يا تُرى لماذا نحب الأفراد الواثقين من أنفسهم؟

لأنهم اشخاص مُلهمون ويبعثون الأمل والثقة فيمن حولهم. أنهم يواجهون مخاوفهم بضراوة، ويقفون في وجه التحديات بشجاعة وثقة تامة بأن لديهم القدرة على التغلب على هذه التحديات وتجاوزها. الأفراد الواثقون من أنفسهم شمسهم مشرقة في داخلهم لا تغيب، قد تغطيها بعض الغيوم إنما لا تغيب، وفي ضوئها ينظرون بإيجابية لحياتهم ويتطلعون بأمل لمستقبلهم مهما كان واقعهم الحالي.

يا لهم من محظوظين هؤلاء الواثقون من أنفسهم... لحظة! هل الثقة تُمنح بضربة حظ؟ هل هي وراثة؟ أم يمكن اكتسابها؟

حسناً لنكن واقعيين هنالك أفراد يولدون بشخصيات منطلقة ومرحة واجتماعية؛ ايضاً لا يمكننا أن نتدرب على المرح والانطلاق، ففي نهاية الأمر لكُل منا طابع شخصي يؤثر كثيراً في تصرفاتنا.... ولكن يمكننا التدرب على تقديم أنفسنا بشكل متزن بحيث نترك انطباع جيد على المحيطين بنا. كيف ذلك؟ هذا ما سأقدمه لكم في النصائح التطبيقية التالية؛ لا تقرؤوها فقط بل يجب عليكم تطبيقها (لذلك اسمها تطبيقية ياجماعة!) بشكل يومي حتى ترون النتيجة.

1- رتب نفسك واهتم بهندامك:

قد تبدو هذه النصيحة سطحية، ولكن من المثير للدهشة الفرق الكبير الذي يحدثه تغيير بسيط في طريقة لبسك أو تسريحة شعرك أو حتى قرار السيدات بأن يبدأن في وضع الماسكرا كُل صباح قبل خروجهن من المنزل! أن المظهر الجيد يعطينا شعور جيد وبالتالي يمنحنا بعض الثقة في مواجهة الآخرين.

2- امش بهمة وحيوية:

من أسهل الطرق لمعرفة كيف يمكن لشخص أن يشعر حول نفسه هو مراقبة طريقته في المشي. هل هي بطيئة؟ مُتثاقلة؟ غير متزنة؟ أم أنها حيوية ومتناسقة؟ الأفراد الواثقون بنفسهم يمشون بخطى متسارعة ونشيطة لأن لديهم أماكن يذهبون لها وأشخاص يتقابلون معهم، ومهام ينجزونها؛ حتى لو لم تكونوا في عجلة من أمركم يمكنكم زيادة مظهرالثقة بالنفس عن طريق إضافة بعض الحماس لخطواتكم.

3- أثني على كل ما هو جميل حولك:

عندما نشعر بالسوء تجاه نفسنا أو عدم الثقة فأن هذه المشاعر السلبية تظهر من خلال تعليقنا أو حتى عدم تعليقنا على الأشياء الجيدة من حولنا. أن تجاهلنا لتغير جيد في الأماكن أو الأشخاص من حولنا دليل على مشكلة كبيرة في الثقة لدينا. متى كانت آخر مره امتدحتم فيها تصرف أحدٍ ما وشكرتموه على ذلك بكل ود ولطف؟ أو أثنيتم بصدق على تغيير جيد في مظهر أحدهم؟ تعودوا على إطراء ومدح ما ترونه جيد من تغيير في الشكل أو التصرف، وشيئاً فشيئاً ستجدون أن الطاقة الإيجابية الصادرة عن الثناء على الآخرين تمنحكم شعور بالراحة مما يعطيكم ثقة أكبر في النفس.

4- اجلس في الصفوف الأمامية:

يميل الكثير من الأفراد لاختيار الجلوس في المقاعد الخلفية عند حضورهم لندوة أو تدريب أو حتى حفلة أو مناسبة اجتماعية، وهذا يدل على نقص كبير في الثقة بالنفس يدفعنا للخوف من الظهور امام الآخرين. وحيث أن هذا الخوف غير منطقي فبكل بساطة اختاروا الجلوس في الأمام. لا بأس ستستمرون في الشعور بالخوف وعدم الراحة وأنتم في المقاعد الأمامية، وأنا  أقول لكم لا بأس في ذلك :-)، استمروا في اختيار المقاعد الأمامية.

5-ابتسم!

هيه! هل أحتاج أن أشرح هذه النقطة لكم وأقنعكم بأهميتها؟ بالتأكيد لا!

انخفاض الثقة بالنفس ليست حكما بالسجن مدى الحياة، هي تحدي ذهني يحتاج منا بعض الوقت، والكثير من التكرار لممارسات يومية ايجابية -مثل المذكورة أعلاه – ومع الوقت ستجدون بأنكم لستم فقط اكتسبتم ثقة جيدة بالنفس، بل أيضاً تخلصتم من بعض العادات الغير جيدة .

أتمنى أن تجدوا هذه التمارين مُفيدة في مساعدتكم على اكتساب الثقة أو على الأقل استدعاء السلوك الواثق عندما تحتاجون لذلك!

نشرت هذه التدوينة سابقاً على LinkedIn