أتعتقدين بأنك حين تقفلين بوجهي أبوابك وحين تغيرين اسمك وترتدين ابتسامة حزينة على وجهك وتخفين عينيك بنظارة شمسية بأنني لا استطيع أن اجدك ولا أهتدي إليك سبيلاً أنت على ضلال  كبير .

سأجدك حتى وإن أبعدتنا المسافات وغيبت عن عينيّ عينيك أحداث  الحياة ومجرياتها سأجدك عندما اشتم رائحتك على بعد أميال وأعرفك من صوت نبضات قلبك حين تخفق بإيقاعات منتظمة لتهتف إثرها باسمي لكل خلجة من جسدك فترمي دمائي على أوردتك فتبتل بعشقي وحنيني وحين تنامين وحين تبتسمين تزداد نبضاتك حياة على حياة وجمالاً على جمال ويصبح إيقاعها ذبذبات تبثها انفاس الزهور والرياحين لألتقطها واحدد مكانك ولن يخفي علي حتى الظلام طريقك ولن يخفي عني كل هذا الدفء والنغمات الجميلة التي تنبعث من خفقات قلبك.

وحتى حين يخفي الظلام روحك وملامحك وتغمرك العتمة كلياً تطير من بعيد روحك سابحة في فضاء العشق مشعشعة بالأنوار والبريق لتسبر اغوار جسدي أنوارها وتعانق روحي الثكلى بفراقك وينتشي بك الجسد والروح وأنا في مكاني لا أعلم ما لبهجة التي خطفت مني انفاسي وبعثرت كياني وأشعلت نيران الشوق في صدري فيلوح في الأفق طيفك من وسط البريق والنور يودعني بابتسامة ويمضي ويتلاشى في الفضاء وأعرف حينها بأن روحك عانقت روحي .

ايتها البعيدة القريبة دعينا ننهي المسألة !!

دعيني ارتب لك كلامي واعد مرافعتي أمام قضاء عقلك الظالم لعل كلماتي تستجلب شفقة قلبك وعينيك لعلها تحدث بعد ذلك أمراً , إن البعد هذا العدو الفتاك ينوي ان يقتلنا نحن الاثنين معاً

نعم انه قاتل متسلسل يبدو منذ الوهلة الأولى رحيماً  شفوقاً يحمل بين طيات ثيابه البياض الناصع ثم يجب علينا أن لا ندعه يخدعنا ويوهمنا بأنه يعمل على مصلحتنا أنظري فتحت تلك الثياب يملك قلباً شديد السواد وروحا لم ترى النور قط .

لابد أن نجتمع ونهرب من ظلام الفراق على الأبد , لابد ان نمضي في طريقنا غير مترقبين وخائفين , فنحن أبناء النور لا يخيفنا الظلام ولا يرعبنا

والحب الذي في قلوبنا فتح الباب على مصرعيه لنور السعادة وضياء الحياة فلماذا نعود مرة أخرى لنبقى تحت رحمة الظلام ؟

ماذا بقي من أوقاتنا ماذا بقي من حياتنا ؟ ماذا بقي من العمر قولي لي ماذا بقي ؟ لم يبقى إلا كل هلاك وتعاسة وضياع ينتظرونا  

ان لم نلم شعاث اللقاء ونستعد لطمر حفر البعد , ونعيش في فضاء الحب عصافير لا تعرف الا التحليق بين الأشجار . فسوف نهلك سوياَ

دعي كل تلك الكلمات الأنيقة التي ترتدي ربطة عنق وساعة باهظة الثمن وتفوح منها رائحة العطور الفرنسية وتنتعل حذاء الحكمة والوقار فهي ما هي إلا مظاهر كذابة إياك أن تخدعك

فكل أمر سوى الحب واللقاء ماهر إلا خدع يخدع بها العقل القلب كي يبقيه في دائرة الحماية ظاهرياً , اما في الحقيقة فإنه يريد أن فقط امتلاك سلطة الجسد بشكل دكتاتوري ارعن لا يريد من الجميع إلا الامتثال لأمره والبقاء تحت سلطته يمارس القمع والتدمير بحجة الإصلاح والتطوير.

لا يخدعنك ذاك العقل ولا يجرك إلا منطقة نائية عن الحب يسكنه الجفاف العاطفي وتهب رياح الملل دون ان تترك اثر لمرورها إلا انفاس حارة لا نقاء فيها ولا انتعاش صدقيني ما هي حياة العقل إلا كذا فلو كنا بلا عاطفة لعشنا بلا شغف ولا حب للحياة تحولنا لكائنات اشبه بالآلات والمعادن لا نختلف إلا بأننا نتنفس وننطق

ارجعي إلى قلبك خذي منه الكلام ولا تلتفتي لسواه , خذي بيده ودعيه يحملك عاليا إلى الغيوم إلى النجوم إلى الكواكب السيارة .

انظري للحياة من شكلها الحقيقي من منظرها السالب للألباب

وأول من يبهره جمال تلك الحياة عقلك الذي لا شعوريا يقول لك ما أجملها

لكنه لا يلبث ان يعود لغيه القديم وينازعك جمال اللحظة بسرد العواقب الوخيمة والمشاكل العالقة والمنتظرة من بعيد لكي تحل عليك هي الأخرى .