سوف نتحدث عن أحسن القصص سماها الله عز وجل أحسن القصص نذكر لما تحدثنا في قصة يعقوب عليه السلام ذكرنا أن الله عز وجل رزقه إثنا عشر ولدا من البنين كان منهم ولد جميل سماه يوسف وكان له شقيق أصغر منه سماه "بَنْ يَامِينْ" أما يوسف عليه السلام فهو إبن يعقوب عليه السلام إبن إسحاق إبن إبراهيم فهو الكريم إبن الكريم إبن الكريم إبن الكريم أي نسب هذا وأي سلسلة تلك يوسف عليه السلام أعطاه الله عز وجل شطر الحُسُن فَيَ الَغُلامِ الجميل يالَلْغُلامِ الذي أحبه أبوه حُبّاً جَمّاً فيعقوب تعلق به لأنه كان أحسن أولاده خَلْقاً وَخُلُقاً في يوم من الايام وكان غلاما صغيرا لم يبلغ الحلم رأى في المنام رؤية فجاء إلى أبيه فقال يا أبت فاجابه نعم يا بني قال رأيت أمرا في المنام قال وماذا رأيت ( يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين ) وكيف تسجد الشمس أصلا وكيف يسجد القمر وكيف تسجد الكواكب وكيف فَهِمَ الغلام الصغير أن هذه كلها سجدت له {  إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين } أبوه يعقوب عليه السلام عَلِمَ أن هناك أمرا وشأنا سيحصل لهذا الغلام فكيف يرى هذا الغلام مثل هذه الرؤية وكان قد رأى فيه علامات وأيات ورأى من إخوته حسدا له { قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ}ولِما يا أبي { فيكيدوا لك كيدا ان الشيطان للأنسان عدو مبين  } إجتباه الله عز وجل يوسف هذا الغلام الصغير الله عز وجل يرعاه بعنايته ويصنعه بعينه يكبر الغلام شيئا فشيئا

أما إخوته فقد حسدوه العشرة ماعدا بن يامين حسدوا يوسف عليه السلام وحسدوا بن يامين وهاهم يجلسون العشرة يتأمرون على يوسف { لقد كان فى يوسف واخوته آيات للسائلين } جلسوا يتأمرون على يوسف قالوا إن يوسف وبن يامين أخوة أحب إلى أبينا منا ونحن عُصبة وهل الحب يكون لأجل القوة ولأجل العُصبة الحب من الأب لأولاده لأجل الاخلاق لأجل البِرْ لكنهم للأسف لن تكون أخلاقهم حَسَنة مع والديهم ومع هذا يستغربون لِم أبونا يعقوب يحب يوسف وأخوه أكثر منا {  لقد كان فى يوسف واخوته آيات للسائلين إِاذ قالوا ليوسف واخوهاحب الى ابينا منا ونحن عصبة}نحن اولو قوة وعُصبة قوية ومع هذا يحب يوسف أكثر منا { إِنَّ أَبَانَا } من أبوهم نبي من أنبياء الله أنظروا إلى سوء الأدب { ان ابانا لفى ضلال مبين }وهل يُقال هذا عن الانبياء{ ان ابانا لفى ضلال مبين }إزداد حسدهم إزداد حِقدهم وصل بهم الأمر إلى أن قالوا{ اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً } إما أن نقتله أو نرميه في أرض بعيدة لا يعرف كيف يرجع لأبيه { اقتلوا يوسف او اطرحوه ارضا يخل لكم وجه ابيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين } يعني بيتوا المعصية والقتل والذنب ثم نتوب إلى الله ثم نكونوا صالحين هل تُقبل التوبة بهذا الاسلوب أي معصية يريدون إرتكابها يريدون قتل أخيهم هل يجرأ الأنسان على هذا الفعل إنه الحسد الذي يُعْمِي القلب وَيُعْمِي العين تَدَخَّلَ أحد إخوانهم قيل هو الكبير قيل هو الوسط لكن كان أعقلهم كلهم كانوا مجرمين بحق يوسف وبحق أخيه وقبل هذا بحق أبيهم يعقوب عليه السلام قال أحدهم

{ لاتقتلوا يوسف والقوه فى غيابة الجب } إرْمُوهُ في بئر لِما {يلتقته بعض السيارة ان كنتم فاعلين} إذا أردتم التخلص منه إياكم القتل لِما تقتلونه وتتحملون الذنب العظيم إرموه في أي بئر تأتي أي قافلة تأخذه بعيدا عنكم ثم تبقون لوحدكم مع أبيكم ثم تتوددون إلى أبيكم وتتخلصون من يوسف إن كنتم فاعلين في هذا الأمر إتفق إخوة يوسف على هذا الرأي أن يجعلوه في غَيَابَة جُبٍّ في بئر مُظلم أخوهم الصغير الذي لم يبلغ الحلم ما ذنبه إنه الحسد قاتَله الله أرادوا وَضْعَ أخيهم الصغير الذي لم يبلغ الحُلُم في بئر ربما يموت فيه وربما يحصل له ما يحصل لا يَهُمُّهُم أهَمُّ شيء أن يتخلصوا من أخيهم واتفقوا أن يضعوه في ذلك البئر وأن