1- كارلو ماتزوني شيخ المدربين وأقدم مدرب ايطالي ,وأكثر مدرب في تاريخ الكالشيو خوضا للمباريات ..وهو واحدا من أكثر المدربين صراحة , ويعتبر بالفعل من الجيل القديم , جيل الصدق والشرف  ..حتى أن جولي لاعبه في بولونيا حينما أحرز هدفا بيده تضايق مدربه ماتزوني وغضب كثيرا لأنها وعلى حد تعبيره ليست طريقة شريفة للفوز ! .. وكثيرا ما يناديه باجيو وسينيوري وتوتي ب " أبي" دلالة على مكانة هذا الرجل في قلوب لاعبيه.


Image title

2- قصة بيرلو مع الثعلب الإيطالي العجوز كارلو ماتزوني أيام بريشيا،                                                             بيرلو لعب كلاعب وسط مهاجم، وجاء له كارلو ماتزوني، المدير الفني السابق لبريشيا وقال له، أريدك أن تلعب أمام خط الدفاع لأنك تمتلك رؤية كروية مذهلة، وأن تترك الهجوم وتعود للخلف أكثر.  لكنني أحب الهجوم وتسجيل الأهداف، هكذا كان رد بيرلو، ليجاوبه كارلو بكلمات واضحة، أنت الآن تسجل 5 أهداف بالموسم، ستسجل أكثر من ذلك، وتصنع مثل هذا الرقم مرتين، وسترتاح أكثر. دعنا نجرب لمدة أسبوعين، وستلعب فيهم صانع لعب متأخر، وبعدها الحكم. وإنتهى الحوار بين بيرلو ومدربه. بعد إنتهاء الفترة، لم يتحدث ماتزوني، لكن بيرلو ابدى إعجابه الشديد بمركزه الجديد وقال لمدربه، أن القرار فعلاً كان رائعأً، وأنه يريد الإستمرار في هذا المركز. يتحدث ماتزوني عن هذه القصة ويؤكد أنه لم يخبر بيرلو الحقيقة الكاملة، قال له ستلعب صانع لعب أساسي، ولكن ما كان في عقل ماتزوني، أن يلعب بيرلو كليبرو حديث، أي ليبرو أمام خط الدفاع، وفيما بعد أصبح يُطلق عليه لقب الريجستا، وكلها مسميات للاعب صاحب النظرة الشمولية الذي يبدأ المباراة خلف خط الوسط، وأمام الدفاع Image title

3- " بين الأب والابن 
Image title

كارلو ماتزوني و روبيرتو باجيو .. بالفعل هما كالأب والابن


كان هناك حوار جميل جدا من أشهر صحيفة رياضية في ايطاليا وهي اللاجازيتا ديلو سبورت أجرت فيه لقاءا شيقا مع ماتزوني على حدة, ثم مع باجيو .. أترككم مع مقتطفات منه , علما أن اللقاء أجري أثناء موسم 2003 - 2004 أي بعد رحيل ماتزوني عن باجيو وبريشيا ...


اللقاء مع ماتزوني :

اللاجازيتا ديلو سبورت : روبيرتو باجيو دائما متعاطف ومؤيدا لك , قل لنا شيئا عن " الانسان " لا " البطل " ..

ماتزوني : " الانسان " باجيو هو بالنسبة لي شخصية جميلة ومثيرة للاهتمام, انسان رائع محافظ على قيم جميلة في الحياة أهمها العائلة.  أبدا لم يخلق لي أي مشاكل, بل على العكس كان المثال والقدوة لبقية أعضاء الفريق .. أنا متأسف, ولكن كل ما يمكنني قوله عنه هي الأشياءالجميلة ..


