ابناء الامة والاغلبية الاصيلة العراقية ؛ هم ليوث الهيجاء وفرسان الوغى , وابناء الامام علي فارس بلاد الرافدين ... ؛ وهؤلاء الابطال لم ولن يعرف الجبن طريقا الى قلوبهم ؛ ولكن الجبن شيء والخوف المرضي (الفوبيا) او الجمعي شيء اخر ؛ فقد ترى شجاعا مغوارا في ساحات القتال الا انه يخاف من الاماكن المرتفعة – اي لديه فوبيا منها – وهكذا ... .
لذلك جهد اعداء الامة والاغلبية العراقية وعلى مر التاريخ ؛ على نشر الرعب والخوف والقلق بين اوساط العراقيين الاصلاء وبشتى الطرق القذرة والاجرامية والحقيرة ... ؛ ولعل في تجربة حكومات الفئة الهجينة – من عام 1920 والى عام 2003 - ؛ ولاسيما حكومة التكارتة الاوغاد والبعثيين الانذال ؛ دليل دامغ على صدق كلامنا , فقد اشاعوا الخوف والرعب والرهبة في المجتمع العراقي ؛ وذلك من خلال احداث الصدمات تلو الصدمات , واشاعة مناظر الاعدامات واراقة الدماء وقتل الابرياء في الساحات والاماكن العامة ؛ وكذلك تعذيب المواطنين وضربهم واهانتهم في كافة دوائر الدولة , وشن الحملات العشوائية لاعتقال العراقيين الاصلاء والمواطنين الابرياء وتعريضهم لشتى انواع واصناف العذاب , وسوق الملايين الى جبهات القتال المستعرة والحروب الخاسرة كقرابين فداء لبقاء الطغمة التكريتية الصدامية الهجينة , بالإضافة الى العمل بالعقاب الجماعي فقد تطال العقوبة اقرباء المتهم من الدرجة الرابعة ...!!
والامثلة على ذلك كثيرة كحادثة ( ابو طبر ) ورعب ( قصر النهاية والامن العامة والشعبة الخامسة ومعتقل الرضوانية وسجن ابو غريب واحواض التيزات والمثرامة البشرية وقطع اللسان واليد والاذن و وشم الجبين وقطع الرقاب بالسيوف ... , وخطف المواطنين وحوادث الدهس الغامضة المتكررة ورمي الجثث في الطرق والانهار والمبازل ... الخ ) ؛ فهؤلاء الاوباش احفاد المغول والتتار ورعايا الاتراك العثمانيين والبريطانيين الغرباء الدخلاء من ابناء الفئة الهجينة ؛ كانوا ولا زالوا يعتقدون بأن الطريقة المثلى للسيطرة على شجاعة المواطن العراقي الاصيل واخضاعه ؛ هي استخدام العنف والتعذيب والاهانة والعقاب ؛ وبما ان هذه المهمة شبه مستحيلة في الظروف الاعتيادية ؛ عمل هؤلاء الاوغاد على تفريق العراقيين وتجزئتهم واثارة النعرات الطائفية والقومية والعنصرية والفئوية والطبقية فيما بينهم , وادخالهم في دوامة البؤس والحروب والحصار والمعارك والمرض والجوع والتخلف والامية والازمات المستمرة والانتكاسات المتوالية والاختناقات والاحباطات ... الخ ؛ ومن ثم الاستفراد بهم ( كما تسمى بالعامية العراقية ( الوليه ) اي ولية المخانيث والعملاء والجبناء من ابناء الفئة الهجينة ) , ومن الواضح ان الكثرة الهجينة المدججة بالسلاح تغلب الشجاعة الوطنية ... , وكان من نتائج هذه السياسية الخبيثة الشيطانية اختفاء عوائل بأكملها , وابادة عشائر عن بكرة ابيها , وتهديم مدن وقرى , وتجفيف اهوار , وجرف بساتين وقلع اشجار ونخيل , وحرق منازل , وتهجير فئات وجماعات ؛ لإحداث التغييرات الديموغرافية على ارض الواقع ... .
