حينما يحضُ الصباح في العراق، ينشر الشمس سِحرها على وجوه الناس، ولكنها تبث أيضًا حمم صخرية تُشعل الهمم وتثير الأحاسيس. ترفع درجات الحرارة في طرق العراق الصحراوية والمدن العراقية، فتتراقص الألوان مع هدير الرياح الحارة، وترقص الأشجار في نبع النخيل الجافة. إنها رحلة عاجزة تقودنا إلى أسباب ارتفاع درجات الحرارة في العراق وفي العالم الكبير.
تتفاوت درجات الحرارة في العالم بين زمانٍ وآخر، فتنسجم المناطق والبلدان مع مناخها الخاص. ومع كونها تاريخية ومتغيرة، فإن درجات الحرارة في العراق تنطوي على حكاية حارة، تُشابه فرن نيرانها حقول الرماد وتندلع في قلوب الناس المهددة.
إن رفعة درجات الحرارة في العراق لها جذورها في تغير المناخ العالمي واضطراباته، فتشابه الأشجار في العراق الدافئ وتفقد أوراقها، وتعاني البحيرات والأنهار من الجفاف. إن الغلاف الجوي يشبه طبقة جلد ثانية للأرض، وعندما يكون هذا الجلد مضطربًا بسبب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تنتجها الصناعة واستهلاك الطاقة غير المستدام، فإنه يتحدى برودة الحياة.
يتراقص العراق بين ضوء الشمس الحارقة وجبروت الطبيعة في صمت منذ آلاف السنين. ومع ذلك، فإن السكان يتحدون تلك الظروف القاسية بنضالٍ بطولي، يصرون على العيش والبقاء. ففي ظل الأجواء الحارة والمُحِبطة، يبقى العراق موطنًا للاتحاد والتلاحم، ويصنع الأمل في زوايا الأظلال الدافئة. يشدو العراقيون بأنغام القوة والصمود ويبثون البهجة في زمن الجفاف.
ومع ذلك، فإن ارتفاع درجات الحرارة ينغص على القلب ويغرقه بالقلق. يرتعش البشر تحت سطوع الشمس وحاجاتها الشديدة، وتتشقق جلودهم كأشجار الصحراء التائهة في الرمال الساخنة. يشتعل الشوق الحارق في أعماق النفس، وتتقاذف العواصف الرملية جحافل الرماد المُتمحورة في الهواء.
في هذا العالم المشتعل والذي يشعل فيه العراق بلهبه، يلتزم سكانه بأشكالهم وظهورهم الخاصة. يناضل الأفراد في هذا الفناء المحترق وينقشون السعادة والأمل في انقاذهم الخفي في وجوههم وانتصاراتهم الضخمة.
ومع ذلك، فإن ظروف ارتفاع درجات الحرارة تتحدى السُعة البشرية وتطفو على فوهة الأذى. هنا في صحراء العراق لا يوجد شمس ترحم جفافها أو مطر جياع الأرض. إنها رحلة حزنية يصعب تصوّرها، بلحظة نيئة تحتاج إلى مواجهة واقعية في موسيقى لا يفهمها إلا القليل.
نحن ننتظر أمطارًا لتغسل جروح الحياة. وفي صحراء تتمتع بدرجات حرارة دافئة ولا تعرف شيئًا عن البرودة، يبقى العراق رمزًا مجيدًا لجمالياته الزاهية وألمه الدامي. على الرغم من قسوة درجات الحرارة المرتفعة، يتجاوز العراق الحدود ويستخرج الفنون والروعة من أعماقه، مزيِّنًا تلك الأرض الصعبة ويجعلها طيفًا لامعًا في حقول الأمل والمحبة.
53 درجة مئوية
هذه التدوينة كتبت باستخدام اكتب
منصة تدوين عربية تعتد مبدأ
البساطة
في التصميم و التدوين