يرموه فيه ثم جاؤوا لأبيهم بعد أن مكروا هذا المكر وإذا بهم يُحْسِنون إلى أخيهم الصغير قِيَامَ إحسان مسحوا على رأسه إبتسموا في وجهه نظروا إليه وأبوهم ينظر مالذي يحصل تغير الاخوة لحظة واحدة قالوا يا أبانا نريد أن نذهب مع أخينا نلهوا ونتمتع ونمزح معه ونلعب معه كل يوم في البيت معك دعه يخرج مع إخوانه { قالوا يا ابانا مالك لا تأمنا على يوسف وانا له لناصحون }مُحِبُّونَ نحن مُخْلِصُونَ له نحن ناصحون له يا أبانا أنظر كيف نحبه أي مكر مكروه قلوبهم إمتلات كرها وحقدا وغيظا على هذا الغلام حتى أرادوا قتله لكنهم إتفقوا على رميه في البئر { ارسله معنا غذا يرتع ويلعب } أما الغلام كان يحب هذا كان يحب أن يذهب مع إخوانه يلعب معهم يلهوا معهم ولم يدري يوسف

مالذي خططوا له قال يعقوب عليه السلام قال إنني لا أتحمل أن أفارقه ساعة كيف أدعه يذهب معكم{قال انى لَيحزننى ان تذهبوا به }وأخاف من أمر آخر وهو ان الغلام صغير لا يستطيع أن يدفع عن نفسه فربما أكله الذئب فلا يستطيع الدفاع عن نفسه ولا الهرب من هذا الذئب {  واخاف ان يأكله الذئب وانت عنه غافلون } قالوا يا أبانا نحن رجال أُولُوا قوة نحن عُصبة كيف يقترب الذئب منه { قالوا لئن اكله الذئب ونحن عصبة انا اذا لخاسرون } كم فرح الغلام يوسف عليه السلام في تلك الليلة لما وافق أبوه فرح فرحا عظيما أنه سيخرج مع إخوانه أخيرا سيلهوا معهم سيلعب معهم إخوانه الذين كرهوه طِوال تلك السنين الان أحبوه فجأة الان أرادوا له الخير الان يريدون وأحبوا أن يذهب معهم لِيَلْهُوَ معهم ليلعب معهم كيف بات يوسف تلك الليلة فرحا سعيدا بصباح يلهو فيه مع إخوانه ما درى يوسف الغلام ما عَلِمَ مالذي مكروا له ومالذي خططوا له بالليل ومالذي دُبِّرَ له بتلك الليلة

يوسف عليه السلام يخرج مع إخوانه في يوم سعيد ممتع لِيَلْهُوَ مع إخوانه ويلعب معهم إنها رحلة سعيدةأول مرة يخرج مع إخوانه وصلوا إلى بئر حملوا الغلام لِيُلْقُوهُ في ذلك البئر وهو يظن أنهم يلعبون معه ويمزحون معه تعلق بالبئر خاف أن يسقط خاف الغلام أن يقع في غيابة الجُّبْ سأل إخوانه ماذا تفعلون يا فلان يا فلان يُناديهم وهم عليه يضحكون ويقولون له الان يا يوسف تعرف مكانتك عند أبيك الان لتهلك حياتك مع أبيك حب أبيك لك لِينفعك الان ثم أسقطوه في البئر المظلم بئر مظلم موحش تحته الماء تعلق يوسف الغلام بصخرة فجلس عليها ينادي إخوانه وهم يتضاحكون على شفير البئر يا فلان يا فلان سأموت في هذا البئر المظلم سأموت في هذا القبر الموحش في هذه الظلمات في غيابة الجب ماذا تفعلون وماذا تصنعون وهم يضحكون ولا يسمع إلا صوت ضَحِكَاتِهِمْ يقولون له لِتَهْلِكَ الحياة يا يوسف إفرح بما أنت فيه الان إفرح يا يوسف واسعد بما أنت فيه الان أتَذْكُرُ مكانتك عند أبيك أتَذْكُرُ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ أبيك الان إفرح بما أنت فيه ثم تركوه وهم يضحكون جلس يوسف عليه السلام في ذلك المكان المظلم في ذلك البئر الموحش في غيابة الجب الظلمات من حوله لا يرى من فوقه إلا شفير البئر النور منه يتناقص تحته الماء يجري وهو على صخرة قد جلس فيها لا يدري هل سيموت غرقا في هذا الماء أم ستأتي دابة فتقتله أم يموت مع مرور الايام بالجوع والعطش جلس الغلام يبكي وحيدا فريدا كيف كان يبيت البارحة كان يبيت في فراش عند أبيه يعقوب عليه السلام

كان كريما إبن كريم إبن كريم إبن كريم يعيش معززا مكرما في ذلك البيت أما الان فإنه في بئر موحش مظلم { فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ }في مكان مظلم في هذه اللحظات ويوسف عليه السلام غلام صغير قد قَطَّعَهُ الخوف والبكاء والندم والحسرة يتذكر أباه يتذكر أمه يتذكر فراشه وبيته ماذا أفعل أنا الان ماذا سأصنع الان غلام صغير بالله عليكم ماذا سيصنع في هذا المكان الموحش في هذه اللحظات قذف الله عز وجل في قلبه أن يا يوسف لا تخف لا تُبالي لا تهتم سيأتي يوم من الايام يا يوسف تُذَكِّرُ إخوانك بما صنعوهُ فيك سيأتي يوم من الايام تعلمهم بما صنعوه فيك في هذه اللحظات {واوحينا اليهم لتنبأنهم بأمرهم } ستنبأ يا يوسف إخوانك بما صنعوه فيك {وهم لا يشعرون }ستنبأ إخوانك بما فعلوه فيك وهم لا يدرون المكان موحش المكان مظلم

