلى الأمام لإنجاز دولة عربية قوية تحمي الوطن العربي من الأطماع الخارجية .