مناصب ناجي السويدي الحكومية
شغل ناجي السويدي مناصب عديدة بعد تأسيس المملكة العراقية حيث شغل منصب عضوية البرلمان ثلاث مرات ما بين عامي 1925 – 1932 ؛ ومثل مجلس الاعيان لـ(مرتين) ... , كما شغل كذلك منصب رئيس الوزراء في الفترة الممتدة ما بين 18 تشرين الثاني 1929 إلى 23 أذار -1930 ؛ وقد تم تشكيل وزارة ناجي السويدي الأولى أو الوزارة السويدية الأولى بعد أن حلت الوزارة السعدونية الرابعة ، عقيب انتحار – او مقتل - رئيس الوزراء عبد المحسن السعدون بتاريخ 13 تشرين الثاني 1929... ؛ و كان ناجي السويدي يشغل منصب وزير الداخلية في الوزارة السابقة ، وقد كلفه الملك فيصل الأول بتشكيل الوزارة خلفا لعبد المحسن السعدون... ؛ وكانت تشكيلة الوزارة التي تأسست في 18 تشرين الثاني 1929، واستمرت حتى 23 آذار 1930، وكانت كما يلي :
- رئيس الوزراء ووزير الخارجية: ناجي السويدي
- وزير الداخلية: ناجي شوكت
- وزير المالية: ياسين الهاشمي
- وزير العدلية: عبد العزيز القصاب
- وزير الدفاع: نوري السعيد
- وزير المواصلات والأشغال: محمد أمين زكي
- وزير الري والزراعة: خالد سليمان
- وزير المعارف: عبد الحسين الجلبي
وشغل كذلك منصب وزير العدل مرتين الأولى في سنة 1923 و الثانية في سنة 1925 ... ؛و قال للملك فيصل عندما ترأس الوزارة العراقية عام 1930 : آن الاوان لطرد المستشارين الانكليز في الوزارات العراقية ... ؛ و لكن الملك رفض طلبه قائلا : الزمن ما زال زمن الانكليز ... ؛ ونقل القوم عنه ؛ انه صرخ في احد الايام بوجه نوري السعيد قائلا : كفى ذلا فالعراق اقوى من تاريخ الانكليز... ؛ وادعى البعض انه لم يدنس يده امام خزينة الدولة ، وكان دائما يقول للملك لفيصل واتباعه : الكفاف هو الوطنية ... ؛ الا ان القرائن والسياقات التاريخية تكذب ما نقله القوم عنه , لاسيما وان عائلته واخوته قد اصابتهم التخمة وحصلوا على الثراء الفاحش والسريع ؛ وذلك بسبب الفساد والعمالة والامتيازات الباطلة ؛ وقد مر عليكم ان ناجي السويدي هو من اوائل الاشخاص الذين جعلوا ثروات ومقدرات البلاد وقرارات الحكومة تصب في صالح المسؤولين وعوائلهم كما فعل مع عائلة صهره عبد المحسن السعدون .
وقيل ان العلاقة بينه وبين الملك ساءت قليلا بسبب مطالبة ناجي السويدي ومنذ العام 1930 بتقليص الامتيازات البريطانية ... ؛ و في عام 1941 وضع يده بيد رشيد عالي الكيلاني وجماعته واسسوا : "حكومة الدفاع الوطني" ؛ بالتعاون مع الالمان , لطرد آخر قوافل الاحتلال الانكليزي من العراق ، و لكن الحكومة سقطت ... ؛و كان ناجي السويدي أول الهاربين في تمرد الضباط في حركة رشيد عالي الكيلاني سنة 1941... ؛ حيث ترك العراق في منتصف شهر أيار من نفس العام متوجها إلى إيران عبر خانقين ، وبعد انتهاء التمرد حاولت الحكومة العراقية استرداد من اشترك بالحركة, وكان ناجي من الأسرى الذين نقلوا إلى مستعمرات إفريقيا وأثناء نقلهِ بالقطار من سالسبوري الروديسيه إلى جوهانسبرغ جنوب افريقيا اعترته نوبة قلبية وتوفي على إثرها... ؛ لعله مات من الخوف والهلع ... , ودفن هناك في عام 1942، ثم بعد سنوات وافقت الحكومة العراقية بوساطة شقيقهِ توفيق السويدي على نقل رفاتهِ ليدفن في مقبرة الأسرة الواقعة في مقبرة الشيخ معروف الكرخي في بغداد.