الماء من تحته يجري مرة ليلة مرت ليلتان مرت الليالي بالله عليكم تخيلوا كيف عاش هذا الغلام الصغير في هذا البئر الموحش في غَيَابَةِ الْجُبْ وفي قلبه أن وعد الله حق أنه سيأتي اليوم الذي أخبر إخواني بما صنعوه بي وهم لا يشعرون وهم لا يعلمون أنني يوسف مرت الايام والليالي الدقيقة ربما كأنها سنة من السنوات كيف مرت هذه الايام على يوسف كيف قضى هذه الليالي الرب عز وجل يريد أن يربي هذا الغلام يا يوسف تَعَلَّمْ يا يوسف تَرَبَّى فإنك ستكون نبيا من الانبياء لم تصل إلى منزلة النبوة إلا بعد أن تَمُرَّ بهذه المراحل إنها تربية الله عز وجل لِرُسُلِهِ أشد بلاء من الانبياء ثم الأمثل فالأمثل الماء تحته والجوع يقتله والخوف يُرْهِبُهُ والظُلْمَةُ تُوحِشُهُ ومرت الأيام والليالي فجأة إذ سمع يوسف عليه السلام من أعلى البئر صوت أناس يمشون إذا به يصرخ إذا به يُنادي صوت بشر بدأ الان يأنس يوسف عليه السلام بالصوت صوت من صوت قافلة تمر عند هذا البئر إنها رحمة الله بدأت

إخوة يوسف بعد أن فعلوا فِعلتهم مكروا مكرهم وكانوا قد نزعوا قميص يوسف قبل أن يرموه في البئر ذبحوا شاة ولطخوا دمها بقميص يوسف ذهبوا لمن ذهبوا إلى أبيهم يعقوب ذلك الرجل الذي كان ينتظر إبنه بفارغ الصبر لأول مرة يغيب يوسف عن عينيه وكان قد حزن لفراقه يوما واحدا كان مُتخوفا من أبنائه على إبنه يوسف أين أخوكم أين يوسف الكل يبكي دخلوا على أبيهم يبكون ويتظاهرون بالبكاء يا فلان أين يوسف يا فلان أين يوسف حس أن في الامر شيء وأخرجوا له قميص يوسف وكله ملطخ بالدم يا فلان مالذي حدث أخبروني إنها دموع لكنها كاذبة { وَجَاؤُاْ أبَاهُمْ } ذلك الرجل المسكين نبي الله { وجاؤا اباهم عشاء يبكون }مالذي حدث مالذي جرى{ قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ } كنا في سباق بينا وبين البعض{وتركنا يوسف عند متاعنا } نزعنا بعض ثيابنا ووضعناها وطلبنا من يوسف أن يحرسها لنا أن يجلس عندها وكنا نلعب وكنا نتسابق وتركناه ألم تكونوا تقولون أنه سيلعب معكم جعلتموه عند ثيابكم إنه الخُلُقْ السَّئ من إخوان يوسف ويعترفون بهذا { انا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب } أي ذئب هذا هذا العذر الذي أخبرتكم به هذا الخوف الذي كنت أخاف عليه منه وهذا قميصه يا أبانا ملطخ بالدم ثم قالوا له { وما أنت بمؤمن لنا } لن تصدقنا { ولو كنا صادقين } أين قميصه أحَسَّ يعقوب عليه السلام أن في الامر مكيدة كان يعلم أنهم لم يأخذوه

هكذا كان القلب متخوفا قال إني لَيَحْزُنُنِي أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب إستغلوا نفس العُذر من وقاحتهم لم يأتوا بِعُذر جديد بل نفس الامر الذي كان يخاف منه يعقوب قال أين قميصه فأعطوه القميص الملطخ بالدم لكنهم نَسَواْ أن يُمزقوا هذا القميص قميص لِغلام أكله الذئب ولم يُمزق أي دم هذا وأي قميص هذا علِم يعقوب عليه السلام أن في الامر مكيدة { قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ } أين يوسف الان لوحده في البئر يعقوب الان يبكي عليه حيل بينهما الاب بينه وبين إبنه كان في كل ليلة ينام عنده ينام معه في نفس البيت كان يحبه حبا جما إنها أول ليلة يبيت فيها بعيدا عن أبيه في ذلك البئر لكن يُقَدِّرُ الله عز وجل وهو في البئر أن يرسل الله عز وجل إليه قافلة من الابل معها بعض الرعاة وبعض ناس هذه القافلة هذه السيارة مرت عند ذلك البئر مرت على يوسف عليه السلام الله عز وجل بدأ يستجيب ليعقوب عليه السلام أن يحفظ إبنه في ذلك الموقف وفي ذلك البئر فأرسل سيارة قافلة إلى هذا البئر

{ وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ } السيارة هي القافلة قافلة من الابل كانت تمر مع الناس على ذلك البئر الذي فيه يوسف كاد أن يموت في ذلك البئر غرقا وجوعا في ذلك المكان الموحش ربما حصل له ما حصل فأكرمه الله بتلك القافلة التي مرت على ذلك البئر ثم أرسلوا وَارِدَهُم لِيُدْلِي دَلْوَهُ لِيُنزِلَ الدَّلْو وإذا بيوسف وهو غلام صغير لم يبلغ الحُلُم خاف أن يموت في ذلك البئر يُمسك بهذا الدلوا فإذا بالراعي الذي أنزل الدلو أحَسَّ أن الدلو ثقيل رفعه مالذي يحدث مالذي يجري إنه ليس بماء إنها قافلة مرت على هذا البئر إن هذا الغلام المسكين تعلق بهذا الدلو فرفعته القافلة فإذا بالوارد يقول{ يَا بُشْرَى }يُنادي أهل القافلة { يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً } أسروا يوسف عليه السلام بضاعة تُباع وتُشترى { وَاللهُ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }يعقوب يبكي في بيته على إبنه ويوسف عليه السلام يُباع ويُشترى في قافلة من القوافل ذهبت هذه اقافلة إلى مصرا متوجهة من فلسطينإلى مصرا إبتعد الابن عن أبيه مسافة بعيدة كيف ينام يوسف بعيدا عن أبيه كيف ينام يعقوب بعيدا عن إبنه إفترق الاب عن إبنه في تلك الليالي وهذه الايام يوسف عليه السلام غلام صغير بعيد عن أبيه يُباع الان في أسواق مصر حاله حال العبيد يوسف الكريم إبن الكريم إبن الكريم إبن الكريم يُباع ويُشترى كبضاعة من البضائع يالله أي ظلم لهذا الغلام المسكين أي عذاب عُذِّب به هذا الغلام إشتراه عزيز مصر بدأ الفرج عزيز مصر يشتري يوسف بدراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين ذهب عزيز مصر بيوسف عليه السلام إلى القصر فقال لإمرأته أكرمي مثواه عسا أن ينفعنا أو نتخذه ولدا عاش يوسف في قصر عزيز مصر خادما أو كولد لهم وأبوه يعقوب صبر صبرا جميلا واستعان بالله عز وجل كيف عاش يوسف عليه السلام في ذلك القصر مالذي حصل معه في ذلك القصر هل فُتِن يوسف وكيف كانت فِتنته ولِماذا سُجن نبي الله وأي جريمة إرتكبها هذا النبي لِيُسجن سِجنا بِظُلمٍ وكم سنة عاش في السجن وماذا حصل ليوسف عليه السلام في السجن ..............................

تكلمنا عن يوسف عليه السلام كيف أن إخوانه أخذوه من بين أبيه وأمه فرموه في البئر ثم أُخِذَ من البئر وَبِيعَ في الاسواق يوسف عليه السلام الكريم إبن الكريم إبن الكريم إبن الكريم يُباع في الاسواق بثمن بَخْسٍ دراهم معدودة جِئَ به إلى قصر العزيز أخذ يَخْدِمُ في قصر العزيز سنوات طويلة صار كالْوَلَدِ بينهم وكالخادم معهم سنوات طويلة حتى بلغ أشُدَّهُ واستوى أعطا الله عز وجل يوسف عليه السلام شطر الحُسُن فهو جميل وحسن هو يوسف الكريم إبن الكريم إبن الكريم إبن الكريم فُتِنَتْ به من إمرأة العزيز وإذا بها تتبعه من طريق إلى آخر من غرفة إلى أخرى تنظر إليه وَتَعَلَّقَ قَلبُهَا به قد شَضَفَهَا حُباً حتى جاء ذلك اليوم الموعود الذي غلَّقت فيه الابواب وطردت كل من في القصر فلم يبقى إلا هو معها
وما خلى رجل بإمرأة إلا كان الشيطان ثالثهما هو الجميل هو الغريب هو الاعزب الذي لم يتزوج وإمرأة العزيز قد تزينت في ذلك اليوم وتجملت وراودته عن نفسها { وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ } قالت ليوسف وهو شاب أعزب قوي جميل تقول له إمرأة جميلة مُتزيِّنَةُ مُتعطرة والقصر مُغلق تقول له هيا انا لك إفعل ما بَدَالَكَ يا يوسف من الذي سيمنع الان يوسف عليه السلام من أن يرتكب الفاحشة وقالت هَيْتَ لَكَ قال يوسف عليه السلام بكل قوة وجُرأة قال ما عادا الله ما عادا الله أن أرتكب إثما مثل هذا { وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ } أي فتنة مَرَّ بها يوسف عليه السلام في ذلك الزمن أي فتنة أعظم من هذه الفتنة لِشاب جميل غريب أعزب إمرأة تدعوه إلى الفاحشة
