حكام السعودية يحاولون ان تكون بلادهم دولة إقليمية, وبالتالي التخفيف من النزاعات الاقليمية ,لذلك نجدهم قد عقدوا اتفاقات مصالحة مع ايران التي كانت والى الأمس القريب عدوا لهم, كما يسعون الى اجراء صلح مع الحوثيون في اليمن لتفادي الهجمات الصاروخية على المناطق الاقتصادية السعودية, ببساطة يريدون حل جميع مشاكلهم (صفر مشاكل) مع دول الجوار, ولكن كيف للسعودية ان تقف على الحياد والشعب الفلسطيني وعلى مدى سبعة عقود يعيش في الشتات ومن بالداخل يتلقون هبات الامم المتحدة التي لا تسمن ولا تغني من جوع, وأراضي الضفة الغربية المعترف بها دوليا للفلسطينيين يتم قضمها كل يوم, بينما القدس وبيت مقدسها تدنسه سنابك الخيل.
الرياض تسير وبخطى متسرعة الى الارتماء في احضان الصهاينة وتوقيع اتفاقيات جوهرية تلغي المطالبة بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ,علّها تجد القبول والرضا من زعيمة العالم الحر امريكا, للحصول على المزيد من الدعم العسكري, ليلا تبقى مكتوفة الايدي امام التحولات الجذرية التي تشهدها المنطقة للمحافظة على نفسها خوفا من تكون عرضة لهزات عنيفة على شكل موجات كتلك التي اصابت بعض دول المنطقة او ما اصطلح على تسميته بالربيع العربي.
القضية الفلسطينية قضية مركزية للعالمين العربي والاسلامي ولان السعودية تدير الاماكن المقدسة فإنها توهم الراي العام العربي والاسلامي بانها تسعى الى حل القضية الفلسطينية بالطرق السلمية والحصول على بعض المكتسبات لحفظ ماء الوجه ولان تكون زعيمة للعرب والمسلمين ولكن تشير المصادر الى ان الرياض لن تعرقل الاتفاق حتى لو لم يقدم الكيان الصهيوني تنازلات كبيرة للفلسطينيين ,فالمطلوب من الكيان الصهيوني ليس إنهاء احتلال الضفة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وانما تعزيز سلطة رام الله وليس الدولة الفلسطينية المنشودة, وبالتالي فانه حتى لو عارض (الفلسطينيون) التطبيع, فان السعودية ستمضي فيه, انهم يتحدثون ايضا عن حاجة الرئيس الأميركي بايدن، لإنجاز سياسي في الشرق الاوسط قبل الانتخابات في نوفمبر 2024.
ما تريده المملكة هو, اتفاقا عسكريا يلزم امريكا الدفاع عنها. ضمانات دفاعية صارمة على غرار حلف شمال الاطلسي.توجه وزير الاتصالات الصهيوني شلومو كرعي ضمن وفد مرافق له الى السعودية (1/10/2023 ) لمشاركة في مؤتمر الاتحاد البريدي العالمي، الذي يعقد في الرياض. زار الرياض مؤخرا وزير السياحة الإسرائيلي، حاييم كاتس، للمشاركة في مؤتمر منظمة السياحة التابعة للأمم المتحدة, في فترة سابقة، التقى مسؤول في وزارة الصحة الإسرائيلية مع مسؤول سياسي سعودي كبير في السعودية. وأفادت الإذاعة العامة للصهاينة “كان” بأن اللقاء السري عقد بين نائب مدير عام وزارة الصحة الإسرائيلية سيفي مندلوفيتش، ومسؤول سياسي سعودي، لم تكشف عن هويته, وافادت "كان" أن هذا اللقاء هو جزء من سلسلة لقاءات سرية عقدت في الأيام الأخيرة في إطار تطبيع العلاقة بين الصهاينة والسعودية، والتي لا يزال جزء منها ممنوعا من النشر.
المؤكد انها محاولات تطبيعيه رخيصة وبلا ثمن, وان الامريكان والغرب لن يساعدوا السعودية في ولوج عالم الصناعات الهندسية والاسلحة المتطورة لحماية نفسها, لأنها ستشكل يوما ما خطورة على امن من زرعوه في قلب الوطن. وهذا يعتبر خط احمر.
ميلاد عمر المزوغي