Image title

د. علي بانافع

     ذهب الزمان الذي كُنَّا نبهر بخط المعلم وجودة رسمه للحروف والكلمات فنحاول تقليده وجاء زمن الكيبورد (لوحة الحروف والمفاتيح) فصار كارثة على مهارة الطلاب وقدرتهم على الكتابة اليدوية، ولذلك تجد الأجيال الجديدة من اسوأ الأجيال، في كتابة ورسم الحروف بشكل صحيح، مما يؤثر على نتائج اختباراتهم الدراسية وحياتهم العملية تأثيرًا مباشرًا، الخط الجميل يحملك على الارتياح لما تقرأ حتى لو كان متوسط المضمون، أما الخط الرديء فيحملك على القرف مهما كان المضمون بليغاً ومليئاً بالعلم.

     لا زلت أُصحح لطلابي فأجد بعض الطلاب بخطه السيء يثير غضبي فاجتهد في إنصافه لكنه يتعبني حقاً، وصدق الدكتور غازي القصيبي رحمه الله في كتابه: "حياة في الإدارة" حين قال:  (يُوجِد الخط الرديء في نفس المصحح شعوراً بالعداء نحو الطالب، أما الخط الذي لا يُقرأ فيوَلد رغبة لا شعورية في الانتقام).

     وإذا أُضيف للكيبورد المعلم السيئ الذي لا يُحسن الخط فقد اكتملت الكارثة، ولذلك لا نَعجب حين نرى أجيالاً من الطلاب لا تُحسن الكتابة ولا الإملاء، وحين نرى إدارة الأحوال والجوازات والمحاكم والبلديات وغيرها من الدوائر، لا يستطيع المدير أن يجد موظفاً يجيد كتابة أسماء المواطنين والمراجعين وتكون النتيجة كتابة مخزية للأسماء والعبارات والأرقام، فهل تنتبه وزارة التعليم وتعد خطة للتدارك؟!