بيئة العمل والقيادة وجهان لعملة واحدة هي المخرجات بما تحتويه من إنتاج وأداء مرضي لايمكن أن تقوم وتتقدم أي منظمة - حكومية أو خاصة - إلا من خلالها وبالأخص القيادة الواعية المدركة لكل المتغيرات والتي بنجاحها ستنجح بيئة العمل بكل مافيها ، وهذه القيادة لابد أن توازن في إدارتها بين مصلحة المنظمة ومصلحة أفرادها على حد سواء وأركز في حديثي هنا على منظمات القطاع الخاص التي يعتبر الموظف فيها هو الورقة الرابحة ، فعندما تواجه تلك القيادة هذا التحدي الذي يستوجب عليها خلق بيئة جاذبة له ليرتقي بها ويرتقي من خلالها فستنجح بكل تأكيد ، ولن يتحقق لها ذلك إلا عندما تدرك عدة أمور منها : أولاً / أنه كلما زاد إهتمامها بزيادة الأرباح وعدد المبيعات والعملاء على حساب الموظف الذي هو أساسها زادت فرص فشلها ، ثانياً / لن تتوقع من الموظف ولن تنتظر منه ماهو مأمول من أداء وإنتاجية دون أن يكون هناك مقابل وذلك بتقديم مبدأ الثواب والتحفيز على العقاب والمحاسبة ، ثالثاً / أن تتعامل مع الموظف بإنسانية بحتة ليتولد لديه حس الإنتماء والتعاون والحرص على التطوير ، رابعاً / تطبيق سياسة الباب المفتوح للجميع ، خامساً / تحديد صلاحيات ومهام كل موظف وماله وماعليه ، سادساً / وجود لائحة واضحة وصريحة للجميع تضمن حقوق كل الأطراف ، سابعاً / التعامل مع كل الموظفين بعدالة دون استثناء أو محاباة ، وجدير بالذكر فإن الوضع السائد للأسف في بعض المنظمات التي تتعامل مع الجمهور ولها قائمة عملاء هو وضعهم في عين الإعتبار على حساب الموظف وهذا خطأ كبير بلا شك لان رضا العميل من رضا الموظف وسعادته في المكان الذي يعمل به ، ولنا في تميز الموظف الياباني نموذجاً وقدوة لابد أن يُحتذى به حيث هناك ( نظام التوظيف مدى الحياة ) يقضي الموظف من خلاله طوال سنوات عمره في شركة واحدة حتى التقاعد تضمن له الإستقرار والرضا الوظيفي وتجعل من الصعب أن يضحي بها ، ولا ننسى بأن الشركة التي تفكر بالإستغناء عن موظيفها ستكون منبوذة من المجتمع الياباني وذلك هو سر تميزهم : ( الموظف أولاً )

‏‫

‏‫محمد عبدالله العتيبي ١٥ ديسمبر ٢٠١٦