كلما كبر الانسان المسلم وتجاوز عمره الستين عاما , اصبح راضيا بالموت في قرارة نفسه ومستعدا له, وهي فطرة في النفوس السليمة, خاصة اذا كان هذا الشخص المسن  قد فقد شريك حياته , الزوج او الزوجة , وكان بينهما حب ومودة وتعاون واخلاص, فإن هذا الشخص علاوة على رضاه بالموت والاستعداد له , علاوة على ذلك يتمنى الموت , واللحاق بشريك حياته , وفعلا , هناك حالات كثيرة جدا , عندما يموت احد الزوجين اللذين كان بينهما مودة وتآلف وحب واخلاص , يتمنى الشريك اللحاق بشريكه , وما يلبث الا شيئا يسيرا حتى يلحق بشريكه , فإذا كان لديك اب او ام , فعليك تعويضهما بكل ما تستطيع من المودة والحنان والبر والاحسان , والا سيتمنى اللحاق بشريك حياته, والسؤال هنا, لماذا يلحق الشريك بشريكه عندما يتمنى الموت؟ هل هناك اسبابا شرعية او علمية تبين سبب ذلك ؟ اقول والله اعلم , ومن منظور علمي , ان كل انسان يحتوي جسمه على خلايا ممرضة , بكتيرية وفيروسية وخلايا سرطانية , كلما حاولت التكاثر يقوم الجسم بالقضاء عليها والحد من انتشارها وتكاثرها  بواسطة المناعة الطبيعية التي خلقها الله في الجسم, ولكن عندما يتمنى الشخص الموت , يقوم جسمه بالاستعداد لذلك , وايجاد طريقه لتسهيل موته , فتقل مقاومة الجسم , وتنمو البكتريا والخلايا السرطانية, ويظهر لديه مرض مزمن مميت يستحيل على الاطباء معالجته , مما يؤدي الى وفاته حسب ما تمنى , وفي ظل هذا التقدم , يضل الطب الحديث عاجزا عن منع الذبحة الصدرية , والنزيف الذي يصيب الدماغ , والذي يؤدي الى الموت الفجائي , ومعظم تلك الحالات تحدث بسبب تغير الحالة النفسية , خاصة اثناء الغضب , والذي يؤدي الى الارتفاع المفاجئ لضغط الدم وتضيق الشرايين التاجية الموجودة في جدار القلب , فيحدث النزيف في الدماغ  والسكتات القلبية, ثم الموت المفاجئ , خاصة في كبار السن , الذين تجاوزت اعمارهم الستين عاما , حيث تصبح لديهم تصلب في الشرايين وضعف وهشاشة في الأوردة , فيصابون بسهولة بنزيف الدماغ والسكتات القلبية عند ارتفاع ضغط الدم اثناء الغضب. اياك ثم اياك ان تتسبب في غضب والديك مهما كان الامر, فقد يؤدي ذلك الى حدوث نزيف في الدماغ او سكتة قلبية , وتكون بذلك قد تسببت في وفاة والديك او احدهما , واعلم ان والديك قد خلقوا في زمان غير زمانك , ونظرتهم الى الحياة تختلف عن نظرتك , ولا يعترفون ان الزمن قد تغير, وان الظروف اختلفت , واعلم اخي القارئ , ان الانسان كلما تقدم في العمر , مسه الكبر وضمرت اعضاؤه , والاخطر من ذلك ان الشرايين والاوردة الموجودة في القلب والدماغ تصبح متصلبة ضعيفة هشة, وعند اي ارتفاع لضغط الدم  اثناء الغضب , قد يودي الى انفجار تلك الاوردة الضعيفة في الدماغ , او او زياد التضيق في شرايين القلب , مما يؤدي الى حدوث ذبحة صدرية , والموت المفاجئ في بعض الاحيان , فهل تريد ان تتسبب في قتل والديك بإغضابهما لأجل شيء  دنيوي زائل ؟  لذلك يقول الله تعالى : ولا تقل لهما اف ولا تنهرهما , وقل لهما قولا كريما , واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا , عندما كنت صغيرا ,كانا يوفران لك كل ما تطلبه كي لا تغضب ولا تبكي , غضبك وانت صغير كان يزعج ابويك , لا يريدانك غاضبا او حزينا , يحرصان دائما ان تكون سعيدا , يمرضان لمرضك , يسعد الوالدان بسعادة طفلهما , ويصيبهما الجنون ويحرمان لذة النوم , اذا اصاب طفلهما ادنى مكروه , واليوم وانت شاب , تتسبب في اغضابهما وقتلهما بسكتة قلبية او نزيف دماغي ؟ اليوم اصبح عقل والديك كعقلك يوم كنت طفلا  لديهما , واديا حقك  وزيادة , واليوم اصبحا طفلين لديك , فاين حقهما ؟