ذكر الله سبحانه وتعالى اهمية الوقت والعمل في القران الكريم فأقسم بالوقت لأهميته فقال سبحانه وتعالى ( والعصر.إن الإنسان لفي خسر.إلا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) العصر, وذكر اهمية العمل فقال سبحانه وتعالى {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} وقوله تعالى {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ} كما أن السنّة الشريفة تضمنت العديد من النصوص التي تحث على العمل والكسب الحلال فقال صلى الله عليه وسلم : (ما أكل أحد طعاماً خيراً من أن يأكل من عمل يده), فالالتزام بالوقت واداء العمل على اكمل وجه مطلبان مهمان وذلك في كثير من امورنا الحياتيه , في عباداتنا وفي مواعيدنا وفي اعمالنا , وهنا سأتكلم عن الحرص على الوقت في الحضور الى العمل الذي هو مصدر رزق لكثير من الناس , فالحضور والانصراف للعمل في اوقاته المحدده واداء العمل بكل جديه والحرص على تأديته قدر الامكان شيء مهم للغايه , فكثير من الناس للأسف في وقتنا الحاضر لايهمه ان ينجز عمله ناهيك عن عدم الاهتمام في وقت الحضور والانصراف ,فكل همه منصبا على اخر الشهر للحصول على المرتب المرتقب ضاربا بالعمل وارباب العمل والعقد الذي بينه وبينهم عرض الحائط وقبل كل ذلك خالف امر الله عزوجل بالوفاء بالعقد , فقد قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ)[المائدة: 1] فالمؤمن ايا كان مطالب بالوفاء بالعقود سواء التي بينه وبين ربه او التي بينه وبين الناس ومن ضمنها ( عقد العمل ) , وهناك بعض الناس حتى وان كان رجلا عمليا ويحب العمل وجاد نجده للأسف سرعان مايتخاذل في عمله ويقل عطاءه وان كان حضور جيدا وملتزم بالوقت ولكن من حوله والبيئه المحيطه به من العاملين في مقر عمله غالبا هم السبب الرئيسي في تقاعسه وتخاذله وكثيرا مايلاحظ هذا السلوك في القطاع الحكومي بعكس القطاع الخاص لأن الكثير من القطاعات الحكوميه للأسف لاتقدر الكفاءات والمجتهدين فتساويهم بالمتخاذلين فيصيبهم الأحباط وذلك حتما يؤثر على العاملين سلبا ويترتب على ذلك التأثير على مستوى المنشات والمؤسسات وهذا ليس مسوغا او مبررا ليخل العامل بواجبه ويقصر فيه , فلو ان كل فرد استشعر الأمانه وعمل بمايرضي الله قبل كل شي ويرضي ضميره وبأن العمل عباده ونفقته على نفسه وعياله له بها اجر ومثوبه لحصل المطلوب ولتمت امورنا على مايرام ,فالعمل عباده ومن لايعمل فليست له قيمه ولا فائده لا لنفسه ولا لمجتمعه ولالدينه قبل كل ذلك وسينبذه الناس وسيصغر في عيونهم ,
قال حكيم : من أمضى يوماً من عمره في غير حق قضاه ، أو فرض أداه ،أو مجد أثله ، أو حمد حصله ، أو خير أسسه ، أو علم اقتبسه ، فقد عق يومه ،وظلم نفسه ! , ويقال ان هناك مقوله انجليزيه تقول ( come in time..go in time..between play)?!
وتهدف هذه المقوله الى الاهتمام بوقت العمل والاعتناء به وذلك بالحضور في الوقت المحدد والانصراف في الوقت المحدد ولا يفهم من (play) بأن نتقاعس ونتلاعب بساعات العمل ونضيعها , لا ابدا ليس هذا المقصود فالمقصود بذلك انك اذا التزمت بوقت عملك فمن باب اولى بأنك ستعمل وتجتهد وحتى ولو لم يكن ذلك في البدايه فمع مرور الوقت من بعد انتظامك والتزامك بالوقت ستصبح عاملا منتجا حتى ولو كنت كسولا وخصوصا ان كان كل من حولك يعملون وسترى الفرق والتغير في حياتك لأن العمل يؤثر بالايجاب على المستوى الشخصي والاجتماعي ويعود على الجديه والانتاجيه , ولا انسى ان اشير الى اهمية الاستمتاع بالوقت اثناء العمل فينبغي من كل فرد عامل ان يستمتع بعمله قدر الامكان مهما كان واينما كان (ويفكر في يومه فقط ) لكي يحبه وينتج من خلاله فحب العمل مطلب لتكون الحاله النفسيه مستقره وعلى افضل حال لتعطي وتنتج , وان قدر ان العمل لايناسبك وتتضايق منه لاتقف مكتوف اليدين وتستسلم بل بادر وغير مسارك وابحث عن عمل يناسب قدراتك ( سواء كانت ذهنيه او بدنيه) لأن الناس يتفاوتون في قدراتهم , فمنهم من يناسبه الأعمال التي تتطلب حضور الذهن ومنهم من يناسبه الأعمال التي تتطلب القوة البدنيه والجسميه , فلا تتأخر في اكتشاف قدراتك وتنميتها وتطويرها وانطلق مجددا للحياه بروح التفاؤل والنشاط واستمتع بعملك ولاتنسى كما ذكرت بأن تحرص على وقت العمل قبل كل شيء وتذكر جيدا ان من اهم اسباب المواظبه على الوقت هو النوم مبكرا ليأخذ الجسم كفايته من الراحه فالنفس على ماتعودت عليه في كل شيء.
محمد العتيبي
25-11-2009