من الذي أستهدف المستشفى المعمداني في قطاع غزة


    شهدنا يوم 17 أكتوبر من عام 2023 حادث مروع في قطاع غزة حيث تم استهداف المستشفى المعمداني في قطاع غزة و قد بدأت الاتهامات في التصاعد بين جميع الأطراف حيث أتهم الجانب الفلسطيني إسرائيل و جيش الدفاع باستهداف المستشفى عمدا و علي الجانب الأخر أتهمت إسرائيل حركة حماس و لكن أين الحقيقي في وسط كل هذه الحرب الإعلامية الدائرة بين الطرفين التي أصبح فيها المواطن العادي هو الضحية الأكبر لوسائل الإعلام من كل الأطراف.


السيناريوهات المحتملة 

السيناريو الأول

 هو أن حركة حماس التي نشرت قبل ساعات من الحادث أنها تطور تكنولوجيا جديدة في الصواريخ و التوجيه، أن حركة حماس كانت تستهدف موقع في إسرائيل و أثناء عملية أطلاق الصاروخ و عبوره من فوق المشفى قد تعرض لعطل فني نتيجة التصميم الضعيف لبدن الصاروخ ردئ التصنيع مما جعل الصاروخ ينفصل عن المحرك و يسقط في الهواء و يحدث أضرار كبيرة بالمبني نتيجة كميات الوقود الكبيرة التي كان يحملها الصاروخ الذي كان من المفترض أن يضرب عمق إسرائيل،

عندما فوجئت الحركة بهذا الحادث قررت أن تستغل وأن تتهم إسرائيل في الواقعة لحفظ ماء الوجه لعدم قدرة حركة حماس بالاعتراف بالخطأ وأنهم قتلوا أبناء شعبهم بالخطأ أو فيما يطلق علية النيران الصديقة.


السناريو الثاني 

أن إسرائيل أثناء عملية روتينية لاستهداف حركة حماس حدث خلل ما في نظام التوجيه وقد فشل الصاروخ وسقط علي المستشفى مما أسفر عن كل هذا الدمار..... والاحتمال الثاني أن الصاروخ كان يستهده مكان قريب جدا من المستشفى تتواجد فيه حماس ونتيجة لمشكلة في الاحداثيات قد تم قذف المستشفى بالخطأ.


النتيجة النهائية أن استهداف المستشفى هو حادث فمن المستحيل أن تستهدف أي قوة المشفى للأسباب الأتية

عدم وجود جدوى عسكرية من ضرب المشفى

أهدار الصواريخ في أهداف لا قيمة لها ولن تحقق أهداف الحرب

الهجوم على المشفى جريمة حرب وسوف تجلب تعاطف كبير مع القضية الفلسطينية وعداء ضد إسرائيل وبالأخص في العالم العربي

عدم أهمية الهدف بالنسبة لحماس لاكتساب التعاطف لان الصور الإعلامية التي تبثها حماس كافية لهذا الغرض فهي ليست بحاجة لجلب التعاطف.

عدم الجدوى لكلا الطرفين لقتل المرضي الذين يعانون من نقص في الدواء و حياتهم في خطر و احتمال نجاتهم ضعيف للغاية في ضل الحصار المفروض علي القطاع و عدم دخول المساعدات حتي هذه اللحظة.

تاريخ الحروب الذي لم يتعمد فيه أي طرف محارب أن يستهدف المستشفيات لعلمة أن هذا سوف يجعل العالم يراه كل الوحش ويسوء سمعته ويضعف قدراته علي التحالف مع أطراف أخري.

أتهام القادة العسكريين بجرائم الحرب أمام المحكمة الدولية مما يعرض القائد العسكري المساءلة والخطر.


كما أستعرضنا كل هذه النقاط الهامة و التحليل المبدئي للقضية نجد أن استهداف المستشفى هو أمر مأساوي و فظيع بكل المقاييس و لكنة للأسف حادث مؤسف يزيد من ضحايا الحرب و من مأساة البشر الذين لم يدركوا أن الحرب لن تحل أي مشكلة و أن التوصل لحلو سلمية من خلال المفاوضات و التحكيم الدولي هو الحل الوحيد للمشاكل البشرية.


السناريو المستبعد 

أن طرفا ما قد دبر الحادث لإلهاب الصراع ورغبة منة في أن يتأجج وهو لا يريد أن يري للحرب أي نهاية قريبة ولأسف هناك متطرفين في الجانب الفلسطيني والإسرائيلي يريدون أن يظل الصراع موجودا وأن تستمر الحرب وكذألك تجار الحروب الذي تذيد مبيعات السلاح في ظل الصراعات بغض النظر عن الضحايا من كلا الجانبين...... ولكن هذه الفكرة مستعبدة للغاية و احتمالها بعيد و السناريو الأرجح أن الأمر لم يكن إلا حادث مأساوي فقط لا غير و علي جهات التحقيق المستقلة أن تستمر في البحث للعثور علي الحقيقية.

مروان إسماعيل