كبرت ونسيت ان أنسى : 

عدد الصفحات : 265 صفحة .

الكاتبة : بثينة العيسى . 

النوع : رواية . 

أسلوب الكاتبة : جميل ، اللغة سهلة القراءة ، لا تحتوي على تعقيد ولا مفردات لغوية تحتاج لبحث . 

كأي رواية في بادئ الأمر تطرقت الكاتبة لذكر واحدة من قصص الحب التي يتفرق بها المُحبين وإلى النصيب الذي لا يحبذه أغلب البشر والتي ضمتها إلى العنف ، تحدثت الكاتبة في روايتها عن فتاة أصبحت بعد الحادث الذي أخذ روح والديّها رهينة أخيها الأكبر ، حيث جعلها شبح سرداب يكاد حتى الضوء أن يقلل من زيارته له ،تحدثت عن سنوات العذاب التي اخذت من الفتاة أحلامها وأمنياتها التي تتمثل بحبها للشعر( الذي هو ذاته جعلها تتعلق بأحد الشعراء ) وإمنيتها أن تصبح شاعرة لها صيت يُذاع ما بين الناس وفي وطنها ،

صوّرت لنا الكاتبة سنوات العذاب وبالأخص عذاب الصِغر الذي لا يمكن نسيانه ، مثل الحبس ، الضرب ، رفع الصوت الغضب ، الشتم وإنها كلّها أشياء تُعشش في الذاكرة وتمد جذورها لكل الزوايا حتّى لا تُنسى وبالذات لو كان كل هذا بعد زمن من التدليل واللين المُكثف والذي سبق وملكته الفتاة ، إن هذا العذاب المستمر الذي ذكر ما بين اسطر الرواية لأنه يُغضب المُعذَب جعله يتمرد في الوقت ذاته الذي حدث فيه كل هذا الضرب والحبس و في المستقبل 

بينت لنا كيف ان الشخص الذي يتعرض للعنف سيحاول أن ينسى كل ما حدث عن طريق فعل الأشياء المعاكسة ، سيحاول أن ينسى ضعفه في تلك اللحظة وما قبل اللحظة وما بعدها ويُثبت لمن هم حوله أنه قوي وبإمكانه فعل كل شيء دون أن تَمسه يَد يثبت أنه إنسان وليس بحيوان وأنه ذا عقل ومشاعر ولا يحق لأحد أن يُهينه مهما كان مدى قرابته منه ( وهذا بالفعل ما فعلته الفتاة التي بالرواية ) ،

الفائدة المأخوذة من الرواية هي إن العنف ليس بحل للمشاكل وذلك لأنه يوجد في الإنسان شيء اسمه ” عِناد ” ، في لحظة العنف سيتحفز لديه وسيكرر ذات الخطأ فقط ليبين أنه ليس بخائف ، وربما حينما يكبر سيجعل الخطأ يتعظم ليبين لمن عَنّفه انه عمل ما رفضه في وقت ماضي وانه لن يستطيع منعه من فعل ذلك ، بالعنف نحن سنعمل على توليد اجيال غاضبة في قلبها حقد وغلل أجيال تريد أن تتغلب على الأوامر وعلى الصراخ الذي سمعوه بكثره في صغرهم ، فلا تستخدموه .

تقييمي للرواية : ٥/٣ . 

ماجده | سيدة القمَر

. ؛ C003BE83E

.؛ https://twitter.com/m1_917 .