كره الاتراك للعرب وللثقافة العربية ؛ متأصل في نفوسهم المريضة وصدورهم الحاقدة  وعقولهم المتحجرة , لذا تلاحظ السلوكيات الهابطة والتصرفات العنصرية منهم بمجرد الاحتكاك بهم ؛ ولعل ذلك الحقد ناشئ بسبب الثورات والانتفاضات المستمرة التي قامت بها القبائل والعشائر العربية ضدهم لاسيما في بلاد الرافدين والجزيرة العربية , وبالأخص الثورة العربية الكبرى التي انهزموا فيها , وتوارث الاتراك هذه الاحقاد والضغائن , ومهما حاول العرب التقرب منهم من خلال الروابط الدينية او الجغرافية  ؛ لا يستجيبون لذلك ؛ لانهم يضمرون للعرب الحقد والحسد والكراهية التاريخية  ... , و لأن عقدة التعالي و الحقارة , والنظرة الدونية للعرب لا زالت معشعشة  في نفوسهم المريضة و رؤوسهم العسكرية وأدمغتهم الدكتاتورية  المتحجرة ، فهم عنصريون إلى حد النخاع، وحاقدون إلى حد العظم، ولا يحبون أحدا إلا أنفسهم وينظرون للآخرين باحتقار ولاسيما العرب منهم . (1) 

وتاريخ تركيا المعاصر مليء بتلك الشواهد الدامغة , فعندما انتشرت العلمانية والعنصرية القومية بين الاتراك , شن الاتراك حملات شعواء في الصحف وكافة وسائل الاعلام لتشويه صورة العرب وازدراء ثقافتهم وتاريخهم , بل وصل الامر بالأتراك ان يعدوا الهوية الشرقية مثلبة وعار ؛ فكل من يذكرهم بشرقيتهم واصولهم الشرقية والاسلامية ؛ فكأنما يشتمهم , اذ يعد هذا الامر بمثابة السباب والاستهزاء ...!! 

وبمرور الزمن تحول هذا الحقد الى ظاهرة التدخل السافر في شؤون البلدان العربية , ولعل العراق وسوريا من اوضح الامثلة على ذلك , فقد تدخل الاتراك منذ  البدء في تشكيل الحكومة العراقية عام 1921 بصورة غير مباشرة عن طريق رعاياها واتباعها ومرتزقتها في العراق , وحصلوا على عدة امتيازات اقتصادية  لقاء ذلك , والى هذه اللحظة الامتيازات الاقتصادية التركية في العراق مستمرة وكأنها خط احمر لا يمكن التقرب منه او محاولة تصحيحه ... ؛ بالإضافة الى تحركاتها العسكرية داخل الاراضي العراقية والسورية ودعمها للإرهاب وعصابات ومافيات الفساد , واستيلائها على بعض الاثار والثروات العراقية والسورية ... الخ  . (2)

وعلى الرغم من الموارد المالية الهائلة والتي تحصل عليها تركيا جراء السياحة و مجيء السياح العرب اليها ؛ تعرض العرب ولاسيما الخليجيين منهم الى حملات اعلامية عنصرية في مواقع التواصل الاجتماعي التركية , بل وفي الاماكن السياحية والعامة , واطلقت عدة شعارات عنصرية ضد العرب ؛ من قبيل : (( اعلموا هذا الوطن ليس ملككم ، وأن المالك الوحيد لهذا الوطن هو الأمة التركية ... ؛  ترى السياح العرب من حولك : بأموال النفط، فقط يقومون باستهلاك كل شيء ... )) و اتفق الأتراك على أن السبب الوحيد  لتقديم التسهيلات للسواح العرب من قبل الحكومة التركية ؛ الهدف منها  لي  رقبة الأمة التركية لأجل البترو دولار ... ؛ ووفق تصريحات  أتراك :  فإن قدوم هؤلاء السياح إلى بلادهم ليست له علاقة بالسياحة بل استعمار ... ؛ اذ  يعتبرون أن مثلث حياة عرب الخليج هو :  “المنزل والمسجد والمول التجاري” ؛  بل يصف الإعلام التركي العرب : ((  بـ ”قطعان البدو الذين لم يتحضّروا بعد ، و لم ينتقلوا إلى حياة اجتماعية مستقرة ومنتجة...)) ...!! .(3) 

وعلى الرغم من شيوع الظواهر السلبية العنصرية , والانتهاكات المستمرة لحقوق الانسان فيما يخص المقيمين واللاجئين بل والسياح والمجنسين في تركيا ؛ لم تشرع الحكومات التركية قوانين صارمة وعادلة تردع العنصريين الاتراك وتحاسبهم على ممارساتهم العنصرية البغيضة ؛ وهذا الامر يؤكد تشجيع الحكومات التركية والساسة الاتراك للشعب التركي على انتهاج العنصرية والغطرسة والاستهتار تجاه الاجانب والسياح واللاجئين ولاسيما العرب منهم  ... الخ ؛ ولعل حوادث الاعتداءات الاخيرة ضد السياح واللاجئين العرب وتغافل وتساهل الشرطة  التركية وعدم ردع المعتدين العنصريين ؛ يؤكد ما ذهبنا اليه . 

ان عنصرية الأتراك وحقدهم على العرب تتفوق على حقد وعنصرية هتلر ضد اليهود ؛ لذا ارى من الضروري مقاطعة العرب للأتراك , و دفع الحكومات العربية لاتخاذ الاجراءات الصارمة بحق تركيا ومنها غلق الحدود ومنع الاستيراد والتعاملات التجارية , وعدم السماح للمواطنين العرب بالسفر الى تركيا .  

........................................................................

  • 1-الأتراك يكرهون العرب / د. علي القحيص . 
  • 2-تركيا والحقد العتيق على العرب / أسامة الماجد .
  • 3-أحقاد الماضي وتحريض الحاضر خلف عنصرية الأتراك تجاه الخليجيين/ لبنى الحرباوي .