وهو يقول بكل قوة وجرأة { مَعَاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} تجرأت إمرأة العزيز واقتربت من يوسف عليه السلام لِتعتدي هي عليه لكنه هرب منها ما جلس ينتظرها بل هرب يبحث عن أي باب مفتوح { وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} ركض يوسف عليه السلام يبحث عن باب مفتوح { وَاسْتَبَقَا الْبَابَ } وهي تجبده من قميصه من خلفه لِتمزق القميص ويوسف عليه السلام يُسرع إلى الباب ليفتحه فلما فتح الباب فإذا بزوج إمرأة العزيز قد أقبل إليهما { وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ } لكنه كيد النساء قالت { مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } هي راودته عن نفسهالكنهاتتهمه بأنه هو الذي أراد بها الفاحشة أي فتنة نزلت على يوسف عليه السلام
أي مُصيبة هي التي نزلت على يوسف عليه السلام هو الان في قصر العزيز والعزيز قد دخل عليه ووجد زوجته عند يوسف والمُصيبة أن يوسف بلا قميص وفي أي مكان في غرفة إمرأة العزيز وهي تبكي وتصيح وتقول لزوجها أسجنه أو عذبه عذابا أليما فإنه أراد أن يعتدي علي ماذا سيقول يوسف نظر إليه وإلى زوجته فقال{ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي } وإمرأة العزيز تبكي وصوتها مُقَدَّمٌ على صوت يوسف وهي تقول لزوجها { مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } واحتار العزيز من يُصدق هل يصدق يوسف الصِدِّيقْ الذي لم يكذب أبدا أم يُصدق زوجته وهي تبكي عنده خصوصا أن يوسف عليه السلام بلا قميص هنا تدخل أحد أقرباء زوجة العزيز وقال أنا أفصِلُ لكم بهذه القضية إ أتوني بالقميص الممزق فإن كان قد مُزق من الامام فإن يوسف هو المخطئ وإن كان القميص مُمَزَّقاً من الدُّبُر من الخلف فإن زوجتك هي المُخطئة فَأُوتِيَ بالقميص وتفحَّصَ الرجل القميص فوجده مُمَزّقاً من الخلف
فلما رأى قميصه قُدَّ من دُبُرٍ إلتفت إلى قريبته زوجة العزيز وقال { قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ } هنا عَلِمَ العزيز أن زوجته هي المُخطئة وهي المُذنِبَة وهي التي أرادت السوء بيوسف عليه السلام لكنها كذبت وفضحها الرب عز وجل عَلِمَ العزيز بهذا الامر لكن حتى لا يُفضح في عِرضه حتى لا يتناقل الناس كلاما سيئا عن بيت العزيز نظر إلى يوسف المظلوم يوسف عليه السلام الذي لم يرتكب ذنبا الذي هرب من المعصية نظر إليه العزيز فقال له قال { يُوسُفُ أعْرِضْ عَنْ هَذَا } عن أي شيء يُعْرِض هو لم يفعل شيئا لكنه مع هذا يقول له { يُوسُفُ أعْرِضْ عَنْ هَذَا } ثم إلتفت إلى زوجته فقال {وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ }عَلِمَ يوسف عليه السلام أن النساء يَمْكُرْنَ به إما السجن وإما أن يفعل ما يُغضِبُ الله عز وجل معهن في هذه اللحظات رفع يوسف عليه السلام يديه إلى السماء فقال قال{ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ } السجن أفضل إلي من أي معصية أرتكبها قَالَ{ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ } وانتشر بين الناس أن يوسف عليه السلام كان يريد أن يعتدي على إمرأة العزيز ظُلْماً وَزُوراً وبُهتاناً فلما نشروا الخبر قرروا أن يُدخِلوا يوسف عليه السلام إلى السجن
وفعلا أُدخِل يوسف إلى السجن ظُلما وزورا وبُهتانا فأدْخِلَ يوسف عليه السلام إلى سجن مُوحِشٍ مُظلم كئيب فيه بعض الناس الذين سُجِنوا فأخذ يُصَبِّرُ هذا وَيُذَكِّرُ هذا بالله عز وجل يوسف الان في السجن لأنه عَفَّ نفسه وفرجه لأنه أطاع ربه ونشروا بين الناس أنه هو الذي حاول أن يعتدي على إمرأة العزيز أي ظلم هذا الذي وقع على يوسف عليه السلام فَتَيَانِ في السجن يُراقِبَانْ يوسف عليه السلام لا يراه إلا يذكر الله يصلي يعبد الله أي إنسان هذا رآه أحدهما أنه من المحسنين فجاء إليه فقال يا يوسف إنا رأينا رؤية هل لك أن تُعَبِّرَهَا { وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا } أنظروا إلى الرؤية التي رأها الاول ثم الثاني وهو في السجن في ذلك المكان الموحش يستمع إلى الناس { قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ } سِمَاكَ في وجهك من المحسنين أنت إنسان صافي القلب صافي السريرة لا نراك إلا تذكر الله جل وعلا عبِّرْ لنا هذه الرؤية فأخذ يوسف عليه السلام قبل أن يُعبر لهما الرؤية يُذَكِّرُهُمَا بالله عز وجل قال لا يأتيكما طعام تُرْزَقَانِهِ إلا نبأتكما قبل أن يأتيكما لكن أنا تركت مِلَّةَ قوم لا يؤمنون بالله واليوم الاخرة هم كافرون أنا من أبناء يعقوب وإسحاق وإبراهيم أبائي كانوا أنبياء وأنا نبي مثلهم يا صاحبي السجن أنظروا إلى الاسلوب وهو في السجن يدعوا إلى الله جل وعلا
أي إنسان هذا أي صبر أعْطِيَهُ هذا النبي في السجن مظلوم وظل في السجن سنوات وهو يدعوا إلى الله جل علا { يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } الناس تعبد أصناما تعبد أوثانا تعبد كواكب تعبد أصناما في الارض هل هذا أفضل أم يعبد الانسان ربه جل وعلا { أَمْ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } بعد أن دعاهم إلى الله جل وعلا وعلمهم التوحيد والايمان بالله الان أفَسِّرُ لكما الرؤية واحد من الاثنين أحدكما سيسقي مولاه خمرا اي سيده سوف يخرجه من السجن وينجو من السجن ما حدد حتى لا يتضايق الاخر قال واحد من الاثنين سوف ينجو من السجن وسوف يرجع إلى سيده ثم يسقيه خمرا في القصر مرة أخرى أما الاخر فإنه سيقتل ثم يُصلب ثم تأكل الطير من رأسه قضي الامر الذي فيه تستفتيان { أَمَّا أَحَدُكُمَا } ما عَيَّنَ حتى لا يتضايق الاخر{ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا } سينجو { وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الأمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ}ثم جاء إلى الذي ظن يوسف عليه السلام أنه سينجوا ما أكَّدَ إن العلم عند الله عز وجل هذا من الغيب وقال للذي ظن أنه ناج منهما يافلان إذا خرجت من السجن فاذكرني عند سيدك أذكرني عند ك مولاك أذكرني عنده ربما ينظر في قضيتي مرة أخرى
فأخرج من السجن لم يمل يوسف من السجن ولكنه أراد أن يبلغ دين الله جل وعلا { وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ }لكنه لما خرج ومن فرحه بخروجه من السجن نسي يوسف عليه السلام في السجن فلبث يوسف فالسجن بضع سنين قالوا سبع سنين وقالوا أكثر من هذا يوسف في السجن بغير ذنب إرتكبه أبدا
ملك مصرا في ذلك الزمان فجأة في يوم من الايام إستيقظ على رؤية فزع منها جمع الوزراء و الحاشية والناس حوله والمقربين أخبرهم عن الرؤية إنها رؤية مُفزعة إنه أمر مُخيف وتخيلوا هذه الرؤية جمع الملك الناس في قصره فقال لهم{ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ } تخيلوا المنظر الرؤية مُفزعة حقا سبع بقرات سمان وهناك سبع بقرات عِجَافْ والبقرات العِجاف يأكلن البقرات السِّمان { إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ } أي هذه البقرات العجاف يأكلن البقرات السمان الرؤية مفزعة مخيفة { وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ } والناس كل واحد يُكلم الاخر ماقصة هذه الرؤية لا أحد يعلم { يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ } لم يعرف أحد منهم وكان هناك ساقي الملك ذلك السجين الذي نُجِّيَ من السجن وأخبره عنه يوسف عليه السلام أنك ستنجو كان يسقي الملك الخمر والناس لا أحد منهم يعرف تأويل هذه الرؤيا {قالُواْ أضْغَاطُ أَحْلاَمٍ } ليست برؤية إنما هي أضغاط أحلام لا معنى لها { وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ } إذا كنتم لستم عالمين لِما تقولون أضغاط أحلام إذا كنتم لا تعلمون ما معنى هذه الرؤية أسكتوا خيرا لكم هنا تكلم ساقي الملك الذي يسقي الملك الخمر قال أنا أعلم رجلا يفسر لكم هذه الرؤيا قال الملك ومن هذا الرجل قال إنه رجل في السجن إسمه يوسف وهو رجل صادق أمين أوَّلَ فَسَرَ لنا رؤية كانت كفلق الصبح