وقد انتقده خصومه واخذوا عليه ؛ بما يلي : انه ملكي ، وما دام العهد الملكي مدانا ، فالسويدي مدان كذلك ؛ لانه من ضمن الجماعة المؤيدة والمؤسسة ؛ واتهموه بالثنائية والمزج بين الوطنية والانكليزية المستوردة ... ؛ لذلك لم يحسم البعض هويته الانتمائية ، بسبب مواقفه المذبذبة والقلقة ازاء ادواره الوطنية ... ؛ و اما الوثائق الاجنبية فقد : وصفته المس بيل بأنه: (ذكي لكنه مراوغ كالسمكة ...) وجاء في تقرير بريطاني : (مستقبل ناجي السويدي ينذر بالخطر).
وقيل ان جماعة حركة مايس ارسلوه الى السعودية في مهمة فاشلة ؛ وقد سأله البعض وهو في طريقه – في النجف الاشرف - حقيقة الحال ؛ فلم يزد في جوابه على تمثله بالبيت المشهور: اذا قلت لا ادري فتلك مصيبة *** وان قلت ادري فالمصيبة اعظم!
وقد اكد هذه الحادثة اخوه توفيق السويدي ؛ يوم اراد بعض النواب والاعيان الاعتذار عن بعض من ايدوا حركة مايس : بأنهم كانوا مضطرين ومقسرين ... ؛ الا ان توفيق السويدي اجابهم : بان السياسة لا تعرف الاضطرار وان السياسيين الجادين لا يتذرعون بمثل هذه الذرائع التافهة ... ؛ قالها من دون ان يفكر بأن يشفع لأخيه الكبير وهو في منفاه البعيد ... !!
وعلى هذا النهج الاعوج سار رجالات الفئة الهجينة ؛ وعليه لا تستغرب عزيزي القارئ من قتل الاخ لأخيه , او العم – كالمجرم علي كيماوي – لابن اخيه – المجرم حسين كامل – , او اطلاق النار من قبل ابن الاخ على عمه كما فعل المجرم عدي مع عمه المجرم وطبان , او قتل الصهر وابن الخال من قبل ابن العمة كما فعلها المجرم صدام مع المجرم عدنان خيري ... الخ .
...........................................................................
المصادر :
- 1- مجلة لغة العرب العراقية .
- 2-ناجي السويدي فقيه الدستور العراقي / حميد المطبعي .
- 3-مذكرات توفيق السويدي .
- 4-كتاب شخصيات عراقية / زهير عبد الجبار الدوري .
- 5-شخصيات عراقية من العهد الملكي / خيري أمين العمري .
- 6-عبد الرزاق الحسني، تاريخ الأحزاب السياسية العراقية، ط1، بيروت، 1980.
- 7-فاروق صالح العمر، الأحزاب السياسية في العراق، مطبعة الإرشاد، بغداد، 1978.
- 8-أحلام حسين جميل، الأفكار السياسية للأحزاب العراقية في عهد الانتداب 1922 – 1932، بغداد، 1985.
- 9-الأحزاب السياسيَّة العراقيَّة 1922- 1958 من أزمة الجماهير الى سطوة الإيديولوجيا / د. حيدر شاكر خميس .
- 10-ناجي السويدي وأسرته و حزب التقدم / د . حميد حسون العكيلي .
- 11-ناجي السويدي رجل دولة.. وفقيه الدستور / عبد القادر البراك .