"أقفُ الآن في مطار الملك خالد الدولي ،
في الصالات الشاسعة التي تضجُ بالحياة ..
كل المتواجدين هنا !
يُمارسون الأنتظار بشكلٍ أو بآخر .
امامي رجلٌ يُراقب ساعته كل دقيقة ظناً منهُ بأن الوقت سيمضي سريعاً إذا رمقهُ بنظرةِ استياء ..
على الرغم من أنه يجلس على كرسيه بكل ثبات إلا اني شعرت بأنه يركض بلا توقف ..
كنت أتوق إلى معرفة مالذي يجعل هذا الرجل ينتظر بكل قلق ؟
ماهو الموعد الذي سرق منه بهجته ورسم على وجهه ارتباك؟
هممت بالخروج وفي هذه الاثناء رأيت رجلاً عجوزاً يبكي ويمسح دموعه بأطراف غترته ، لم أستطع أن اترك هذا الموقف يمر عابراً بعيني دون أن يخترق صدري كشهابٍ مُضيء..
يداه المجعدتان ، وجهه الذي يحكي شقاء هذهِ الحياة ، عيناه التي بالرغم من كل الدموع كانت تحمل كبرياء..
وددت لو أني استطيع أن اجلس إلى جانبه وأقول له
: ماذا فعلت بك الحياة مجدداً ياعم؟
هل قدّمت لك سيناريو الفقد من جديد؟
هل مازالت تشعرك بأنه يجب عليك أن تموت أو أن تفقد؟
كانت دموعه مُهيبة ، لها وقعها في قلبي ..
كانت أصابعه حنونة ،دافئة، تمسح دموعه على استحياء ..
شعرت بالخيبة ..
لأن كتفه الذي كان في يومٍ ما قوياً لوحده ، لا أحد يربُت عليه الآن ..
تأملتُ عيناه طويلاً كانت اختصار لمصيرٍ ربما لم أدركه إلا اليوم..
فتحت الملاحظات في هاتفي وكتبت :
كل الوجوه مسافرة أو على شفا سفر . "