أيها الأبناء الأعزاء
أدعوكم ... لتفتحوا لي قلوبكم بضع دقائق...
لتسمعوا حديثاً .. أسكب روحي في كلماته... وأوزع حبي مع عباراته.
1- من أعظم أمنيات الأب أن يكون ابنه خيراً منه هدى وصلاحا، تفوقا ونجاحاً (رب هب لي من لدنك ذرية طيبة)
ولذا فهو لا يدخر وسعاً أن يهيء لك ما يحقق تلك الأمنية،، وقد يخونه التعبير، وقد يخطئ المسلك، وقد يُطيل الطريق...
فهلا شفعت تلك الرغبة الحقيقة ... أن يكون قلبُك لها حاوياً، وعقلك لها واعياً، وسلوكك بعد ذلك مع أبيك مرضياً، ولفظُك معه حميداً؟
2- أيها الابن العزيز: أمور الحياة بدت تشتد، والمستقبل مستقبلك ،,,
فإن كنت ترجو كبار الأمور ... فأعدد لها همةً أكبرا
طريق العلا أبداً للأمام ... فويحك هل ترجع القهقرى؟
وكل البرية في يقظة .... فويلٌ لمن يستطيب الكرى
3- بنيَّ : من مُسلَّمات الحياة أن الله علق حصول الأشياء بوجود أسبابها وانتفاء موانعها، وما شذ عن ذلك فهو معجزة أو كرامة.
فمن رام حصول الولد ... تزوج ومن رام حصول النجاح جد واجتهد
ولكن الذي لا ينبغي أن يخفى عليك... أن السبب الذي تفعله من المذاكرة والحفظ، واحد من مخلوقات الله ,,, هو أمرك بفعله، ويسر لك أسبابه، وأبعد عنك ما ينغص عليك حالك، ويكدر مزاجك... فكيف يليق بك أن تنساه ولا تلقي بنفسك عليه... نافياً حولك وقوتك أمام حوله وقوته.
هو التوكل بأبسط معانيه... في وصية من حبيبك صلى الله عليه وسلم تنفعك هذه الأيام: (احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ولا تعجز ، فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان) رواه مسلم من حديث أبي هريرة .
(احرص على ما ينفعك) المذاكرة
(واستعن بالله) التوكل
(ولاتعجز) لاتقصر فيهما.
واعلم أن تنعُمَك في رياض الرياضيات وسعادتك بالفوز في الفيزياء بيد ربِّ الأرض والسماء ، وقد وعدك بالعطاء إذا أخلصت له الدعاء.
(وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين) ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه)
4- بعد أن تجتهد في فعل الأسباب، انبهك .... أن تحسن الظن بالله ... أنه سيوفقك وييسر أمرك، ولا تقطع رجاءك منه ... ففي الحديث القدسي (أنا عند ظن عبدي بي) متفق عليه.
ولهذا أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة رضي الله عنها أن تقول: ((يَا حَيّ يَا قَيُّوم بِرَحْمَتِك أَسْتَغِيث أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلّه وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَة عَيْن)) والحديث أخرجه النسائي والبزار من حديث أنس بن مالك. وصححه الألباني .
5- أبنائي: يعجبنا جميعاً... ونسرُّ أيما سرور ... حين نرى إقبالكم على الله في هذه الأيام لجوءاً إليه، وتضرعاً بين يديه، وحرصاً على مرضاته، وبعداً عن معصيته.
وليس هذا من النفاق في شيء... كما يحاول الشيطان أن يعمي به البصائر.
إن الله الذي نجا المشركين من الغرق لما أخلصوا له... لن يترك أهل التوحيد إذا لجأوا إليه... فتأمل (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ).
أتراه ذمَّ لجوءَهم إليه؟ أم ذمَّ عودتهم للشرك؟
6- أحبابنا: ماذا تتوقعون أن يكون حال الذي يعتمد على السبب وينسى الله؟
يقول صلى الله عليه وسلم: ( ومن تعلق شيئا وكل إليه) ، حين يلتفت قلبك بكليته لغير الله من الأمور المباحة فإن مصير الفشل والخذلان.
فقل لي بربك: إذا كان الذي يعتمد على السبب المباح وينسى الله يُخذل!!!
أفلا يكون الذي يعتمد على السبب المحرم -كالغش- أجدرَ بالخذلان؟
7- بُنيَّ العزيز: الأخطر من الغش في الاختبار هو المجاهرة والتفاخر به مع الطلاب بعد الاختبار ومن يفعل ذلك فحتما لا يوفق لقوله r : -كل أمتي معافى إلا المجاهرين-
8- يقضي ثلة قليلة من الطلاب وقت المذاكرة الثمين بفعل مشين : حين يلجأ البعض إلى عمالة فاسدة في بعض محلات التصوير لعمل ما يسمى بالبراشيم، وهذه جريمة في حق نفسه وبلده: جرأة على الحرام، وبذل المال فيه ، وإعانة للعمالة الفاسدة المخربة.
(إن الله لا يصلح عمل المفسدين)
وفي الحديث: (ومن غشنا فليس منا).
9- بقي أن أهمس لك يا بني بأن الله بك رحيم ... بك رؤوف
فإذا تعسر على أحدنا شيء في اختباره فليوقن أن اليسر يحوم حواليه لأن الله أخبرنا أن اليسر يكون (مع) العسر وليس بعده.
ولن يغلب عسر يسرين (إن مع العسر يسرا... إن مع العسر يسرا)
10- وأخيراً...
بضع مواد متخصصة ، لا تقل الواحدة عن 80 ص تقرؤها بفهم في أقل من أسبوعين! هذا يعني أنك تقرأ تقريبا ما لا يقل عن 3 كتب علمية متخصصة!
وهو ما يعجز عنه الكثيرون... أفلا يحق لنا أن نفخر بهذه القدرات العظيمة ونسأل الله لها الثبات؟؟
تلك عشرة كاملة...
ملخصها يابني:
أن لذة النجاح ستنسي تعب المذاكرة، ولكن الرسوب لن ينسي قبح الإهمال،
فأي العاقبتين تتمنى؟؟