العملية الحربية الجديدة لحماس التحليل و المشهد


       بدأت الهجوم من قبل حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى علي إسرائيل في ظل فشل كامل للمخابرات الإسرائيلية بفروعها الرئيسة مثل الموساد و الشاباك و المخابرات العسكرية أيضا، و لم تتوقع إسرائيل أبدا هذا الهجوم الجامح ضد العديد من المواقع العسكرية الإسرائيلية و كذألك المستوطنات علي حدود قطاع غزة.

نشرت وسائل الأعلام التابعة للمنظمات الفلسطينية هجوم نوعي باستخدام سلاح المظلات الجديد المستحدث من قبل الفصائل الفلسطينية وكذألك مشاهد لأسر جنود إسرائيليين ومستوطنين و لكن السؤال الأهم – ما الذي دفع الفصائل الفلسطينية لشن الهجوم الان؟؟؟؟


الدوافع الرئيسية لهجوم الفصائل الفلسطينية 

خلال الأسابيع الماضية قامت العديد من المستوطنين بتدنيس المسجد الأقصى الشريف و تزامن هذا مع إعلام الولايات المتحدة الأمريكية بإعلان تذويد السلطة الفلسطينية بمعدات عسكرية و مدرعات لمساعدة السلطة الفلسطينية في حفظ الامن و مكافحة الإرهاب و قد تحفظت إسرائيل علي هذا الامر بشدة و لكن هذا لم يكن الدافع الوحيد من أجل بدأ الهجوم بل أن الدوافع السياسية كانت موجودة بقوة و أهمها التطبيع مع إسرائيل من قبل الدول العربية و علي رأسها السعودية و الإمارات و قد اعتبرت المنظمات الفلسطينية هذه الخطوة ضربة قاسمة للمقاومة الفلسطينية و خطر كبير علي المقاومة و بالأخص مع تطبيع مصر و الأردن و عدم قدرة سوريا علي التدخل و كذألك لبنان المنهك اقتصاديا رغم و جود دعم محدود من جانب حزب الله .

تعقيب حماس حول الهجوم وأسبابه 

قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية نقلا عن وكالة الأناضول ، إن "المقاومة تمتلك معلومات وصفها بالمؤكدة، عن تخطيط الاحتلال لفرض سيادته الكاملة على المسجد الأقصى."

وأضاف هنية، خلال كلمة له، ألقاها عقب تنفيذ عملية "طوفان الأقصى"، التي أدّت إلى مقتل ما يزيد عن 100 إسرائيلي، في وقت مبكر من يوم السبت، أن "المقاومة حذّرت الاحتلال والعالم مرارا وتكرارا، بأنها لن تسكت أمام ما يجري في القدس والمسجد الأقصى حتى لو صمت الجميع."

وتابع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" أن "أكثر من 6 آلاف من أسرانا يقبعون في سجون الاحتلال"، مشيرا إلى أن "هذه معركة بداية التحرير لقدسنا وأرضنا وشعبنا، وتحرير أسرانا من سجون الاحتلال.


كما نجد أن الفصائل الفلسطينية ترسل رسالة قوية للعالم العربي و الدول العربية المطبعة مع إسرائيل .


رد إسرائيل على الأحداث الجارية 

نتنياهو يحدد 3 أهداف لعملية "السيوف الحديدية قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يحاول "تطهير غلاف غزة"، موضحا أن إسرائيل "في حرب واسعة ونحتاج إلى الصبر"

وخلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني المصغر حدّد نتنياهو 3 أهداف

- تعزيز أمن الحدود واستعادة السيطرة على المناطق التي تسللت إليها قوات العدو

- توجيه ضربات قاسية إلى حماس وغيرها من المجموعات الإرهابية

- ردع الآخرين عن ارتكاب خطأ الانضمام إلى هذه الحرب

كما دعا جميع المواطنين الإسرائيليين إلى "الوحدة للنصر في هذه الحرب"

رئيس الوزراء الإسرائيلي: "حماس ستدفع ثمنا غير مسبوق"

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو السبت إن حركة حماس الإسلامية "ستدفع ثمنا غير مسبوق" بعد شنها عملية واسعة بالصواريخ والتسلل داخل إسرائيل

وقال نتانياهو في بيان "شنت حماس هذا الصباح هجوما إجراميا مباغتا ضد دولة إسرائيل ومواطنيها". وأضاف "أمرت بتعبئة واسعة النطاق لقوات الاحتياط ونرد على إطلاق النار بحجم لم يعرفه العدو، سيدفع العدو ثمنا غير مسبوق" معلنا أن بلاده في حالة حرب.


الرد العالمي والعربي 

الأزهر الشريف: نُعزي العالم الصامت في ضحايا فلسطين الأبرياء ونحيي صمود الشعب الفلسطينيّ الأبيّ وندعو الله أن يلهمهم الصمود في وجه طغيانِ الصهاينة وإرهابِهم والصمتِ المخجل للمجتمع الدولي،

لم يكن هذا هو الرد الوحيد بل أيضا عقبت جامعة الدول العربية في تصريح لها

الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط يدعو لوقف "العمليات العسكرية" في غزة بشكل فوري مشيرًا إلى أن استمرار تطبيق إسرائيل لـ “السياسات العنيفة والمتطرفة" تحرم المنطقة من أي فرص جادة للاستقرار.

وكذألك عقبت السعودية على الموضوع في ردود ضعيفة للغاية تدعوا فيها لوقف العنف ولم تؤيد أي من الدول العربية الفصائل الفلسطينية وكان الرد سياسي بامتياز و لأنها ببساطة تعرف أن للأسف عاجزة عن فعل شيء أو دفع الأذى حتي عن نفسها ......