اللاجازيتا ديلو سبورت : ولماذا أنت تأسف لذلك ؟

ماتزوني : لأنني مضطر للوقوف ضد نظرائي من المدربين الذين تعاملوا معه ... المشكلة هي أن نجما لامعا مثله أحيانا قد يحجم صورةالمدرب أو اللاعبين الآخرين في الفريق, ولكن المدرب الذي يريد أن يكون محط الأنظار بشكل كبير هو مخطئ .. أنا لم اشعر بالغيرة ابداحينما كان الناس يتجمعون حول روبي لأخذ صورة أو حينما ترتكز أسئلة الصحافة حوله فقط .. دائما كنت سعيدا لنجاحه, فالأضواء المسلطة عليه لا تحجم صورتي أو تصغر من شأني, بل على العكس هي تجعلني لامعا أيضا معه  ..

اللقاء مع باجيو :

اللاجازيتا ديلو سبورت : أنت و ماتزوني بينكما اختلافات كبيرة ( العمر, الطباع .. الخ ) من وجهة النظر الانسانية لماذا أصبحت صداقتكمامتينة الى هذه الدرجة ؟ ..

باجيو : نحن مختلفين جدا في العديد من الأشياء, ولكن ربما في أعماقنا وجدنا العديد من النقاط المشتركة : احترام الجميع , والوضوح التامفيما نريد, مع ماتزوني كل شيء كان طبيعيا بلا تكلف, لقد أعطى ذلك الحياة لمسيرتي, وذلك شيء لن أنساه لماتزوني ما حييت .. الشيءالذي أعجبني حقا فيه, هو أنني حينما أقف أمام كارلو ماتزوني, فانني أعلم مع من أنا أتحدث, ببساطة .. بامكاني الاعتماد عليه ..


اللاجازيتا ديلو سبورت : من وجهة النظر الكروية, وبعد العديد من سوء الفهم والشد والجذب بينك وبين بعض المدربين , ماذا أعطاك كارلوماتزوني ؟

باجيو : لقد أعطاني حرية اللعب بطريقتي الطبيعية, فاتبعت خيالي وشغفي على أرض الملعب .. في الحياة كما هو في العمل, سوء الفهم هوجزء من اللعبة .. حينما تختلف رؤيتي عن رؤية المدرب كرويا فإنني حينها سأضطر للتضحية واللعب بتكتيك مختلف, لحسن الحظ مع كارلولم يحصل ذلك, لقد لعبت بحريتي على أرض الملعب وأعطيت للفريق افضل ما لدي..


اللاجازيتا ديلو سبورت : هل تتذكر موقفا معينا تختصر فيه كل خبرتك مع ماتزوني ؟

باجيو : سنة 2002 بعد اجرائي العملية لركبتي قال لي الأطباء بأنه علي الانتظار ما بين 5 الى 6 أشهر للعب مرة أخرى, ولكن بعد 77 يوم  من اجراء العملية جاء الي وقال : " روبيرتو , افعل ما تستطيع فعله, حتى ولو مشيا فقط .. ولكن ارجوك اذهب الى الملعب " قبلها ب 77يوم كنت بغرفة العمليات مع ركبتي المحطمة وكان أغلب الناس وقتها يتحدثون عن نهاية مسيرتي, ولكنه لم يتوقف حتى لثانية عن ثقته بيوقد شاركني يوم بعد يوم بعد يوم التحدي الذي واجهته, أجبته على سؤاله  " نعم " وقد لعبت وأحرزت هدفين , لقد كانت أفضل طريقة لردجميل ثقته بي وتأثيره ..

........ انتهى .......


بالطبع المباراة التي كان يتحدث عنها باجيو هي مباراة بريشيا وفيورنتينا سنة 2002 حينما تمكن باجيو من تحقيق شيء أشبه بالمعجزةبعودته من عملية ركبته بعد 77 يوم من اجراء العملية علما أن الأطباء قالوا له بأنه يحتاج ل 6 اشهر ! .. فعاد ولعب وأحرز هدفين ومنهمهدف على طريقة الدبل كيك !! ..

تصوروا لاعب كان وقتها في ال 35 من عمره, وللتو عائد من اصابة خطيرة, ويحرز هدفا بهذه الطريقةالاكروباتية .. الحكم لكم في وصف هذه الحالة ...