وبعد ذهاب كرسي السلطة وانتهاء فترة العمالة للإنكليز والامريكان , هرع الاوغاد والانذال والمجرمون والجلادون والبعثيون والصداميون والطائفيون والارهابيون الى مختلف انحاء العالم يستصرخون نظرائهم من الاجانب والغرباء والقتلة والذباحة والمجرمين والارهابيين لطلب النجدة والعون والمساعدة في سبيل استراد كرسي الدماء والجماجم وهياكل الاطفال العظمية ؛ وفتحوا ابوابهم لأكثر من 85 جنسية اجنبية وغريبة وحاقدة ؛ ولا تستغرب عزيزي القارئ لهذه الخيانة والاجرام ؛ فهؤلاء اجانب وغرباء ودخلاء – ليسوا عراقيين اصلاء – لذلك تراهم دائما وابدا يفضلون الغريب الدخيل على العراقي الاصيل ... ؛ واستمر هؤلاء المرتزقة الهمج الجبناء العملاء - الذين لا يقاتلون فرادى كالشجعان , بل مجاميع مجاميع كقطعان الضباع - في اتباع النهج الدموي الارهابي مع العراقيين ؛ حيث حرقوا الشباب وهم احياء , وطبخوا لحوم الاطفال , وفقئوا العيون وقطعوا الاطراف , وذبحوا الابرياء كالخراف في مسالخ بشرية اعدت لهذا الغرض الشيطاني , واغتصبوا النساء وباعوهن في سوق النخاسة , وفخخوا الاطفال والعجزة والمجانين , وارتكبوا مئات المجازر , ونفذوا الاف العمليات الارهابية والانتحارية والتفجيرات الدموية , وسرقوا الثروات وسلبوا الخيرات واهلكوا الحرث والنسل , ودمروا البلاد والعباد , ولم يبقوا حجرا على حجر حتى الاثار فجروها ... الخ ؛ كل هذه الجرائم القذرة والمقززة فعلوها من اجل احداث الرعب والرهبة والخوف في اوساط العراقيين كما علمهم كبيرهم اللقيط صدام ابن صبحة ومن لف لفه من اراذل وشراذم الفئة الهجينة .
و مع شديد الاسف هذه السياسة الشيطانية والمدعومة من القوى الاقليمية والدولية المنكوسة والتي مارسها حكام ومجرمو وجلادو الفئة الهجينة بحق العراقيين وطوال قرن من الزمان ؛ قد اتت اكلها فيما بعد ؛ اذ يعيش بعض او لعله نسبة كبيرة من العراقيين الاصلاء هاجس الخوف الجمعي والهزيمة النفسية تجاه ابناء الفئة الهجينة على تفاهتهم وجبنهم و وضاعتهم وخستهم ورخصهم ...!!
فالبعض لا زال يعاني من الهزيمة النفسية والشعور بالضالة والتفاهة امام شراذم الفئة الهجينة بل وامام مجرمو وارهابيو الطائفة السنية الكريمة ايضا ... ؛ وهذه الهزيمة النفسية تتمثل في مظاهر كثيرة منها : التملق لهم والتفاعل معهم بخصوص ما ينشرون في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حتى لو كان في المنشور ما ينتقص من ابناء الاغلبية الاصيلة ورموزها ...!! ؛ و اتخاذ الاغلبية موقف الدفاع وليس الهجوم تجاه المسائل الخلافية والوطنية والعقائدية ؛ فمثلاً حين يهجم الهجين والطائفي والدخيل متهماً الاغلبية بعدم الوطنية والذيلية ؛ تجدهم يتوقفون عند دفع التهمة مع التظاهر بعدم التعاون او التنسيق مع الجانب الايراني او اللبناني مثلا ؛ والبكاء بصورة هستيرية على الوطن وخلط الوطنية بالقومية العربية المتعصبة ودمجها بالإشادة بالنواصب والارهابيين بحجة الوحدة الاسلامية ؛ بالإضافة الى سيل عرمرم من كلمات التملق و العبارات الترضوية الزائدة عن الحد في مدحهم والثناء عليهم...؛ ولا يتجاوزون ذلك إلى الهجوم باتهام الفئة الهجينة وبعض ابناء الطائفة السنية الكريمة بالعمالة والخيانة والذيلية للدول العربية بحجة القومية , والاتراك وغيرهم بحجة الاسلام والخلافة , والغرب بذريعة التعاون والتنسيق او الادعاء بقبول سياسة الامر الواقع ... ؛ او تذكيرهم بجريمتهم وخيانتهم العظمى من خلال تنازلهم عن مياه واراضي وثروات العراق للأجانب والغرباء طوال حكمهم الاسود البائس ؛ لقد نجحت الفئة الهجينة في اختلاق اتهامات وادعاءات من العدم، بينما فشلت الاغلبية العراقية الاصيلة في اثبات قضايا وحقائق تشهد لها كل معطيات الواقع و شواهد التاريخ .
