شاعت النكت السياسية في عهد المجرم صدام وايام حكم حزب البعث الاجرامي , وتتضمن تلك النكت نقدا مبطنا نحو شخصيات وازلام ورأس النظام البائد , تصاغ بأسلوب ساخر أو هجاء صريح أو رسالة مشفّرة، يتناقلها الناس همساً أو يتداولونها في المقاهي أو الجلسات الخاصة ... ؛ تستهدف فضح الحاكم المستبد أو المستفرد بالسلطة والثروة، وكشف نواياه العدوانية ضد الشعب، وقسوته في تعامله مع الخصوم وتناقض أقواله التي تأتي عكس أفعاله ... ؛  وتعمل أيضاً على نبش ماضي هذا الحاكم والكشف عن دونيته والتشهير بأخلاقه , وتسلط الاضواء على افكار ورؤى وشعارات وايدلوجية النظام  . (1)

ومن تلك النكت السياسية ؛ والتي لا زال مضمونها ومحتواها موجودا الى هذه اللحظة بين بعض الاوساط السياسية المنكوسة ؛ هذه النكتة  : (( فقد تم استدعاء احد الخطباء ورجال الدين الشيعة لإقامة المجلس الحسيني من قبل بعض رجال السلطة , ايام الحملة الايمانية الصدامية ؛ واعتلى الخطيب الحسيني المنبر , وباشر الخطيب بإلقاء المحاضرة على المستمعين , وقبل ان يصل الى مقتل الامام الحسين وتفاصيل استشهاده ؛ جاءه احد ازلام النظام ؛ قائلا : اياك ثم اياك ان تنسب قتل الحسين لأمير المؤمنين يزيد بن معاوية  ( رض ) ؛ فقال الخطيب : الذي قتل الامام الحسين عبيد الله بن زياد ؛ فقال له : لا , لانه والي امير المؤمنين على العراق ... ؛ فقال الخطيب : عمر بن سعد او الشمر ... ؛ فقال رجل السلطة : لا ؛ لان ذلك يخدش بسمعة الصحابي سعد بن ابي الوقاص بطل القادسية واحد المبشرين بالجنة , والطعن بالشمر طعن في العروبة وهذا الامر لا يقبل به حزب البعث العربي الاشتراكي ... ؛ فقال الخطيب : اذن قتله الايزيديون والمسيحيون والاكراد ؛ فقال رجل السلطة : لا ؛ لان ذلك يغضب ارشد الزيباري وطارق عزيز وطه ياسين رمضان ... ؛ فأحتار الخطيب في امره ؛ قائلا : اعتقد ان الحسين قد مات بسبب الصعقة الكهربائية ( انتل بالكهرباء ومات ) ...!! . )) . 

ومحل الشاهد في قصتنا هذه ؛ ما جرى في مجزرة العصر ( سبايكر ) فالأخوة المنكوسون والطائفيون والارهابيون والفاسدون والعملاء والاذلاء ؛ يطلبون منا تبرئة عشائر تكريت وعوائل العوجة وابناء الطائفة السنية الكريمة ؛ وكذلك تبرئة الشخصيات الارهابية والتي اعترفت بجرمها وبالأدلة والشهود والبينات الواضحة , او التي شهد واعترف عليها ابناء المنطقة انفسهم ؛ ولعل شهادة مشعان الجبوري وجماعته التفصيلية والتي ذكر فيها اسماء القتلة المجرمين والذباحة الارهابيين وبين صورهم واماكن تواجدهم وعشائرهم ؛ من الادلة الدامغة .

وكالعادة بادرت القنوات والفضائيات والشخصيات  الطائفية والمنكوسة  الى تبرئة ساحة هؤلاء , وتقييد الجرم ضد فاعل مجهول , او القاء اللوم على داعش ؛ علما ان المجزرة ارتكبت في تكريت قبل دخول الدواعش اليها , وهذا الامر واضح وضوح الشمس في رائعة النهار . 

ولا ادري من اي جرم ومن اية جريمة يتم تبرئة عبد الله ياسر سبعاوي وامثاله من زبانية النظام ومجرمي العوجة ؟!

