لم يعد هناك شيئا مستورا, لقد كشف الصهاينة وبكل صراحة رغم ما يمثله الاعلان من ضرر عليهم, من حيث تباطؤ عملية تطبيع بقية العرب والافارقة معه, او الغضب الامريكي من التسريب عن اجتماعات روما, رغبة المسؤولين الليبيين وعلى مدى 12 سنة عن رغبتهم الملحة في اقامة علاقات متميزة بمختلف المجالات ليقينهم التام ان ذلك سيساهم في دعمهم دوليا وامريكيا على وجه الخصوص والابقاء عليهم في السلطة اطول فترة ممكنة.
ليس لدى حكامنا أي مشكلة في ذلك ضاربين عرض الحائط بكل المبادئ الوطنية ونصرة الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت نير الاحتلال على مدى عقود من الزمن, وتعرض جزء كبير منه للتهجير وسلب ممتلكاته, وتدنيس مقدساته واعتبار ان القضية الفلسطينية هي القضية التي تنال دعم كافة الشعوب العربية حيث شاركت شعوبنا العربية في كافة الحروب ضد الكيان المغتصب لفلسطين.
الحديث عن إنشاء لجنة لتقصي الحقائق بالموضوع نعتبره امرا شكليا ليس الا,فالامور واضحة وضوح الشمس في عز النهار, وفي البلدان الحرة ذات السيادة لا يتوقف الامر عن الوزيرة المختصة بل يطال رئيس الحكومة لأنه على علم (ان لم نقل بأمر منه) بما حدث من لقاءات بين مسؤولين ليبين وصهاينة, وقال رئيس اتحاد اليهود الليبيين، رفائيل لوزون ان هناك العديد من اللقاءات تمت خلال مؤتمر نظمه لوزون عام 2017 في جزيرة رودوس, كما ذكر لوزون ان عديد الصهاينة قد زاروا العاصمة خلال الايام الماضية, وقد اعتبر ايلي كوهين اللقاء مع وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش بانه تاريخي وخطوة أولى في العلاقة بين الصهاينة وليبيا.
وزارة الخارجية هي الجهة المسؤولة عن تنفيذ ومتابعة العلاقات الخارجية تنفذ سياسات الحكومة, بمعنى ان الوزيرة لن تفعل شيئا دون استشارة رئيس الحكومة ,كما ان المجلس الرئاسي يعتبر مسؤولا اولا عن العلاقات الخارجية, بالإضافة الى اعتباره القائد الاعلى للجيش الوطني وفق التفاهمات التي تشكلت على اساسها الحكومة والمجلس الرئاسي الحالي.
حكومة الوحدة الوطنية هي الحكومة التي اتهم بعض أعضائها بالفساد وتم توقيف بعضهم لفترات محدودة ثم منحت لهم صكوك الغفران ليعودوا وبقوة الى ممارسة اعمالهم.
ربما استخدمت وزيرة الخارجية كمطية للتطبيع, وقد تكون كبش فداء ليتم التغاضي (تغييب الحقائق)عن هذه الجريمة التي (خطط لها مسؤولينا خلال العقد الاخير)لاقت غضبا واستنكارا من الشعب الليبي بمختلف اماكن تواجده, لقد حالت وزارة داخلية الدبيبة دون السماح لليبيين بالتظاهر بحرية والتعبير عن مشاعرهم من خلال تواجد المدرعات وقوة مكافحة الشغب / الشعب بمختلف الميادين والساحات بالعاصمة طرابلس, في حين اكتفى الشباب بحرق الاطارات تعبيرا عن غضبه.
المؤسف له حقا ان تخرج بيانات من بعض المناطق تحاول تضليل الراي العام بان ايا من ابنائها لم يذهب الى فلسطين المحتلة, نعم صحيح ولكن الابناء شاركوا في الاعداد للقاءات المختلفة التي جرت خارج الوطن ومنها لقاء روما, الذي فضح الجميع واسقط عنهم ورقة التوت وتشدقهم بالعروبة والاسلام لم يكن الا لأهداف شخصية.
ان الشعب الليبي الذي صبر على السلطة الفاسدة التي اتعست حياته وجعلته غير قادر على توفير الحاجات الضرورية لن يغفر لها جريمتها في حق الشعب الفلسطيني المضطهد والمشرد.
ميلاد عمر المزوغي