سَهرُ اليل ، صديق الوحيدين وحبيب العاشقين وملاذ المُنظلمين ، وشمعة المُتَيقضين الواقفين على نافذة الأمل ينتظرون متى تحُل ساعة الفرح مع شروق الشمس !
-نعم أنه اليل الهادئ ولعل عباراتي هذه وصفت لكم ما سأكتبه بعد .
لطالماً كان سهرُ اليل متعب ومرهق بنسبة لي ، وظهور تِلك الكتل السوداء تحت مقلتاي إلا أنه مؤلمٌ ممتع!
فعلاً أنني أتناقض !
ولكنه هو الظلام الجميل الذي ينبثق منه ضوءُ القمر ولألأت النجوم التي تكون في غاية الجمال ، أن هدوءه اشبه بعزف موسيقى على وترٍ واحد!
تكون ممتن لكل دقيقة فيه لأنه مليء بكل الاحاسيس والمشاعر الجميلة الرقيقة.
ولكني ، اكره التّفكير المعقد فيه عندما يهاجمني ويعكر صفوي ويدخلني في متاهات السؤال والحيرة فلا أجد جواباً ولا أجد يقيناً لشك وابقى منغمسه في دائرة من الحزن!
ان التفكير فيه اشبه بخدعة صياد السمك حينما يلقي خيط سنارته في البحر وتكون مليئه بطعماً للسمكة المسكية وتتفاجأ السمكة بسهولة خدعها!
أنني لا أعلم اي هُدءِ يملك ولا إلى اي حدٍّ يصلُ غموضه المُتغلغل في ارجاءه ، ولا حتى أعلم سر جماله الفاتّن وازدياد جمال السماء حال قدومه كُلها يعلمها الله وحده ، ولكني متأكدة تماماً أنه بحرُ من السكون طوى مئات الاسرار والحكايات.