في مثل هذا اليوم قبل ربع قرن من الزمن سمعت الدنيا بكاء طفل وليد، نفس الطفل الآن يعجز عن البكاء كلما انكسر له حلم ،كان حالماً ، يلعب مع الأطفال يراهم يبنون أحلامهم بطين الأرض فيرسم سكة أحلامه بالسماء، حتى الشمس كان يظنها ثمرة سيقطفها حين يكبر ، كان يظن الزمن سيسبقه ، تعلم الجري بعد الحبو ليلحقه، ولا زال يجري في كل اتجاه يراه بنفس فضوله الطفولي وبخطوات أثقل مما اعتادته الطرقات منه ، كانت تعيده أمه كلما ابتعد عنها واليوم هو من يعود لها برأس مثقلٍ بالحياة وبعناد الطفل كان يضع رأسه بحجرها أمام استغرب أبناء أخوته وضحكاتهم ،حين كان يمشي بجانب أبيه كان يتعلق بيده الكبيرة وهو يدلع لسانه كأنما يتحدى الزمن ، اليوم يدلع الزمن لسانه له وهو يرى والده يتألم في جلسة علاج ،أنهى دراسته ودخل الجامعة وصار يحلق ذقنه كالكبار، لكنك لازلت تسمع منه صوت الطفل الأول حين يبرر أخطاءه بنفس العناد واللامنطقية القديمة ، وبنفس الأحلام والخيال والأمل لا زال ذاك الطفل يمشي بخطوات متعثرة تترك آثار أعمق وأكبر من قبل، وبخوفه القديم يكثر الالتفات كي لاتسبقه الحياة.
ربع قرن بطفولة كاملة
تدوينات اخرى للكاتب
حفلة يأس صاخبة
هذا العالم مليء بالزوايا لكني عاجز عن إيجاد زاويتي ، ربما كان سبب ازدحام الزوايا كونها المكان الأكثر أمانا ، ظهرك تحرسه الجدران؛ أنت تستقبل...
محمد ..
سيّد الكره
مازلت تحت سيطرتك مع أني الآن في مكان بعيد جداً عنك ،تفصل بيننا كل خطواتي الماضية ، كل الأيام التي عبرتها ، كل المواقف التي عشتها لكنك لاتزال...
محمد ..
طرق ضائعة
كان الضياع حلما مفجعا لكنه لم يعد كذلك للتائه الذي عجز أن يمسك بأطراف الطرق حتى على الخريطة ، كان يحمل الخريطة ليتأكد من ضياعه ، لا شيء أسوأ...
محمد ..
هذه التدوينة كتبت باستخدام اكتب
منصة تدوين عربية تعتد مبدأ
البساطة
في التصميم و التدوين