رفقا بشموع البيت
الفتاة بطبيعتها وفطرتها - التي وهبها الله عزوجل - كتلة من المشاعر والأحاسيس وهي في كل بيت شمعة ومصدر للحب والألفة بين أفراد الأسرة - بعد الوالدين - فلماذا يصر البعض على اطفائها واحراقها ؟! .. فبعض الأباء والأمهات والأخوان - هداهم الله - للأسف سلبوها تلك المشاعر وبدلوها بظلمة الحزن جراء تعنيفها والقسوة عليها وقيدوا فكرها وعقلها عن الاستخدام وجعلوها تابعة لأهوائهم ورغباتهم لارأي لها وأغلقوا جسور التواصل بينهم وبينها فلا يرعوا لها سمعا ولا يسمحون لها بالتعبير عن مطالبها وأبسط حقوقها المغتصبة - عمدا أو بغير عمد - وذلك اما بسبب قصور في المدارك والمفاهيم أو لبقايا عادات وتقاليد مازالت مترسبة والتي بدورها تحكم على الفتاة بأنها هامشية أو كالجمادات ؟
يجب علينا جميعا أن لانغفل أيضا بأن لها خصوصيتها وحريتها التي كفلها الشرع - كما كفلها للرجل - بحدود مقننة لايجب التعدي عليها , وليس من الرجولة التدخل في أدق تفاصيلها وملاحقتها وتشديد الرقابة عليها حتى عند حدوث الزلل - لاقدر الله - فلايستدعي ذلك الاستنفار والتوبيخ وتصعيد الأمور وكأنها فعلت أمرا خارقا للعادة , فهي أولا وأخيرا بشر ليس معصوما يخطأ ويصيب .
فياأيها المسؤولون والمربون رفقا بفتياتكم فهن شقائق الرجال ومربيات الأجيال , امنحوهن الثقة واغرسوا فيهن القيم الحميدة والمباديء الأخلاق السامية النابعة من شرعنا المطهر , فزرع المراقبة الذاتية وتأصيلها في النفوس - مع التوجيه بلطف - كفيل بالتأثير في نفوسهن أكثر من أي وسيلة أخرى .
وختاما .. ليس من العدل أن تجد أحدهم مهتما بزوجته وبناته ملبيا كل رغباتهم - المادية والنفسية - ويسعى جاهدا في ذلك والنقيض من ذلك تماما عند تعامله مع أخواته ؟!
محمد العتيبي