"بتخسرني ترا"، كنت تعتقد أنه إحدى دعاباتي الثقيلة، أو تلك التحذيرات التي نقولها من باب " التغلّي".

"لول، بعدين مايصير عندك أنا" ردك غالبا، هذا الرد الذي يدحرجني من قمّة تل الغرور إلى القاع. ألهذه الدرجة تبدو تحذيراتي تافهة؟

هل كان من المفترض أن أضع عظامين على شكل "x" تتوسطهما جمجمة لتعرف إلى أي حد أعني ما أقول؟

أم أنه لفرط ما تمتمت " الله لايحرمني منك" كنت تعتقد أنه فتحت لهذه الدعوة أبواب السماء؟(مع أنك نادرا ما ترد لي بدعوة مماثلة، وإن كان لابد فترد مقتضبا "ولامنك".)

لكنني راحلة، أرتب نفسي لأعيش بدونك، أضع أولوياتي : مذاكرة أكثر، كتب أكثر، عائلة أكثر.

فعلت كل شي لأنساك لكنني فشلت( أعني ذلك الفشل الذي لايمكن لأبيك أن يوبخك عليه ولا لأمك أن تقنعك إنك شديت حيلك بس هذا المكتوب).

أنت كاللعنة تطاردني أينما حللت، أراك بين سطور كتبي وفي جاذبية بطل الرواية، وفي نظرات أخي وحنية أمي، وأنا أنظر ولا أتدخل لأنّه شنسوّي عاد. الموضوع أكبر من سخريتك المعتادة وبالمناسبة كنت كاذب، لم يقتصر الموضوع على "ما بيصير معك أنا"، رحلت وأخذت معك كل شي: مزاجي المعتدل، برائتي التي كانت تعجبك، رحلت فخلفت ورائك رماد وفم مطبق بالصمت: الصمت الباكي، وبالمناسبة هذا الصمت متفرقع، أعني قد تكون جالسا في حفل عشاء، فيمّر طيفه، لتضع كلتا يديك على فمك راكضا كالملدوغ إلى غرفة مغلقة لتبكي ثم ترجع لتبرر بـ "معلِش".

لماذا لم تقل "لول، بعدين مابيصير معك حياة"؟

لعله الأرجح، ولعل قلبي خائفا متوجس من تخيل ما بقي من العمر بدونك. هه،المضحك في الحياة إنك لاتسطيع أن تصرخ محتجا "ما ارضى، عيدوا اللعبة"، لأنه معك محاولة وحدة وبعدها تتشوّش حياتك شوي ويظهرلك "game over".

لذا أنت تتشرب بالخسارة والفقدان رغما عنك، وحيدا خائفا مترقب لليد الضوئية التي تنقذك من غياهب الألم.

لول، خسرنا بعض، أنا خسرت حياتي وإنت خسرت زخرفها.

مَه، ما لول!