فهؤلاء ارتكبوا من الجرائم والمجازر ؛ ما يشيب رأس الرضيع من هولها وبشاعتها  ؛ وقامت احدى المحاميات المنكوسات ( من غير العراقيات ) بإقامة دعوى تطلب بها الافراج عن المجرم ؛ بحجة ان المجرم كان عمره اثناء ارتكاب الجريمة 19 عاما وكان خارج العراق ... ؛ وما العجب في ذلك ايتها العجوز المنكوسة الشمطاء ؟!

فهؤلاء كانوا يرتكبون الجرائم وهم اطفال صغار , واغلبهم انتسب للقوى والاجهزة القمعية الصدامية وهم مراهقون ؛ وفي احدى اللقاءات المتلفزة مع احدى الشخصيات البعثية ؛ والتي ذكر فيها  : ان محمد وكان طفلا يافعا ولا اتذكر هل كان ابنا ل برزان او غيره من اشقاء صدام ؛ قام كما قام غيره من صبيان عوائل العوجة بتنفيذ الاعدام بحق بعض ضحايا قاعة الخلد ... ؛ وعندما سمعت بالخبر زوجة برزان او غيره لا اتذكر , هلهلت فرحا وقبلت ابنها محمد , وقالت له : الان انت اصبحت رجلا ...!!

وقد ذكر مشعان الجبوري في احدى شهاداته الموثقة ؛ ان مجرمي تكريت وزبانية العوجة ؛ كانوا يعلمون اولادهم الصغار على القنص والرمي الحي ؛ وذلك من خلال اخراج السجناء العراقيين الاحرار والمعتقلين المظلومين العزل من المعتقلات وامرهم بالركض في  اماكن مكشوفة كالبراري وغيرها ؛ ثم يقوم الاطفال والصبيان والمراهقين والشباب باصطيادهم كما يصطاد الصياد الحيوانات ...!!

واما بخصوص انه كان خارج العراق ؛ فمن منا لا يعلم ان حدود العراق مشرعة الابواب امام الارهابيين والمجرمين والمخربين ؛ فلا توجد اية صعوبة في دخوله او دخول غيره الى العراق وقتذاك ؛ بل ان المعلومات المؤكدة تشير الى تواجد المجرمة رغد في مكان المجزرة وقد اشرفت هي مع باقي لملموم الاسرة الهجينة الاجرامية على تنفيذ الجريمة . 

وقد استبشر العراقيون خيرا ؛ عندما سمعوا بإلقاء القبض على المجرم عبدالله ياسر سبعاوي في لبنان ؛ بالتعاون مع الانتربول الدولي , واعترف المجرم بكافة جرائمه ؛ وانتظر العراقيون بفارغ الصبر ؛ اصدار حكم العدالة بحق هذا المجرم ؛ واذا بالقضاء العراقي ؛ يصدر قرارا يتضمن الافراج عنه , وتبرئته ...!! .

ان هذه القرارات القضائية المنكوسة والصفقات السياسية المشبوهة ؛ تؤدي الى انعدام ثقة المواطنين بحكوماتهم , ونفور الجماهير من قادتهم ورموزهم السياسية ؛ وعليه لابد لساسة ورجال وحركات واحزاب ومثقفي وابناء الاغلبية والامة العراقية الاصيلة ؛ من المطالبة بإسقاط الجنسية العراقية عن مجرمي وارهابيي ابناء الفئة الهجينة ومصادرة الاموال المنقولة وغير المنقولة , وانزال اقسى العقوبات القانونية بحقهم , بعد تسجيل اعترافاتهم بكافة الجرائم والمجازر التي ارتكبوها في عهد النظام الصدامي البائد وبعده ... .

و لضمان امن العراق  والعراقيين واحقاق الحق وازهاق الباطل ؛ لابد للعراقيين بكل عناوينهم واطيافهم واعراقهم من  التحقيق في جميع أفعال  وجرائم التعذيب التي تعرض لها ضحايا الامة العراقية على يد الطغمة الطائفية الهجينة  والبعثية  المجرمة والتكريتية الصدامية - في عهد صدام وما بعد عام 2003 - , وجردها واحصاءها بصورة دقيقة وتفصيلية مع التأكيد على معرفة و متابعة ومراقبة ازلام وجلاوزة النظام  البائد .

...................................................

  • 1-لنكتة.. وسيلة المكبوتين لقهر القهر! / . قاسم حسين صالح / بتصرف .