ومن مظاهر الهزيمة النفسية ايضا : توقف المنابر الدينية والمجالس الحسينية عن تذكير هذا الجيل بما حل بالأمة والاغلبية ايام العهود السوداء البائدة ؛ فهل يعلم ابناء هذا الجيل ان الكثير من الشباب الابرياء الاصلاء اعدموا لاجل اقامة صلاة في مسجد او اقامة مجلس عزاء في ايام عاشوراء ...؟! ... ؛ حتى في الاوساط الجامعية لا يجرؤ الاساتذة و الطلبة على مناقشة دراسات او اطروحات تخص جرائم النظام البائد ؛ بالإضافة الى ضالة المؤلفات والنشرات والصحف التي تسلط الاضواء على جرائم البعث والارهاب وايتام النظام وتفضح مؤامرات وخيانة الطائفيين على رؤوس الملأ، بل ان الامر انقلب الى الضد ؛ اذ قام بعض ( مرتزقة وثولان وغمان ) الأغلبية بالإشادة بهؤلاء الاوباش في الاوساط الاكاديمية والمنابر الاعلامية والدينية والحسينية ؛ حتى وصل الامر بأحد المرتزقة المنكوسين بتأليف قصيدة وانشاد ( لطمية ) تمجد بالعوجة واهلها القتلة السفاحين .
ومن مظاهرها ايضا : تقاتل بعض الساسة والقادة والمسؤولين – من المحسوبين على الاغلبية – وتدافعهم من اجل الذهاب الى الفضائيات المنكوسة والمشبوهة والتابعة لأيتام وازلام النظام البائد ورجال الفئة الهجينة , واستضافة اعلاميو السنة الطائفيين والفاسدين والمشبوهين والذين يعملون على تصدير القلاقل والدعايات وبث الاشاعات من خلال برامجهم في اوساط المجتمع العراقي ؛ ناهيك عن التملق والتودد لقادة ورجال الطائفة السنية والفئة الهجينة من المتهمين بالإرهاب والطائفية ... ؛ ؛ بينما تراهم يتسمون باللامبالاة وعدم الاهتمام تجاه فضائياتهم والمنابر الوطنية والاعلاميين الاصلاء وقواعدهم الشعبية وجماهيرهم المخلصة ... !! .
نعم المهزوم لا يرى في أتباعه وانصاره إلا صورة نفسه المهزومة المأزومة ؛ فهو لا يثق بهم ، ولا يحترمهم ؛ وقد تناهى الى سمعي ان احدهم اسمى شهداء الاغلبية الاصيلة ب ( شهداء المجاري ) واخر قال : ( لا تثقوا بالمعدان ) وثالث قال : ( هؤلاء المكاريد نقشمرهم بقصيدة ال باسم الكربلائي لو غيره ونطلعهم للانتخابات ... ! ) ... ؛ مئات الخبراء والاعلاميين وعشرات الفضائيات والاذاعات و جموع حاشدة بالآلاف من اصحاب المواقع الالكترونية والتواصل الاجتماعي وجماهير بالملايين ... ؛ لا يرى فيها المسؤول الدوني والقائد المأزوم والسياسي المهزوم ؛ كفاءة او اهلية للقيام بالمسؤولية الوطنية او السياسية والنهوض بها ... ؛ وصدق من قال ( عراق بلا قيادة ) فهذه النماذج ( النمايم ) المنبطحة والمشوهة ما هي الا عبارة عن زعامات خائبة، خانعة تافهة ، لا تجيد غير التكبر الفارغ على العراقيين الاصلاء ؛ واقصد بهؤلاء القادة المهزومين ... ؛ وعليه من سابع المستحيلات أي يتوقع المرء نجاحا وفلاحا وتقدما وتطورا وانتصارا من قادة ( من ورق ) تجتاح نفوسهم الهزيمة النفسية والانكسار تجاه الاعداء ... ؛ فلا تستطيع الجماهير مهما بلغ عددها وان كانت شجاعة ؛ الانتصار اذا كان قادتها من هؤلاء المهزومين المأزومين المنكوسين ... ؛ ولم يجانب الحقيقة من قال : (( جميع الحكام مهزومون نفسياً ... والمهزوم نفسياً لا يستطيع أن يأتي بحل , وإن أتى ؛ فهو انعكاس لهزيمته النفسية )) .
