نختلف مع حماس او نتفق معها, لكنها تظل الشوكة التي تدمي العدو بشكل مستمر ,استطاعت توظيف بعض اموال المساعدات الانسانية في خلق كوادر قتالية, وان تقوم بتصنيع بعض الاسلحة التي اثبت فاعليتها(صواريخ وطيران مسيّر),بينما الدول العربية مجتمعة ذات الدخول المرتفعة جدا, لم تقم بذلك وهي ترفع شكليا في كافة محافلها شعار فلسطين قضيتنا الاولى , بعضها لاتزال اراضيها محتلة على هيئة اتفاقيات استغلال او استثمار!.
قطاع صغير لا تتجاوز مساحته 360 كيلومترا مربعا فقط وألفا مقاتل لا غير, يُشغلون العالم الحر المتمدن ويدفعون الشرق والغرب للاستنفار, عدد مقاتلي حماس والجهاد وغيرها بالقطاع لا يتجاوزون الخمسين الف, هناك نقص في الاسلحة والعتاد وليس نقص في الرجال. هل هناك قوة عظمى إلا وتحركت وارتعبت لما يفعله هذا القطاع الصغير وهذه الفئة المؤمنة بحقها في العيش على ارض الاباء والاجداد؟.
طائرات أمريكية من نوع c17 تهبط بالأراضي المحتلة من أجل تزويد العدو بالذخيرة, وكأن جيش العدو عنده مشكلة ذخيرة ؟ أ لم تشتري منه الدول العربية المطبعة معه اسلحة مختلفة وذخائر؟, أكبر حاملة طائرات تدخل السواحل المقابلة لفلسطين ولبنان من أجل الرد على حماس, حماس ترعب واشنطن!, كم انت عظيمة ايتها الفصائل التي تسطرين بدماء ابنائك افضل الصفحات .
أبناء غزة بالأمس واليوم محتاجون الغذاء والدواء والماء بعد ان قطع العدو عنهم الكهرباء والماء وتدمير معبر رفح انتقاما ,يجري ذلك على مرأى ومسمع من العالم، ومصر العربية لم تقم بإدخال أي نوع من المعونات الانسانية. الرئيس التركي الذي يدعي الامامة على المسلمين يقدم التعازي لكيان العدو في قتلاه !. ماذا يحضر للمنطقة من سيناريوهات ؟.
لعنة العقد الثامن لدى اليهود, دولتا سليمان وداوود لم تصمدا اكثر من ثمانية عقود وبالتالي يعتقد هؤلاء بمن فيهم الساسة ان دولتهم الحالية لن تتعدى العام 2028 م, ربما هذا الاعتقاد ايضا تأخذ به حماس والفصائل المسلحة ومن يساندهم, لذلك يسعون الى العمل بكافة الطرق لتحقيق ذلك.
المجتمع الدولي في احسن الاحوال يسوي بين الضحية والجلاد, الفلسطينيون وعلى مدى 7عقود يعيشون حياة الذل والهوان ,يتلقون معونات الامم المتحدة التي لا تسمن ولا تغني من جوع تلاحقهم النكبات ,ناهيك عن الذين في الشتات الذين لا يسمح لهم بالعودة الى ديارهم التي طردوا منها, يفرغون فلسطين من سكانها لاستقدام الصهاينة من كل اصقاع الارض ارض الميعاد المزعوم, ويحاولون ازالة الانتماء للأرض الفلسطينية من عقول المهجرين.
يبقى القول بان غزة تدرك جيدا تعاطف الجماهير العربية التي خرجت للشوارع بمختلف العواصم العربية تأييدا لكفاح حماس ضد الاحتلال منددة بالمواقف الخجولة لحكامها المتغطون بلحاف الغرب, غزة اكبر من كل الحكام العرب ونهجهم الاستسلامي, الزعماء العرب كعادتهم شجب واستنكار وادانة لان غالبيتهم وببساطة يخافون سقوط عروشهم ان غضبت عليهم امريكا ,الوطن العربي المخذول بساسته لا يمثل غزة. وستظل غزة عصية بمقاتليها على الاعداء مهما بلغ جبروتهم, والنصر سيكون حليفا للشعوب التي تريد العيش بكرامة.
ميلاد عمر المزوغي