كثيراً ما نرى ونسمع عن أمور يدمى لها القلب وتحزن لها النفس ويندى لها الجبين خجلاً من قبح هذه الأمور المتمثلة في اتباع الشهوات , وتلاعب بالمشاعر , والنيل من المحرمات , والتعدي على الحدود , وهجر الحياء , وانتحار العفة ..وكل هذا تحت مسمى الحب ، كما يدعيه الغرب من عيد الحب أو عيد العشاق مزيناً كل هذا الانحلال الخلقي لإتباعة.ولكنه الزيف والخداع , واتباع خطوات الشيطان , وكل هذا الحب منه براء .
أما الحب الذي يدعو إليه الإسلام فهو أنقى وأعف .
فالحب مشاعر إنسانية رقيقة يرتقى بصاحبه .. وهو ضرورة لحياة الإنسان ولكل من له قلب حي ..وهو عاطفة سامية تميز الإنسان بل وأحياناً الجماد كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أحد جبل يحبنا ونحبه ) فالجبل ارتفعت قيمته لما أحب ولكن أحب من ؟! أحب سيد الخلق أجمعين رسول الله عليه الصلاة والسلام , فاستحق الجبل أن يذكر ويخلد بل ويحبه رسول الله وكل المؤمنين من بعده .فهكذا الحب يسعد صاحبه ويزيد من شأنه ويأنس حاله لا أن يجر عليه الهوان والخسران .
وللحب الحقيقي أنواع وعلامات وثمرات ،فمن أطهر أنواع الحب وأوجبها : حب الوالدين الذي يتمثل في طاعتهم وبرهم والإحسان إليهما كما أمر الله عز وجل.ومن الحب البناء ،حب الأخوة الذي يتمثل في رباط الأسرة التي إذا قويت أواصرها قوي مجتمعنا . و من الحب الضروري أيضا، الحب بين الزوجين المتمثل في روابط المودة والرحمة حتى لا تنهار العلاقات الزوجية فتشقى مجتمعاتنا .
ومن الحب الواجب ، حب المؤمنين بعضهم لبعض كما وصفهم الله سبحانه وتعالى في قوله ( ... إنما المؤمنون أخوة ... ) وكما وصى رسول الله ( ... وكونوا عباد الله إخوانا... ) حتى تتحقق قوة أمتنا وتسري فيها روح الوحدة فلا مجال للتباغض والتناحر مع وجود الحب والألفة .
ومن أعظم أنواع الحب : حب الله عز وجل وحب رسوله الكريم , وقد أرشدنا الله إلى الطريقة التي يجب أن نحبه بها كما في قوله الحب ..ومفهومه الإنساني ..! قل إن كنتم تحبون الله فتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) أل عمران {31} .
فالحب الحقيقي الصادق لله ولرسوله يكون بالإخلاص لله في الطاعة وحسن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم .
هكذا يكون الحب ..فعندما نحب تتزين الدنيا ونرى كل شيء جميل ..وتتصالح معنا نفوسنا .. والأحلام تلبس ثوب الفرح ..وتغرد الأمنيات في سماء النفس الصافية..