قال الملك إذهب إليه فسأله عن هذه الرؤية ذهب هذا الساقي إلى السجن بعد سنوات تذكر يوسف عليه السلام دخل السجن فنادوا على يوسف { يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ } الان إسمي صديق بعد أن سجنتموني في السجن سنوات طويلة الان تُسموني صِدِّيقاً { يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَى يَابِسَاتٍ }أفتِنَا يا يوسف في هذه الرؤية سبع بقرات سِمان وسبع بقرات عِجاف هذه العجاف تأكل هذه السمان والسنبلات ما قصتها مباشرة لم يتردد يوسف عليه السلام { قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا } سوف يأتيكم خير سبع سنوات وتزرعون { فَمَا حَصَدتُّمْ } كل الزرع الذي تحصدونه ذروه في سنبله لا تخرجوا منه شيئا إلا اليسير الذي منه تأكلون ثم سيأتي عليكم سبع شِداد عِجاف قحط لن تزرعوا شيئا إنما أكْلُكُمْ ممن خزنتموه فسوف تأكلونه ولا يبقى منهم إلا القليل
{ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ } الكلام خطير الكلام يتكلم عن مستقبل البلد وعن الحالة الاقتصادية في المستقبل لهذا البلد{ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ } إن الملك لما سمع هذا التأويل عَلِمَ أن هذا الرجل من ورائه سر إنه يتكلم عن إقتصاد البلد يتكلم عن مستقبل البلد الكلام خطير قال الملك إذهبوا إلى هذا السجين فأخرجوه إلي أريده في القصر حالا فلما جاءه الرسول لم يرضى يوسف الصديق عليه السلام أن يخرج من السجن كما دخلته مظلوما لن أخرج منه إلا بريئا كما أدخلتموني واتهمتموني بِعِرضي لن أخرج من هذا السجن أموت فيه حتى تُعْلَنَ براءتي إذهب إلى الملك وأخبره بأنني لن أخرج من هذا السجن إلا بشرط واحد أن تُرجعوا النساء اللواتي قطعن أيديهن فاسألوهُنَّ لما قطعنا الايادي لما تكلمنا علي لما أتهمنني بعرضي وأنا البرئ الشريف الملك حاكم مصر في ذلك الزمان يرجع ويُنادي كل النساء اللواتي إتهمن يوسف عليه السلام بعرضه جيئ بالنساء في القصر معهن إمرأة العزيز فسألهن الملك ما خَطْبُكُنَّ إذْ رَاوَدْتُنَّ يوسف عن نفسه لِما كان الكلام الذي ظهر أن يوسف هو الذي تحرش بكن هل كان الامر صحيحا
إتَّهَمْتُنَّ يوسف بأنه حاول الاعتداء هل كان الامر حقيقة تكلم النسوة كلهن نطقن { قُلْنَ حَاشَ للهِ } ما عاد الله { قُلْنَ حَاشَ للهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ }الان نطقت إمرأة العزيز سألها الملك يا فلانة كانت التهمة مباشرة معك إتهمت يوسف بأنه أراد بك السوء هل كان الكلام حقيقة هل أراد بك السوء هنا نطقت و بعد سنوات طويلة من إتهام يوسف الان تكلمت قالت { الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ }نعم كان صادقا لم يكذب أبدا لم يُحاول أن يعتدي علي بل كنت أنا المخطئة { ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ} حتى يَصِلَهُ الخبر  أنني لما كنت بعيدة عنه لم أكذب عليه بل لم أخنه أبدا {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللهَ للاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ }الان جاء الملك بيوسف مرة أخرى إلى قصره فقال له أن سمع خبره وقصته قال إنك اليوم لدينا مكين أمين ظهرت براءة يوسف وانتشر الخبر بين الناس أنه أُدخِل السجن ظلما جاء الفرج من عند الله عز وجل إن يوسف الان برئ وانتشر خبره بين الناس
بدأ الفرج قال إنك اليوم لدينا مكين أمين إختر ما بدالك يا يوسف قال إجعلني على خزائن الارض إني حفيظ عليم يعني وزير للمالية أحفظ بلادكم وأموالكم ليُعلِّم الناس باحكام شرع الله عز وجل مالذي سيحدث الان صار يوسف بعد أن كان سجينا وحيدا وزيرا في هذه البلاد مالذي سيحدث بينه وبين إخوته وهل سيراهم يوم من الايام وهل سيحصل شيء بين يوسف وبين إخوانه ........................

