صدمت حين رأيتها..!

تلك الفتاة الصغيرة الظريفة ...التي تشع براءةً ..وتكسوها البساطة.. 

لا زالت صورتها عالقة في ذهني.. تلك الدموع المتراقصة في عينيها الواسعتين الجميلتين ..

 كانت ترتدي ملابسًا مرقعةً .. ونعلاً قد أتلفه الزمن.. وتمسك كسرة خبز في يدها الصغيرة.. جالسة تحت أحد جدران المحلات البخيلة .. في هذا البرد .. تنظر إلى المارة بوجه يعلوه الحزن والكآبة.. كأنها تبعث رسائلاً للناس قائلةً.. رغم كل هذا لا زلت حية.. لا زلت أناضل في هذه الحياة القاسية..

وأنا أراقبها من مكانٍ غير بعيد ..بعد أن أحسست أن دورتي الدموية توقفت..

وبدأ قلبي يعتصرني .. فرأيت امرأة تخرج من محلٍ قريبٍ بكيسٍ شبه مملوء.. 

تنحني بابتسامة تخالطها الحسرة ..لتعانق الصغيرة في حضنٍ عميقٍ مذيبٍ للثلوج... وتسلمها الكيس .. فتتكلم الصغيرة قائلةً .. شكرًا لك يا أمي! 

فجثيت على ركبتي وقلبي ينزف حزنا وكأنني أنا المذنب..وسمعت صوتاً بداخلي يصرخ .. تبا لكل من يظن أن الحياة لهوٌ ولعبٌ .. وتجميع للثروات .. تبّا لكل من يدعي الإنسانية وأمثال هذه المسكينة  يباتون ..جوعى... عراةً في هذا البرد.. حفاةً ... بدون مأوى.. بدون عائلٍ.. 

تبّا لنا جميعاً ولأنفسنا الشحيحة.. أنفسنا الأنانية...

#بقلمي