بسم الله الرحمن الرحيم 

وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وإخوانه وحزبه


1_أصحاب الفيل الجدد :

نستقبل ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأعوام وأعداء الأمة " أبرهات العصر " جمعوا جموعهم وأجلبوا بخيلهم ورجلهم يريدون هدم الدين كله وليس الكعبة فحسب . يريدون رد قدر من الله آت هم يؤمنون به أكثر من كثير من المسلمين لِما يعلمونه من مقومات النصر التي تحفل بها الأمة ولما يرونه من رغبة شديدة في الأمة للتحرر من قبضة العض والجبر  . ولِما يدرسونه من سنن الله الكونية القاضية بأن الأيام بين الناس دول، وأن الساقط سينهض إن أخذ بالأسباب وتوكل . قدر من الله يوشك أن يتنزل خلافة راشدة رائدة على منهاج النبوة تملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا .ويرقى الناس في  احسانها كل المراق بعد أن ظلوا دهرا في دركات الذل والنفاق .ﺍﻟﻤﺆﻣﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻓﻲ ﺫﻛﺮﻯ ﻣﻮﻟﺪ ﻧﺒﻴﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﻴﺪ ﺍﻟﻄﻐﺎﺓ ﻓﻲ ﺗﻀﻠﻴﻞ ﻛﻤﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﻔﻴﻞ  . ﺭﺣﻤﺔ ﻣﻨﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺑﻌﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ .

ما كان أبرهة الحبشي القادم لهدم الكعبة وهو في منتهى خيلائه يظن أن في عامه ذاك سيولد خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم وأنه سيراسل عظيم الحبشة قريبا  آمرا له بعبادة الله الواحد الأحد ناهيا إياه عن الشرك مبشرا له و محذرا.وما كان يظن أن مكة التي تعج بالأصنام وقتها سيصدح بلال الحبشي فوق كعبتها بالتكبير والتهليل بعد عقود قليلة .كما لم يكن يظن أن ملك الحبشة سيسلم لله رب العالمين طوعا بل سيحتضن المستضعفين من المسلمين الفارين من طغيان قريش . ما كان يظن أن تلك الكلمة "للبيت رب يحميه " التي أنطق الله بها عبد المطلب هي كلمة صدق وحق وهو يرى عبد المطلب الله ضعيفا فقيرا عاجز لا يملك من أمره شيئا

وكذلك لا يظن "أبرهات العصر " كيف سيكون نصر الله المبين؟ ومتى؟ وأين؟ وعلى يد من ؟ كما لا يظنون أن رب البيت سيجعل كيدهم في تضليل ؟ ولا يظنون أي جند من جنده سيرسله عليهم "وما يعلم جنود ربك الا هو "

لا يظنون أن الكلمة الوعد " نصر من الله وفتح قريب " التي نقولها نحن المسلمين الضعفاء الفقراء العاجزين هي قول رب العالمين ومن أصدق من الله قيلا.

وما يدريهم .........وما يدريك ...........

2_ ﺑﻴﻦ ﻓﺮﺡ ﺃﺑﻲ ﻟﻬﺐ ﻭﻓﺮﺡ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ :

ﺫﺍﻙ ﻛﺎﻥ ﻓﺮﺣﻪ يوم مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ﻋﺎﺩﺓ وفطرة  ﻟﻢ ﻳﺜﻤﺮ ﺍﺗﺒﺎﻋﺎ ﻭﻻ ﺍﻳﻤﺎﻧﺎ  إنما تنكر للفطرة واستحال الحب عداوة فاستحق الوعيد المتلو في القرآن في سورة المسد . ﻭﻫﺬﺍ رضي الله عنه  ﻛﺎﻥ ﻓﺮﺣﻪ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺮﺑﺔ دائمة  ﺗُﺮﺟﻢ ﺍﻧﻘﻴﺎﺩﺍ ﻛﺎﻣﻼ ﻭﺍﻣﺘﺜﺎﻻ ﻭﻃﺎﻋﺔ ﻭﺟﻬﺎﺩﺍ وتصديقا ففاز فوزا عظيما .

فليكن فرحنا برسول الله صلى الله عليه وسلم فرحا صديقيا امتثالا للأمر الإلهي "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا " يونس 58 .فهو صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين .ولنقرن فرحنا به بفرحنا بالقرآن الكريم تأسيا بمن أثنى عليهم ربهم في قوله :"و الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ۖ " الرعد 36

فان القرآن والنبوة لا يفترقان .كيف وقد كان صلى الله عليه وسلم قرآنا يمشي بين الناس .

