لا أَطلُبُ مِنَ الكَون أَنْ يُهدِيَنّي عِقدًا فِضّيًا كَقَمرِها، أَو خَاتَمًا ذَهَبيًا كَشَمسِها، بَل أَطلُب مِنها إِجابَةً صَريحة عَلى سُؤَالي، مَاذا سَتَخسَرينَّ لَو جَمَعتِني بِمَحبُوبي تَحتَ غَيمِ شِتائِك ؟ 

أَكُنتِ سَتَخسَرينَ نَجمة؟ 

مَا ضَرُكِ لَو اجتَمعنا لِدَقائِقَ فَأَبدَأُ أَنّا بِتَقسِيمِ تِلكَ الدَقائِق إِلى ثَواني تَحمِلُ كُلُ ثَانية مَجمُوعَة مِنْ مَطَرِ الشِتاء، فَبَعضُ الثَواني لِأُخبِرَة أَنَني أُحِبُهُ بِعَدد حَباتِ المَطَر المُتَساقِطَةِ عَلينا بَل أَضعَافًا مُضاعَفَة، وَثَوانٍ أُخرى أُخبِرَهُ بِها كَمْ أَنا مُشتَاقَةٌ إِليهِ وَأَنْ في بُعدِهِ  غَضَبٌ يَضرِبُ أَيامي كَرَعدِ تِلكَ الليلَة التّي افتَرقنا بِها، وَثَوانٍ أُخرى احتَضِنَهُ بِها كَثَلج يَحتَضِنُ مَدينة يَعشَقُها، وَأُقَدِمُ لَهُ آخِرَ الثَواني لِيُخبِرَني بِها أَنَ عَيناي وَالمَطرَ وَابتِسامَتي سَرُ بَقائِةِ عَلى قَيدِ الحَياة.

وَبِنِهاية الدقَائِق لَن أَتَمَنّى إِلا أَنْ يَبقَ الشِتاء وَيَبقى مَحبُوبي وَأَبقَ أَنّا عَلى قَيدِهِ. 

رِسالة إِلى السَماء. 


بِقلم الكاتِبة: مرح حسان صوان .