كصاحب المسبحة لا فرق !!
د مشعل الفلاحي
ليست مشكلتنا الأولى مع عدونا ، مشكلتنا الحقيقة مع نفوسنا . ما وقع في حلب رغم مرارته تكرر في مساحات كثيرة من أرض المسلمين وسيظل ! لا أجد صورة مطابقة لما نصنعه اليوم في حلب إلا كصورة ذلك الذي معه مسبحة يحضر المنكر ويقف في وسطه وهو في ذات الوقت يبعثر خرز تلك المسبحة مسبحاً لربه معظماً له زعم !!
لا جديد ملأنا العالم شغباً لحادث حلب وبعد يومين فقط عدنا إلى فرشنا الوثيرة وألقينا بأجسادنا عليها في انتظار هيعة أخرى يقوم بها العدو فنعود لذات الدور !
المؤلم أننا لم نسمع واحداً من المسلمين قال أنا جزء من هذا الواقع المرير وأعدكم بإصلاح ما بيني وبين الله ! ولم نسمع أحداً سأل عن دوره وما واجبه الشخصي !!
يا قوم الدماء التي نزفت في حلب وتنزف في مساحات كثيرة من العالم الإسلامي نحن شركاء فيها بإمعان !
المتخلّف منا في علاقته مع ربه هو ذاته الذي شارك في هدير الدماء التي نزفت في حلب والذي أقام منكراً في واقعه هو الذي أجهض على كثير من الأبرياء هناك ! والذي تخلى عن المشاركة والعمل وجعل خصمه العمل الخيري في بلاده وتفرغ لبعثرة جهود المصلحين ، وخاض فيما لايعنيه وقعد في النهاية على أريكته يدير شأن وسائل التواصل الاجتماعي ويعزي أمته المنكوبة على واقعها هو الذي فتح الثغور للأعداء فعبثوا بمقدرات الأمة .
عفواً يارفاق ! نحن الذين أوقدنا النار وجعلنا ندور حولها نستغيث بالعالم ليطفئها !!