بدأ محمد شفيق مصطفى (مصري) رحلته للجزيرة العربية خلال فترة حكم الملك عبدالعزيز وتحديدا بعد ضم الحجاز بثلاث سنوات, تقريبا عام ١٩٢٧, ووثقها في كتابه : في قلب نجد والحجاز. بدأ الكاتب  رحلته من قريات الملح ثم انتقل لزيارة الجوف, فحائل, فالقصيم, ومن ثم توقف في الرياض لمقابلة الملك عبدالعزيز قبل ان يتجه الى الحجاز. في هذه التدوينة اعرض بعضا من ملاحظاته التي شدت انتباهي :

-١-

" واكثر سكان البادية لا يغسلون ايديهم حتى بعد تناول طعاهم: (فصابون العرب لحاهم) كما يقولون هناك"


-٢-

"ومع ان الشعر نبت في أرض العرب, فإن اهل بادية نجد الوسطى تعده حراما لأنه يغلب فيه الحماسة دون ذكر الله"

-٣-

"وأذكر ان احدهم حضر الى مجلس الإمارة أمامنا وأبلغ ان كيسا من البن ضاع منه على مسيرة أربعة أيام من الجوف ...وحدث بعد يومين ان حضر رجل كان قد سلك هذه الطريق فسأله الأمير عما اذا كان قد وجد شيئا في الطريق اثناء سفره, فقال انه وجد كيسا من البن, فسأله الأمير: ومن اين عرفت ان به بنا؟ فأجابه بانه جسه من الظاهر بعصاه ثم تركه مكانه, فما كان من الأمير الا ان امر بضربه خمسين عصا". شرح الأمير للكاتب ان السبب هو : "كان يجب عليه ان يرى الكيس ولا يلمسه حتى يأتيه صاحبه فيأخذه".

-٤-

"وقص علي الأمير على سبيل التدليل على أمانة أهل نجد وبعدهم عن اقتراف السرقة مهما بلغ شأنها ان يرى احدهم الذهب في الطريق فلا تمسه يده مهما كان فقيرا معدما"

-٥-

"وقد دعانا احد رجال القصر (في حائل) لمشاهدة سجن المدينة, وكنت احسبه عامرا بالمحكوم عليهم, ولكني بهت حين وجدته خاليا الا من حراسه"

-٦-

"واهل القصيم ولاسيما سكان بريدة وعنيزة يعدون أغنى اهل نجد جميعا ..وكان ذلك (التجارة في اسواق الهند ومدن الحجاز) سببا في تطور اخلاقهم وعاداتهم وميلهم الى الأخذ بأساليب المدنية وسهولة الطباع, وعدم التعصب لمذهب دون آخر"

-٧-

"الدخان...لايوجد له اثر في نجد فإذا عثر عليه عوقب صاحبه عما يعاقب محرر الحشيش والمخدرات السامة في مصر"

-٨-

"اهل القرى (بين القصيم والرياض) هناك يأكلون الجراد وهم ينتظرون مواسمه كما ينتظر سكان مصر موسم السمان...وقد قص علي احد رجال القافلة ان بعض كبار التجار النجديين في مصر لايزالون على عهدهم بقديد الجراد يرسل اليهم في أكياس هي عندهم أعز من أكياس الحلوى التي تهدى في الأفراح"

-٩-

"ومن اعجب ما لاحظته عند صلاة الفجر بعد الانتهاء من الصلاة ان ينادي المؤذن باسماء الذين اعتادوا الصلاة في مسجده, فإذا تخلف احدهم دون عذر شرعي عوقب للمرة الأولى بمصادرة كوفيته, فإذا عاد عوقب بأخذ عباته, اما اذا عاد للمرة الثالثة فيأمر به مجلس الشرع بالضرب والسجن عدة أيام"

-١٠-

" في الرياض عدة مدارس دينية اشبه بكتاتيب المساجد عندنا (مصر)...ولا يتبحر في العلوم الدينية الا النادر من الذين يريدون الانقطاع لخدمة العلم والدين"


أي من هذه المقتطفات وجدته أكثر غرابة؟