تتذكر أسطراً كتبتها يوماً ما، تتذمر فيها من بلوغك الثالثة والعشرين وتبالغ في الحنين إلى رقم متجانس كالثانية والعشرين، ويصبح الأمر نكتة سخيفة لاتضحك أحداً سواك..

تلوم الوراثة على إنتشار اللون الأبيض في رأسك وتكون بمزاج جيد يسمح لك أن تتسآل عن سبب تركزه في الجهة اليمنى.

يبدأ المسلسل الجديد قصته. يخبرونك عن أحداث وقعت منذ زمن بعيد،بعيد جداً، ثم تتفاجأ بأنهم اختاروا تاريخ ميلادك من بين كل الأعوام. تملأ التجاعيد وجوه أبطالك، يتهاوون الواحد تلو الآخر، ويغرقك لحن قديم تسمعه صدفة في بحر الحنين.

ثم تتآمر عليك السنين. تصر أن تمضي في عقود متكاملة. بالأمس كنت تقول بأن عقداً كامل مر على تخرجك من الثانوية العامة، اليوم تكتشف أن عقداً آخر مر على تخرجك من الجامعة وقريباً سيكتمل عقد كامل لك في الوظيفة...

يتقاعد معلموك، ويصبح صراخ زمرة من المراهقين ازعاجاً لايطاق وعملاً لا يمكن فهمه.

يستغرب ابن الأخت من النصائح التي تلقيها عليه وتفشل في تفسير الأمر له. تقف عاجزاً أمام وجع أصدقائك الذين يتخطف الموت والديهم، ويروعك فكرة أن يحدث هذا لك.

تعلم حينها أنك كنت تكبر مخاتلة، وستبدو كالطفل الذي يدس رأسه عن العالم في بطانيته ويظن أنه اختفى..