أدانت دول غربية عدة أبرزها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وكذلك الاتحاد الأوروبي الهجوم المباغت على إسرائيل الذي تنفذه حركة حماس الفلسطينية انطلاقا من غزة، معربة عن تضامنها مع تل أبيب وفي المقابل، حمَّلت قطر في بيان "إسرائيل وحدها مسؤولية التصعيد الجاري الآن بسبب انتهاكاتها المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني". كما دعت روسيا الطرفين إلى ضبط النفس.

أدانت فرنسا "بحزم شديد الهجمات الإرهابية الجارية ضد إسرائيل وشعبها"، على ما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية السبت. وأعربت الوزارة عن "تضامنها التام مع إسرائيل وضحايا هذه الهجمات" وأعادت تأكيد رفضها المطلق "للإرهاب وتمسكها بأمن إسرائيل"

بدورها، دانت بريطانيا "بدون لبس هجمات حماس المروعة على المدنيين الإسرائيليين"، في بيان صادر عن وزير الخارجية جيمس كليفرلي. وكتب كليفرلي على منصة إكس أن "المملكة المتحدة ستساند على الدوام حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".


كما نددت الأمم المتحدة  بـ"شدة" بهجوم حركة حماس على إسرائيل،على لسان موفدها الخاص إلى الشرق الأوسط تور فينيسلاند الذي دعا في الوقت نفسه إلى وقف "الهجمات" على الفور مشيرا إلى أنه "على تواصل وثيق مع كل الأطراف" ليطلب منها بصورة خاصة "حماية المدنيين".

فيما أعلنت الحكومة الإيطالية في بيان "دعمها حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها" بوجه "الهجوم الوحشي" عليها. وقال البيان إن روما "تدين بأشد الحزم الترهيب والعنف الجاريين بحق مدنيين أبرياء"، مؤكدا أن "الترهيب لن يغلب أبدا. إننا ندعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

من جانبها، نددت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك "بشدة الهجمات الإرهابية القادمة من غزة ضد إسرائيل". وأضافت على منصة إكس بأن ألمانيا "تتضامن تماما" مع إسرائيل و"الحق الذي يضمنه القانون الدولي، في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب".

وأعربت إسبانيا عن صدمتها جراء "العنف الأعمى" نتيجة العملية الواسعة التي تنفذها حماس على إسرائيل. حيث قال وزير خارجيتها خوسيه مانويل ألباريس على منصة إكس: "ندين بشدة الهجمات الإرهابية الخطيرة للغاية التي تنطلق من غزة ضد إسرائيل. لقد صدمنا هذا العنف الأعمى".

من جهته، أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بأن التكتل يدين "بشكل لا لبس فيه" هجمات حماس ويعرب عن "تضامنه مع إسرائيل". وقال في رسالة على منصة إكس: "إننا نتابع الأخبار الواردة من إسرائيل بقلق. وندين بشكل لا لبس فيه هجمات حماس. ويجب أن يتوقف هذا العنف المروع على الفور. فالإرهاب والعنف لا يحلان شيئا". وأضاف أن "الاتحاد الأوروبي يعرب عن تضامنه مع إسرائيل في هذه الأوقات الصعبة".

كذلك، أعلنت أوكرانيا دعمها حق إسرائيل "في الدفاع عن نفسها وشعبها" بعد شن حركة حماس عملية واسعة من قطاع غزة بالصواريخ والتسلل والقتال على الأرض. وأفادت وزارة الخارجية الأوكرانية عبر الشبكات الاجتماعية بأن "أوكرانيا تدين بحزم الهجمات الإرهابية الجارية على إسرائيل بما في ذلك إطلاق الصواريخ على السكان المدنيين في القدس وتل أبيب"، مضيفة: "نعرب عن دعمنا لإسرائيل في حقها في الدفاع عن نفسها وشعبها".

وندد الحلف الأطلسي أيضا "بشدة" بالعملية التي تنفذها حركة حماس ضد إسرائيل، على ما أعلن متحدث باسم التكتل العسكري السبت.


   وكتب المتحدث ديلان وايت على منصة "إكس" "ندين بشدة الهجمات الإرهابية التي نفذتها حماس اليوم على إسرائيل، شريكة الحلف الأطلسي". وأضاف "نتوجه بأفكارنا إلى الضحايا وجميع الأشخاص الذي طاولتهم"، محذرا بأن "الإرهاب تهديد جوهري للمجتمعات الحرة ومن حق إسرائيل الدفاع عن نفسها.


التحليل النهائي للموقف 

سوف تستمر الحرب لفترة أكبر هذه المرة لان إسرائيل قد تلقت ضربة قوية وهي جريحة وتريد أن تثبت أنها قادرة علي الرد بالإضافة للفشل الكبير في جمع المعلومات و كذألك التحليل الاستخباراتي لذي يتنبه أبدا للاستعدادات و التدريبات من قبل الفصائل الفلسطينية و كذألك العديد من الأسرى الذين وقعوا في يد الفصائل الفلسطينية و أصبحت الحكومة الإسرائيلية في حرج كبير أمام المواطن الإسرائيلي الذي فشلت في حمايته مما يعرض الحكومة للمأزق كبير،

تخاذل العديد من الدول العربية في مواقفها يجعلها أيضا في حرج أمام شعوبها وتظهر في ضعف شديد وحرج و بالأخص في فترة الانتخابات في مصر و موسم الرياض في السعودية و فشل الحكومة اللبنانية في أدارة الأزمة الاقتصادية.

بعد هذا التحليل نجد أن نهاية الحرب سوف يكون لها ثمن باهض سوف يدفعه الجميع على حد سواء.


مروان إسماعيل

تويتر