تمنيت الأمومة طويلا و لكنها لم تٓلُحْ لي ابدا من قريب او بعيد، لم أرها، لم أشعر بها، لم تقترب ابدا و على كبر العائلة و كثرة الاطفال و حبي لهم لم اشعر يوما بأنها ابعد مني كبعدها اليوم. و لعل ذلك افضل. و احمد الله كثيرا حينما تسود ايامي بسبب ما اراه من بؤس في عالمنا. و شعوري بالعجز غالبية الوقت. ماذا تفعلون مع اطفالكم و كيف تفسرون لهم العالم. كيف تفسرون لهم ما يحدث في نشرات الأخبار. كيف تهذبونهم بينما يتعهد الاعلام و أصدقاء المدرسة و الشارع بتعليمهم امورا مغايرة؟ كيف تشرحون لهم تناقض العائلة؟ كيف تقنعونهم بسوء شخص ما هم يحبونه بشدة؟ كيف ؟ كيف تلبسونهم فشلكم و عجزكم؟ كيف ترضون لهم بقلة التربية والتعليم و الثقافة؟ كيف تعلمونهم الاستهلاك ؟ كيف تجعلونهم غير مساهمين بشيء حقيقي؟
كيف تجعلون القبلية فوق كل شيء؟ كيف تفسرون لهم اننا العرق الافضل ؟ و القبيلة الاسمى و الطائفة الناجية؟ كيف تعللون القتل باسم كل قضية نبيلة؟ كيف تشرحون اننا اورثناهم كوكبا متلوثا؟ كيف تردون على اسئلتهم عن سبب غناكم الفاحش و فقر الآخرين المدقع؟ هل تقولون انه رضا الله و الوالدين؟
كيف تورثونهم دينا بدون تفكر؟ هل علمتموهم الصلاة بخشوع؟ هل تصلون انتم بخشوع؟ هل تشعورنهم بالقرب من الله ؟ هل تدعون للظالم ليل نهار و تهددون اولادكم بعذاب النار؟
هل تسهرون و انتم تفكرون باولادكم؟ هل تحملون همهم؟ هل عدم اقتدائهم بكم يقلقكم؟ هل عصيانهم لكم يغضبكم؟ هل تقلقون حين يخرجون من المنزل؟ هل تخافون من كل من يقترب منهم؟ هل تزرعون الخوف في نفوسهم؟ هل تقولون لهم ان الآخرين وحوشا؟
هل تقرأون معهم قصصا؟ هل تجلسونهم في احضانكم و تشعرونهم بالقرب؟ هل تفعلون ذلك حين يكبرون؟ هل تشرحون لهم معنى الحب؟ هل يقلقكم انهم قد يحبون في يوم ما؟ هل تعلمونهم معنى الحياة؟ هل تقولون لهم حين يخطئون : لا بأس، انت تعلمت الآن.