قِصَصْ المُجاهدينَ بالصَوْتِ والصُورة ...
رحيم الخالدي
كثيرةٌ هي المشاهد التي ينشُرَها المجاهدينَ الأبطال، وينقلونَ صورٌ حيّةٌ من أرضِ الجهاد، مقاتل يُبارزُ سيارةٍ مفخخةٍ! ويُسارع الخطوات مهرولاً ليلحق بها من جانب تكون إصابتها مؤثرة بقاذفة آر بي جي 7، ليقي إخوانه المجاهدين إنفجارها، فيصيبها وتنفجر ليعلوا في السماء لهيب الإنفجار يرافقه الغبار الذي يتصاعد ليكوّن غيمة ممزوجة برائحة البارود والتراب، وتطاير الأجزاء الحديدية منها، ويرجع وكأنه كان في سفرة! ولا يفصله عن الموت سوى عدم إصابة الهدف، ويستشهد مع بقية إخوانهِ المجاهدين، وهنالك صور أخرى يصعب تصويرها، لأنها من قلب المعركة، وفي الليل ويكون عسيراً إيصال الفكرة، إلا الوميض الذي لا ينفك من التوقف، ليعاود العمل كما بدأ .
مجاهدون يستقبلون العوائل بكل رحابة صدر، ويأمنون لهم الحماية، وهذه العوائل التي تركت كل شيء خلفها وتنشد الأمان، وهؤلاء المجاهدون لا يميزون بين من معهم بمن ضدهم، وبالأمس القريب كانت هنالك عوائل في نفس هذه المناطق، لم تفتح الأبواب لطلاب مدرسة القوة الجوية في سبايكر إمامهم، وحمايتهم من الإرهابيين، ويذكر ناجون قليلون جداُ، أن هنالك عوائل تحسب بعدد الأصابع، إستقبلوا جنود فارين من داعش أيام المجزرة، وهنالك من المجاهدين من وضع نفسه سلّما للنساء لتدوس على ظهره! وتركب في السيارة المعدة لنقلهم إلى الأماكن الآمنة، يقابله الإعلام المزيف والمدفوع الثمن، يبتكرون أساليب لا يفكر بها الشيطان، من أجل حرف الحقيقة .
إمرأة بمائة رجل، مرتدية ملابس عسكرية، تقف بشموخ اللبوة، وسط سيارة حمل وتوزع الطعام على المقاتلين، يقف أمامها بطل من أبطال الشرطة الإتحادية، بعدما وضعت بيده الطعام المعد سلفاُ في بيتها أو في احد ألاماكن التي تُأمن الطعام للمقاتلين، وكأنه يريد أن يقول كل ما في رأسه، ويحوله لكلمة عرفان وإمتنان، فكان محتاراً أمامها! ولا يعرف بأي الكلمات يشكرها، وفجأة أتته الفكرة التي إعتاد أن يعملها مع أمه، وأراد تقبيل يدها، فكانت المفاجأة! فما كان منها إلا سحبت يدها بسرعة البرق. وتقافز الدمع من عينيها لتقول له فداك روحي، فداك كل ما نملك، وأنت أحق أن تقبل يدك، لأنك تقاتل من أجلنا لتحمينا من الإرهاب.
تسمّر ذلك المقاتل بمكانه ولم يذهب! يتحين الفرص عَلّهُ يجد فرصة ليفي حقها، وإحتال مرة أخرى لتقبيل يدها، فأحسّت وسحبت يدها أيضاً لتكون هي من تقبل يده، وهنا تشابكت الأيدي لتتحول إلى عناق أمٌّ بولدها، جمعهما الخالق لمرضاتهِ ويكون البكاء سيد الموقف، وهذه الصورة ليست الوحيدة التي وثقتها إحدى كامرات الأخوة المجاهدين، الذين لبوا النداء بالدفاع عن العرض والأرض والمقدسات، بل هنالك نساء كثيرات تركت بيتها لتعسكر في مقرات تقدم الخدمة المستمرة وكأنها جندي متطوع ليس له أهل يذهب إليهم ويذكر بعض الأخوة أن هنالك إمرأة في العقد الرابع من العمر أيضاً تعمل في إحدى المطابخ تعد الطعام بوجبات منتظمة وتقول في قرارة نفسها إن ما نقدمه لا يساوي قطرة دم جريح في أرض الأنبياء والأئمة الأطهار .
بما أن الإعلام يسلط الضوء على مجاهدي الحشد الشعبي المقدس، لابد لنا من ذكر الأبطال من القوات الأمنية البطلة، الذين سطروا أروع صور الملاحم البطولية، التي شهدتها سوح المعارك، والإنتصارات التي تحققت بفضلهم، تستحق منّا كل كلمات الشكر، أمام التضحيات التي قدموها، ممزوجة بالدم، سواء من الشهداء الذين فارقونا متأسفين على فراقهم، أو الجرحى الذين أُصيبوا في المعارك، والعزيمة والشجاعة اليوم ليست كالأمس، وبوجود المجاهدين من الحشد، أعطى حافزاً كبيراً لم يكن موجوداً في كل الجيوش بالعالم، لأنهم اليوم يقاتلون وفق عقيدة، وما فتوى السيد السيستاني، إلا أمر إلهي، أنهى وجود الأسطورة، التي أوجدتها القوى الإستكبارية العالمية، المتمثلة بأمريكا من يسير بركبها .