وبدأ الفرج ليوسف بعد أن صبر سنوات طويلة وبعد أن أعلن الله عز وجل براءته بين الناس صار يوسف الآن عزيزا في مصر صار يوسف الآن حاكما في مصر صار هو الذي يتحكم بأموال الناس باقتصاد البلد بالغداء بالمحاصيل جاءت السبع سنين الاولى ويوسف كان أمينا على البلاد وعلى أموالها ثم بدأت سنوات القحط الثانية سبع سنوات الثانية قحط جوع جدب إنتشر الجوع في مصر وما حولها وصل الجوع والقحط إلى فلسطين هناك يسكن يعقوب عليه السلام وأبنائه سمع الناس في البلاد المجاورة أن في مصر الخير بقي وأن هناك رجلا عزيزا حاكما يوزع الخيرات والطعام على الناس إذا جاؤا ببضائع يستبدلونها بها فإذا بيعقوب يُرسل أبنائه العشرة إلى أين إلى مصر وهو لا يعلم من عزيز مصر في ذلك الزمان
يوسف عليه السلام يستقبل الناس يستبدلون الطعام بالبضائع قيل له أن وفدا من فلسطين جاء دخل العشرة إلى يوسف عليه السلام بعد عشرات السنين إنقطعوا عنه ظنوا أنه قد توفي ظنوا أنه قد مات ظنوا أنه قد إنتهى يوسف عليه السلام سمع أن وفدا من فلسطين قد دخل عليه بلاد أبيه دخل العشرة فإذا بيوسف يعرفهم أما هم لم يعرفوه تَذْكُرُ يا يوسف لما كنت في البئر والله عز وجل أخبرك أنه سيأتي يوم تعرفهم تُخبرهم بأمرهم وهم لا يشعرون بدأ هذا اليوم يا يوسف ودخلوا عليه { وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ} فعرفهم وهم له مُنكرون سألهم عمن بقي من أهليهم من بقي قالوا بقي أبونا بقي أخ إسمه بن يامين أخ يوسف الشقيق من أمه وأبيه بقي لنا كذا وكذا قال لِمَ لَمْ تأتوا بأخيكم بن يامين أخيكم الصغير قالوا أبانا لا يسمح لنا بأخذه قال إن جئتموني مرة أخرى فإنني لن أعطيكم طعاما إلا إذا جئتموني بهذا الاخ لن أعطيكم أي طعام حتى تأتوني بأخيكم الصغير بن يامين
فإذا بيوسف عليه السلام يُخبرهم بهذا ثم بعد أن أعطاهم الطعام وأخذ منهم البضائع والامتعة قال لخدمه لفتيانه لغلمانه قال لهم إرجعوا بضائغهم داخل الطعام مرة أخرى بغير أن يشعروا فإذا بهم يأخذون الامتعة مع الطعام ويرجعون إلى من إلى أبيهم يعقوب عليه السلام رجعوا إلى يعقوب فلما دخلوا على أبيهم يعقوب قالو يا أبانا يا أبانا أعطانا هذا العزيز طعاما لكنه منعنا منه مرة أخرى إلا بشرط قال وما هو الشرط قالوا لأبيهم إلا أن نذهب بأخينا بن يامين {قَالُواْ يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} هذه الكلمة بالذات سمعها يعقوب قبل عشرات السنين سمعها ممن سمعها من أبنائه لما أرادوا أن يأخذوا معهم من يوسف عليه السلام نفس الكلمة بالضبط قالوا وإنا له لحافظون فتذكر يعقوب وهو لم ينسى يوسف عليه السلام {قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } أيسوا من أبيهم وذهبوا إلى أمتعتهم يفتحونها لِيُخرجوا الطعام فلما أخرجوا الطعام وجدوا بضاعتهم قد أخفيت في في الطعام نفسه فرجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا إنه رجل كريم إنه رجل عزيز أعطانا الطعام وأرجع لنا البضاعة مرة أخرى
{ قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ} هذا الطعام يسير يا أبانا نذهب مرة أخرى فيُجزل لنا الطعام والاجر والصواب لنذهب إليه مرة أخرى فإنه رجل كريم يا أبانا ألحوا على أبيهم ألحوا على أبيهم ويعقوب عليه السلام لا يرضى لأنه يتذكر المكيدة الاولى لما أخذوا منه يوسف عليه السلام وهو يبكي عليه منذ سنوات طويلة منذ زمن طويل الآن تريدون أخذ إبني الآخر مني لن أرسله معكم فلما الحوا على يعقوب عليه السلام إذا به يقبل بالامر لكنه إشترط عليهم شرطا ماذا إشترط { قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِي مَوْثِقاً مِنْ اللَّهِ } أريد عهدا بينكم وبين الله جل وعلا عهد تعاهدوني { حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنْ اللَّهِ لَتَأْتُونَنِي بِهِ إِلا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ } أريد عهدا تعاهدوني الله عز وجل به أن تُرجعوا لي إبني إلا أن يُحاط بكم فتموت جميعا فأعطوه الميثاق والعهد أن لا يرجعوا إلا بأخيهم أو يموت جميعا وفعلا ذهب الاخوة بأخيهم فطلب منهم يعقوب عليه السلام طلبا إذا دخلتم مصرا فلا تدخلوا مجتمعين لا تدخلوا من باب واحد ولكن تفرقوا في الابواب حتى لا يتربص بكم الاعداء وحتى لا يحصل أمر ربما لا تعلموا به وفعلا أخذ الاخوة أخاهم وذهبوا بأخيهم بن يامين ومعهم البضائع والامتعة إلى مصر