وزيرة خارجيتنا لم تظهر على الاعلام منذ فترة, البعض تكهن بانها قد ترغب في ترك الوظيفة والتفرغ لحياتها الشخصية والاقامة الطوعية بالمهجر, ربما للكتابة عن مسيرتها على راس الدبلوماسية الليبية على مدى 18 شهرا كانت حافلة بالمؤتمرات واللقاءات ذات الشأن المحلي والاقليمي والدولي, وتتحفنا كغيرها من المسؤولين الليبيين عما عانوه وكابدوه بسبب تحملهم المسؤولية في زمن قلّ فيه من يتحمل المسؤولية, لم تطل فترة التكهن فالإعلام الصهيوني فرقع البالون, وتكشفت بعض الامور .        

وزير خارجية العدو يعلن لقاءه وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش الاسبوع الماضي في روما برعاية وزير خارجيتها انطونيو تاياني, وتطرق الحديث عن أهمية الحفاظ على تراث اليهود الليبيين بما يشمل تجديد المعابد والمقابر اليهودية في البلاد”.

المؤكد ان اللقاء لم يكن الاول بل جاء تتويجا للقاءات سابقة بين مسؤولين ليبيين وصهاينة في مختلف بقاع العالم وربما بفلسطين المحتلة, في زيارات سرية, وبغض النظر عن من هم في السلطة فان الشعب الليبي كان السباق في مؤازرة القضية الفلسطينية حيث ذهب متطوعون ليبيون الى فلسطين العام 1948 واستشهد الكثيرون منهم ومن عادوا سردوا لنا مشاركاتهم في الحرب ووثقوا ذلك منها, كتاب “مواقف من جهاد العرب الليبيين بفلسطين” لصاحبه المجاهد السنوسي محمد شلوف, وكتاب صراع الفدائيين(الفدائيون الليبيون في حرب فلسطين 1948) لصاحبه المجاهد محمد حسن عريبي, وتقول بعض المصادر ان اعدادهم اكبر من بعض الجيوش العربية.

وعلى نهج التطبيع الذي سلكته معظم الحكومات العربية لإرضاء امريكا والمحافظة على بقائها السلطة ضمن اتفاقية ابراهام للتطبيع العربي مع الكيان المغتصب لفلسطين, قام وزير العمل في حكومة الدبيبة المدعو علي العابد بزيارة الى الضفة الغربية للتعاون المشترك بين فلسطين وليبيا  في مجال قطاع العمل. والزيارة تمت بموافقة صهيونية.

من جانبه محمد الرعيض، رئيس اتحاد الغرف التجارية الليبية، أعلن مؤخرا دخوله على رأس وفد من رجال الأعمال الليبيين إلى الضفة الغربية مرورا بمعبر الملك حسين الأردني. وأكد الرعيض أن دخول الوفد جاء بعد تسهيلات أجرتها السلطة الفلسطينية.

التزم الدبيبة والمجلس الرئاسي ومجلس النواب الصمت حيال اللقاء بينما اكتفى خالد المشري رئيس مجلس الدولة السابق بالتنديد والاستنكار وطالب بإقالة الوزيرة.

 الشعب الليبي الذي يرفض التطبيع مع كيان العدو, قامت مظاهرات شعبية بكل من تاجوراء والزاوية منددة بالتطبيع .

وزيرة الخارجية لم ولن تتحرك من تلقاء نفسها, لم يعد امام الحكومة الا الظهور اعلاميا وتبيان الحقيقة  بالخصوص, ايا تكن المبررات فعلمية التطبيع خط احمر, مؤازرة الشعب الليبي لحركات التحرير الفلسطينية على مدى عقود لن تذهب سدى .

 وهذه الحكومة منذ ان اتت تحاول جاهدة التمسك بالسلطة رغم قرار سحب الثقة منها من قبل مجلس النواب ,أي انها غير شرعية ولكنها تستمد وجودها من الدعم الدولي والتشكيلات المسلحة التي تغدق عليها الحكومة الاموال الطائلة. هل سيكون اللقاء القشة التي تقصم ظهر الدبيبة واعوانه؟

ميلاد عمر المزوغي