((حينما تختار وتقرر، كفرد أو مجتمع أو شركة أو حكومة ودولة، فإن عليك أن تتعايش مع المسارات التي ستنتج عن قراراتك الحرة والنتائج السلبية التي لم تكن تتوقعها عند الاختيار واتخاذ القرار!))

"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""


أمثلة: اذا اشتريت بضاعة غير قابلة للاسترجاع، سيارة او تلفزيون مثلا، ثم وجدت أنها لم تكن كما كنت تتصور عليك ان تتعايش معها وأن تقبل بها كما هي على علاتها! ، اذا احببت إمرأة واعتقدت انها هي نصفك الآخر المفقود فتزوجتها ثم اتضح لك انها ليست كذلك بعد ان انجبت لك الاولاد فعليك ان تتعايش مع هذه الحقيقة طوال حياتك ! ، او أنك تأكدت انها نصفك الآخر بالفعل بعد الزواج ولكنك اكتشفت أنها عاقر لا تنجب الاولاد فعليك ان تتعايش مع هذه الحقيقة! ، اذا اشتريت فيلا فاخرة بثمن منخفض جدا (لقطة) ثم اكتشفت أنها مسكونة بالاشباح المزعجة (؟؟؟؟؟) عليك أن تتعايش مع هذه الاشباح !! ، اذا دخلت في حرب اعتقدت أن النصر فيها شبه مضمون ثم خسرتها بشكل مفاجئ ومشين غير متوقع عليك ان تتعايش مع هذه الهزيمة الاليمة ! ، اذا قمت بثورة لتحقيق حياة افضل فانقلبت حياتك الى جحيم عليك ان تتحمل هذه النتائج المؤلمة وتتعايش معها ! ...... وهكذا ، نحن نختار ، ولكن مسار النتائج في واقع الحياة قد يتخذ اتجاهات مغايرة للمأمول غير متوقعة وغير التي كنا نرجو يوم اتخذنا ذلك القرار! ، هذا جزء من طبيعة الحياة، ومن لم يفهم هذا ابتداء قد يعاني من شقاء الحسرات المريرة التي لا تنتهي طوال حياته حتى تهلكه الهموم !.


لا يعني هذا اننا نستسلم للمسار السلبي وغير المتوقع الذي أوصلنا اليه ذاك الاختيار وذاك القرار ونستسلم لهذه النتائج السلبية والمحزنة والمؤلمة المترتبة على هذا الاختيار ، انما المقصود هنا ان علينا ان نتعايش بعقل منفتح مع الواقع الذي اوصلنا اليه اختيارنا ذاك ، وبروح ايمانية رياضية عالية ، ثم نسعى الى تقليل الخسائر والسلبيات قدر الإمكان ، ومن يدري فقد تلوح في الافق فرص وخيارات اخرى غير متوقعة تقودنا الى مسارات اخرى افضل واحيانًا بنتائج ايجابية غير متوقعة وفوق المأمول! هذا يحدث احيانًا في واقع البشر! ولعل هذا هو معنى ان لا ييأس المؤمن من روح الله!.
ومع ذلك فهناك احتمال انك لن تستطيع معالجة هذه السلبيات التي نتجت عن خيارك وتكون هذه السلبيات غير المتوقعة اكبر واقوى من قدراتك ومعلوماتك المحدودة، او انها تحتاج للتخلص منها تدريجيا الى زمن طويل جدا اطول من عمرك المحدود ، ومن هنا ينبغي عليك ان تتقبل هذه الحقيقة المرة والتعايش معها فالجهل والاستعجال كثيرا ما يزيد احوالنا سوءا على سوء ، احيانا اصراراك بشكل مستعجل وغير حكيم على تغيير النتائج السلبية غير المتوقعة التي نتجت عن خيارك يزيد الطين بلة ، فتتضاعف بالنتيجة النتائج السلبية اضعافا مضاعفة !! ، الواقع الاجتماعي البشري (المجتمع الانساني) لا يمكن التحكم فيه كما لو أنه سيارة يمكن التحكم فيها من مقود التحكم بل هو واقع عميق متشعب المسارب لا يمكننا الوصول الى جميع ولا اغلب مكوناته ومعلوماته!... هذا درس مهم تعلمته - بثمن باهظ - سواء في تأملاتي لتجاربي الشخصية أو لأحداث التاريخ أو الحياة العامة للناس كما عاصرتها!
"""""""""""""""""""""""""""""""""
سليم نصر الرقعي

https://www.facebook.com/salimragi

 [email protected]