سؤال بديهي يُشبه سؤال مقدميّ البرامج الفنيّة: ماذا يقول فلان الإنسان لفلان الفنان؟

أكتب لأنني لا أتقن شيئاً آخر:
ربما تكون قد قرأت العبارة السابقة في مكانٍ ما.لكنها أكثر ما ينطبق عليّ.فأنا فعلاً لا أتقن فعل شيء آخر:لا أتقن الانخراط في المجاملات الاجتماعية,أو الأنشطة التي تستهوي ممن همّ في مثل سنيّ.لا أتقن الحديث في عالم المال و الأعمال,أو في مجال السيارات و التكنولوجيا.
أنا فقط أُتقن الكتابة!
يمكنك أن تُحرجني بسؤال بسيط إن طلبت منيّ أن أجيبه شفوياً(سواء كنّا بمفردنا في غرفة أو أمام جماهير غفيرة تتعلق أعينها بفميّ),لكن لا يمكنك أن تحاربني بكلمة مكتوبة,ستعجز عنّ إقحامي في زاوية الصمت إن أسلمتني ورقةً و قلماً.

أنا أكتب لأعيش:
أمام كل ما نصادفه يومياً من خيبات أملٍ,وانكسار أحلامٍ,و عالمٍ يكاد يختفي منه ضوء الشمس من قتامته.نشعر أننا على وشك الجنون,و قد يقودنا ذاك الجنون لإمساك أول ما تقع عليه إيدينا لنبقر بطوننا أو نفقئ عيوننا على أقل تقدير!
أكتب كي لا أكون من هؤلاء.لأحتفظ بعقلي(فما زال الوقت مبكراً على فقده حين أشيخ).

أكتب لأنني لم أختر الكتابة:
بل هي من اختارتني,ما زالت كلمة والدتي -حفظها الله- لزوجتي ترنّ في أذنيّ:: لم يكن لـطارق أي سبيلٍ للتعبير ع غضبه سوى الكتابة ::
في الواقع,لم أكن أنتبه لذلك,كنت أظن أنني كنت أحترق داخلياً دون أن يدرٍ بيّ أحد.
:: كان كلما غضب من شيء,أطال الصمت و استبدل الطرقات العنيفة للوحة المفاتيح به ::
و حقيقةً,كلما اتأمل كتابتي القادمة من مخاضِ غضب,أرى أنها الأكثر صدقاً و الأكثر تأثيراً على جمهور القراء.
فلم أختر يوماً أن أكون كاتباً,بل وجدت نفسي أكتب... أكتب بما يكفي لملئ مجلدات العالم أجمع.
و ربما حصلت أوراقي الممزقة على حصّة الأسد من مجموع نفايات هذا العالم!و مع ذلك ما زلت أكتب....