كلنا يعلم فضل القرآن ومنزلته وأجر من قرأه وعلمه وعمل به، واستمع إليه، ويعظم ذلك الأجر كلما تدبرناه وفهمناه أكثر، وتكبر المسؤولية على من قدر الله عليه وشرفه بإمامة المسلمين للصلاة، لأن الناس بحاجة للتدبر والخشوع ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم، ولكن لي ملاحظة أتمنى من كل إمام ومؤذن وكل مسؤول أن يتسع لها قلبه ويتقبلها بكل رحابة صدر, فمن خلال استماعي لبعض الأئمة - خصوصا صغار السن - وصلاتي خلفهم لاحظت المبالغة والتلحين عند القراءة وذلك غالبا يخل ببعض الآيات - معنى ولفظا - والمعنى السامي لها والهدف الذي من أجله نزل كلام رب العالمين على خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم، فبعضهم للأسف مقلد لغيره ولا يقرأ بعفوية (مجودة) بل يلزم نفسه بغيره ويتلبس شخصية غير شخصيته!
المؤمن قوي وله أسلوبه ونمطه المستقل وليس بحاجة لتقليد غيره ونهج خطاه، فغالبا من يقرأ بهدوء وخشوع وبسجيته المعهودة دون تكلف فستجد قراءته القبول وستـشرع القـلوب أبوابها له، والعكس من ذلك تجد من يمطط ويبالغ - خصوصا من يريد الشهرة - فتنفر منه القلوب وقليلا ما تخشع؟ وليس كلهم كذلك، فمن القراء وفقهم الله - بفطرته - من وهبه الخالق عز وجل صوتا خاشعا مجودا.
نصيحتي أن يستحضر كل إمام الإخلاص قبل كل شيء، ويخشع ويتدبر ويجود ويتلو الآيات بطبيعته دون أدنى تكلف يشق عليه وعلى السامعين، ولا أنسى أن يستحضر ذلك في الدعاء، وكذلك المؤذن عندما يؤذن بخشوع وتفكر دون تكلف، وحتما حينما يتقيد كل إمام ومؤذن بذلك - ويقدمون الجوهر على المظهر - سيتحقق الهدف الروحاني المنشود.
محمد العتيبي
http://www.alwatan.com.sa/Local/News_Detail.aspx?ArticleID=111641&CategoryID=8
منشور في صحيفة الوطن بتاريخ 2012-09-02