في ساعة متأخرة من العشق جلست وحدي انتظر اللهفة تنقلني من عالم المرئيات إلى عالم اللا مرئيات تصيرني طيفاً أتنقل عبر أمواج الأثير دون أن يراني أحد , لأراقب تقلب عينيك في الحياة ونزعات روحك للتأمل في سكون الليل وتحت نور القمر أرقب ابتساماتك حين تلح عليها ذكرى وقعت بيننا وهمسة تلقتها مسامعك اشعلت في هذه الروح الجمال والنرجسية فعبرت عنها بابتسامة أضاءت عتمة الدجى وأنارت شتى بقاع الأرض.
أبقى لكي تنظر عن كثب عيني لتلك الحواجب التي اشعلت فيا نار الشوق كل مرة أراها أمامي حين تتلاعبين في أحدهما دون الآخر حين تأتي كلمة مني لا تناسب نرجسيتك العظيمة فيرتفع ذلك الحاجب معلنا عن بدء معركة ما بين قلبي وقلبي وما بين فكري وفكري وما بين جنوني ورشدي آه منها كيف تعبث بي عينيك وحاجبيك كيف يصنعون فيا الأعاجيب كيف لها أن تهتز قصور "روما" وتشتعل كل نيران " أثينا " وتثور براكين "ماونا لوا" وتجري أنهار "الفولغا" حين تتجلى تلكم العينين في بريق تتفاعل الطبيعة معه كلها ويستقي منه الجمال ينبوعه الأثير لديه .
أذهل و تنتابني قشعريرة مخيفة وأنا أنظر إليك دون أن تعين أني مخفي عن عينيك وأنتِ تتلاعبين في خصلات شعرك ثم تنزعين منها ما كنتِ تضعينه عليها وتهمين في نزع ملابسك بعيدا عن ضوء القمر كما عرفتك خجله لا تحبين ان يراك أحد حتى القمر ولا الطبيعة ولا الاشياء فكيف بالأشخاص فأهتز من أعماقي وأغمض عيني وترتج علي الدنيا بأسرها وأصيح في داخلي ويحك لم يبقى شيء .!!
وأهرب بعيدا لتعود لي نسمات الليل الدافئة بجمالها ورقتها ونيران الحنين المشتعلة تضطرم في صدري ببرودتها المنعشة وصدى نبضات قلبي يدوي في الفضاء حتى وكأني أراك تهبين مفزوعة تنظرين خلفك بكل خوف وتسألين نفسك في وجل مفزع وبصوت أشبه بالفحيح ماذا يجري من هناك ما هذا الصوت .؟
كم دارت بنا الأيام وكم تاهت بنا الدروب وكما تعانق الاسى فيما بيننا وكم تقاطرت الذكريات في أنهار الحنين وابتلت تلك الحكايات الجميلة في مستنقع الفراق وويلات الواقع المر , هل يا ترى يأتي يوم اتعثر بقلبك ؟ وقبل ان اسقط اضمه من فرط الخوف عليه فيضمني من فرط الشوق إلي وتتعانق قلوبنا دون ان نحس بالزمن حتى يتلاشى الإحساس بالزمن ونخرج خارج اطاره
هل يا ترى يأتي يوم وتتحقق الأحلام ؟
أم يبقى هاجس اللقاء مجرد أوهام لا ترتقي لعالم الواقع أبداً .!!