بعض المباني يبنى بفخر و حب. و هذا أحد المباني الجميلة. جمال المبنى القديم  يستمده من جمال البناء و جماله الحديث يستمده من جمال الأرواح التي تسكنه و من جمال المهمة التي يقدمها. لكنه يعبق بذاكرة التاريخ و الهوية. الاف الأقدام التي عبرت اروقته. تقف هناك تستعرض الصور المعلقة، رئيس البلاد مع المسؤولين، عازف العود المعروف في شبابه، مطربة عربية انمحى اسمها من الذاكرة، ، مسؤول كبير و شاعر معروف، نزار قباني، فرقة استعراض، حفل استقبال ،  رجال فوق التراب و تحت التراب و رجال كانوا و صاروا. ثم تعرج الاقدام على الشرفة التي تحمل مجسما للمدينة قبل ان تكون مدينة، و لكل التحف الجميلة التي جائت من أنحاء العالم. تحف قيمتها المعنوية تفوق بكثير قيمتها المادية. تتعمق في المبنى قليلا و يقابلك المصعد الذي يحمل اربعين شخصا دفعة واحدة و تستعجب و تتذكر كيف ركبته في يوم و كان هناك رجل اسيوي أنيق بقبعة ينظم دخول الناس و صعودهم. هل ما يزال الرجل موجودا يا ترى؟ هل ما يزال هناك من ينظم صعود الناس ؟ لوحات جميلة تعبر عن البلاد و اخرى تحمل خرائطا قديمة و. لوحات جائت كهدايا معلقة او مسنودة بعناية على الجدران. الثريا الهائلة في المدخل شهدت كثيرا من الاستقبالات و الترحيب و عدسات المصورين، رجال و نساء في كامل اناقتهم. تتذكر الجلسات التي حضرتها هنا و تتذكر انك ايضا تحدثت هنا، و كل الورش التي يحضرها افراد المجتمع و المعارض التي لا يكاد ينتهي احدها حتى يبدأ الآخر. قد لا يشكل هذا المبنى مساحة من ذاكرة الكثير من الناس و لكنه لي مكان للفرح و للجمال و للحياة دوما، لا غرو انه لا يزال جميلا.