بعد سقوط النظام العراقي الظالم عام 2003, وتشكل النظام السياسي الجديد في العراق, تأسس الائتلاف الوطني العراقي الموحد, (التحالف الوطني العراقي حاليا), ليكون الكتلة السياسية الأكبر, التي تجمع غالبية الأحزاب السياسية الشيعية, والممثل للغالبية العظمى, من الشعب العراقي .

   وبسبب التفكير الحزبي الضيق, المبني على التمسك بالسلطة فقط, وغياب المشروع السياسي لبعض أطرافه, أدى الى انهيار هذا التحالف منذ عام 2010, وأصبح لا يجتمع إلا لغرض اختيار رئيس للوزراء, بعد كل انتخابات, وغياب دور التحالف السياسي, على المستوى المحلي والإقليمي, حتى وصل الأمر, الى نعته بالتخالف وليس التحالف.

   ولكن ومنذ ثلاثة أشهر, شهدنا تغييرا جذريا, في عمل التحالف الوطني, بعد استلام رئاسته, من قبل السيد عمار الحكيم, ورغبته الشديدة, في جمع شتات قواه المتناحرة ولم شملها, واستشعار هذه القوى, بالتغييرات الإقليمية والدولية, التي تفرض عليها أن تكون موحدة, وان يكون التحالف الوطني مؤسسة فاعلة, ذات تأثير على الصعيد الداخلي والخارجي.

   وبعد ان لبس, التحالف الوطني ثوبه الجديد, شهدنا العديد من الاجتماعات, على مستوى هيئاته المختلفة, القيادية والسياسية والعامة, وهو ما لم يتحقق منذ ست سنوات ماضية, وما لم تعتاده جماهير التحالف الوطني, التي أصبحت منقسمة هي أيضا بانقسام مكوناته, ولم تصدق الى اليوم, إن التحالف الوطني ماض بتوحيد كتله ورؤاه السياسية, رغم إن هناك الى اليوم, من يحاول أن يغذي, حالة التشظي والانقسام في صفوفه .

    ولان رئاسة التحالف الجديدة, تؤمن وتنادي بالنظام المؤسساتي, لإدارة الدولة العراقية, انعكس هذا الأمر, على بناء التحالف الوطني, فكان أن أقر النظام الداخلي للتحالف, وتشكلت لجانه من مختلف كتله, ليشعر الجميع بالمساواة, دون هيمنة من احد, وان الجميع مشتركون في اتخاذ القرار, الذي سوف يخرج من أروقة التحالف.

    وانعكس هذا النجاح, في أروقة البرلمان, فكان لتوحد كتل التحالف, الأثر الكبير في إقرار قانون الحشد الشعبي, الذي لو لا هذا النجاح في إدارة التحالف, لما اقر هذا القانون, وبعث رسالة الى الكتل الأخرى, أن زمن المساومات والمراهنات قد ولى, وجعل جماهير التحالف, تشعر بالتفاؤل والارتياح, بعودة التحالف الى وضعه الطبيعي, في أن يكون له الدور الرئيسي, في إدارة الدولة, وإقرار القوانين المهمة.

   واستكمالا للنجاح الداخلي, كان يجب ان يكون هناك تحرك إقليمي ودولي, وهذا ما بادرت به رئاسة التحالف, بزيارتها للأردن مع وفد, يضم مختلف كتله السياسية, في مستهل زيارة تشمل دولا إقليمية أخرى, وهذا ما لم يحصل, منذ ثلاثة عشر عاما, ونظرة بسيطة؛ تجعلنا نشعر بنجاح هذه الجولة الإقليمية, بسبب نجاح التحالف داخليا, ولان الجميع شعر بان التحالف, أصبح قوة لا يستهان بها, ولا يمكن تجاوزها.

   ان نجاح التحالف الوطني, في بناء مؤسسته, سينعكس ايجابيا, على العملية السياسية برمتها, وسيكون هو القوة الأكبر تأثيرا, على الساحة السياسية الداخلية وحتى الإقليمية, وبعد إن كان مجموعة أصوات منفردة, سيكون صوتا واحدا, ولكنه سيعلو على كل الأصوات ( ويحجي معلك ) .