أعتدتُ مجالسةِ القطط وكيفَ لها التجولُ في السكك
دونَ تعب وأن لمعةَ عيناها في الظلامِ مُخيفة ، بالضبط
كما أنت في الغياب ترتشفُ الوصلَ ثمّ تهربُ بهِ بعيدًا
فترمي الحنين منه وتعودُ فارغًا تطلبُ المزيدَ مني
كأنني بعضٌ من النقود تشتري بِها سوادُ قلبك !
وأنا لا أرفضُ ما تُريده وإن فعلت لسحقتني كما النملةُ
زمجرةُ حنجُرتك تربكُ أطرافي تجعلني صدأة لا بريقَ
لي مرتجفةٌ من الداخِل وعصافيرُ رأسي تُغرد ،
بإمكاني العبثُ والهرب لكنني أخشى ذلك القطُ اللعين
فهو قادر على دفني في الصحراء حية وتركِ الذئاب
تنتشلني ثمّ تمزقني إربا إربا ، وبقايا دمي في أسفلَ
وجهكِ وتلعق أصابِعك بشراهةٍ وتلذذ !
كفاكَ قُربًا فقد نزفَ القلبُ بِما يكفي وصراخ صوتي
لن يختفي أفعل مابوسعِك تلكَ الورقة عاد أصلها ونبت
من جديد وتشبثت عروقِها في جوف الأرض ولا تخشى
الزلازل الآن ، عينايّ تلمعُ ليلًا والجميعُ يخافني وتلك
الطرقات أصبحت مِلكٌ لي .
غُــروب