3_ حب صادق وحب الادعاء :

ﺃﺻﺪﻕ ﺣﺐ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻫﻮ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﺣَﺪَﺍ ﺑﺎﻟﺼﺤﺐ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻔﺪﻭﻩ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻮﺍ ﻧﺤﻮﺭﻫﻢ ﺩﻭﻥ ﻧﺤﺮﻩ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ . وأن يحزنوا وتفيض عيونهم من الدمع إن منعهم العذر من مرافقته في غزوة من الغزوات .وﻛﻞ ﺣﺐ ﺩﻭﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐ ﻓﻬﻮ ﺧِﺪﺍﺝ .هؤلاء كانوا محبين صادقين وكان المنافقون يفرحون بتخلفهم عنه "فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله " التوبة 81 .فكان حبهم ادعاء .

ﺣﺐ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺁﻝ ﺑﻴﺘﻪ إﻥ ﻟﻢ ﻳُﺜﻤﺮ ﺭﺣﻤﺔ ﺑﺎﻟﺨﻠﻖ ﻛﺎﻥ ﺍﺩﻋﺎﺀً . ﺃﻟﻢ ﺗﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﺐ ﻳﻘﺘﺪﻱ ﺑﻤﺤﺒﻮﺑﻪ . ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺭﺣﻤﺔ مهداة ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﺃﺣﺮﺹ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻦ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ .ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋَﻠِﻲٍّ ﻳﻮﻡ ﺻﻔﻴﻦ ﻭﻋﻦ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺤَﺴَﻦَ ﻳﻮﻡ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺌﺘﻴﻦ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺘﻴﻦ .
ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺃﺻﺮﺥ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﻋُﺘﺎﺓ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺍلمجرمين .كما أهمس  ﻓﻲ ﺃﺫﻥ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺒﻴﻦ ﻷﻗﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺣﺐ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﻣﻊ ﺣﺐ ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﺎﺭﺑﻮﺍ ﺳﻨﺘﻪ ﻭﺁﺫﻭﺍ ﺍﺧﻮﺍﻧﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺷﺘﺎﻕ ﺇﻟﻴﻬﻢ .

4_ﺍﻟﻔﺄﻝ ﺍﻟﺤﺴﻦ:
ﻛﺎﻥ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﻔﺄﻝ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﻳﺤﺐ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ .
ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﻮﻟﺪﻩ ﺃﻥ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﻟﻪ ﺃﺯﻛﻰ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ زمنا ومكانا ورعاة    :
_ ﺷﻬﺮ ﻣﻮﻟﺪﻩ : ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ . ﻭﻛﻴﻒ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺑﻴﻌﺎ ﺷﻬﺮ ﻭﻟﺪ ﻓﻴﻪ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﺨﻠﻖ .ربيع القلوب صلى الله عليه وسلم .

_ مكان ولادته : البلد الأمين في شعب بني هاشم : تفاؤلا بمعاني الأمن ومعاني الكرم فهاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم سمي هاشما لأنه كان يهشم الثريد للحجيج اكراما لهم .
_ ﺃﻣﻪ : ﺁﻣﻨﺔ ﺑﻨﺖ ﻭﻫﺐ . فلا غروأن يغشاه  من ربه ﺍﻷﻣﻦ والأمان والإيمان ويعم الكون منه عليه السلام ﻭلا غرو أن يفيض الوهاب من وهبه عليه وعلى من آمن به وأحبه.
_ ﻗﺎبِلَتُه: ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﺃﻡ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ . فكان صلى الله عليه وسلم  ﺷﻔﺎﺀ للقلوب والأبدان ورحمة للإنس والجان . 
_ ﻣﺮﺿﻌﺎﺗﻪ : ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺛﻮﻳﺒﺔ ﻣﻮﻻﺓ ﻋﻤﻪ :  "ثويبة " تصغير تحبيب للثواب الحسن فلا عجب أن يكون صلى الله عليه وسلم قبلة المحبين مثابة للمؤمنين .ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺣﻠﻴﻤﺔ ﺍﻟﺴﻌﺪﻳﺔ : فلا عجب كذلك أن يكون عليه السلام ﻣﻌﺪﻥ ﺍﻟﺤﻠﻢ لا يزيده جهل الجاهل إلا حلما  وأن يكون ﻫﻮ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩ .صلى الله عليه وسلم .