يجول بي خيالي خاصة عندما لا يأتيني النوم، أني ألقيت وردهً جميله لونها بهي بيضاء بها حياة و فرح في نهرٍ يمضي بين الجبال والوديان، فهي تسبح فيه يكون قائدها النهر يجول بها يمنه ويسره، وارتفاع وهبوط وسرعه وبطئ، مره يصطدم بها في صخره، ومرة أخرى تنحدر من منحدر صغير، وهي ليس لها حولاً ولاقوه، فهو ديكتاتور متعجرف لا يقدر جمالها ولا حياتها، المُهم بالنسبة له أن يُوجِهها كيفما شاء، وهي تحاول أن تجد ما تعلق به لعلهاتنجو من هذا القدر المُضني، لكن هيهات فهو مسيطر عليها بكل جبروته وقوته. من العجائب أنك ترى النهر الجميل لطيف يأسرك بجريانه وصوت خريره ولربما كتبت به شعراً رومانسياً، ولكنك تعلم في قرارة نفسك أنه لو قُدّر له وسحبك في مجراه لأصبحت تصرخ وتستنجد بمن ينقذك من سطوته مع إنه نهر!
المهم أن وردتنا أصبحت أسيره ً لدى هذا النهر الطائش ولم تنفك عنه إلا بعود رقيق أثلم التصقت في طرفه كان هو ملتصق بصخره في زاويه المنحدر وكأن النهر يريد بقوته أن يسحبهما سوياً الى قاع المنحدر، ولكنهما ثبتوا ثباتا عجيبا جعل الرجل الذي كان يريد أن يكتب قصيدة غزلية فاحشة المعاني بحبيبته أن يغير رأيه ويكتب قصيدة بطوليّه بطليهما وردهٌ جميله وعود رقيق.