و لا تناقض بين الشجاعة الفردية والهزيمة النفسية الجمعية ؛ فالهزيمة النفسية : عبارة عن عقدة ؛ فهي مترسبة في (اللاوعي ) تجعل صاحبها يتصرف بشكل لا شعوري تصرفات لا تتناسب وحجمه أو عمره أو شخصيته او مكانته ... ، ما لم يمنع من ذلك موانع قاهرة تؤدي به إلى مزيد من الاضطراب ... ؛ فمثلاً تجد رجلاً يخاف من حشرة معينة أو زاحف من الزواحف كالأفعى أو سام أبرص (أبي بريص) ... ؛ ولا يحتمل التقرب منه، بينما تجده لا يهاب الموت إذا استدعى الموقف ... ؛ وتجد آخر لا يطيق النوم وحده في بيت خالٍ مظلم، ويخاف أن يخرج يده من تحت الغطاء ... , وثالثاً يخشى النظر من الأسطح العالية ، أو ركوب الطائرة، أو (دولاب الهواء) في حدائق الألعاب... ؛ فلا علاقة لكل هذا بالشجاعة من عدمها... .
نعم انها العقدة النفسية المتراكمة تجاه مجرمو الفئة الهجينة وجلادو الطائفة السنية الكريمة ؛ من طول ما عانت الاغلبية العراقية الاصيلة من أذاهم ومكرهم وغدرهم وفتكهم وبطشهم وارهابهم واجرامهم ... ؛ وقد توارثنا نحن هذه العقدة ، فانقلبت عندنا رهاباً جمعياً تجاه هؤلاء الدخلاء الغرباء والاوباش الاوغاد ، وتجاه بعض ابناء الطائفة السنية من المجرمين والجلادين والارهابيين ... ؛ ولم تزدها الأيام إلا رسوخاً , والحوادث الا ثباتا .
وليكن معلوماً أننا أمام عقدة نفسية مرضية جماعية ، وليست فردية او طبيعية ؛ فإذا عرفنا أن الفرد عادة ما تذوب صفاته في وسط المجموع أو الجمهور ، وتتشكل نفسيته حينما يواجه موقفاً جماعياً تشكلاً جديداً يتقمص أو يتماهى به مع نفسية المجموع ، فيمسي تصرفه معبراً عن النفسية الجمعية أكثر مما يعبر عن أصل خصائصه النفسية الذاتية ؛ ، التي تبرز في المواقف الفردية ... ؛ من باب ان الانسان ابن البيئة ومن عاشر القوم 40 يوما صار منهم او مثلهم ... ؛ أقول : إذا عرفنا هذا عرفنا أن لا تناقض بين شجاعة الفرد وبين كونه يعاني من عقدة خوف أو هزيمة نفسية تجاه أمر ما ... ؛ فالشجاعة صفة فردية تعبر عن نفسها إما في المواقف الفردية ، وإما في المواقف الجماعية تجاه تحدٍ لا يعاني المجموع إزاءه من الهزيمة ... .
ومن خلال ما تقدم تبين لنا ؛ ان المهزوم لا يأتي بحل ؛ بل يكون مطية للأعداء وجسرا للأجانب والغرباء والدخلاء ؛ وعليه لابد لنا من استئصال هذه الظاهرة المرضية من الاغلبية العراقية الاصيلة وبشتى الطرق العلمية والنفسية والثقافية .