ان الفئة الهجينة لها قدرة على حرف الألفاظ عن مضامينها ، والأسماء عن مسمياتها، والالتفاف على المبادئ لإخراجها عن مدلولاتها ...؛ وخبرة في افراغ الاحداث والوقائع من محتواها الحقيقي , وقلب الامور رأسا على عقب , والصاق التهم بالأغلبية العراقية ومن وراءهم المسلمين الشيعة في كل انحاء العالم ؛ وساندهم في ذلك بعض رجال الطائفة السنية الكريمة .
لذا تراهم كالحرباء سريعو التقلب والتحول ؛ فهم يعرفون من اين تؤكل الكتف ؛ وكذلك لهم قدرة عجيبة على الخروج من الفتن والازمات والاضطرابات التي افتعلوها , والتبرؤ من الجرائم والجرائر التي ارتكبوها ؛ وكل الشعارات التي رفعوها في عهودهم السوداء وايامهم الغبراء ؛ أفرغوها من مضامينها ؛ وقيدوها بما يبطل مدلولها، ويذهب مفعولها؛ فعادت أسماء بلا مسميات، وقشوراً بلا لباب , وكلمات بلا مضامين حقيقية ... , فما عادت الوطنية وطنية , ولا النضال نضالا , ولا الايمان ايمانا , ولا الجهاد جهاداً. وإن ادعى الصداميون والبعثيون والتكريتيون ذلك ؛ فأقوالهم وتصريحاتهم وشعاراتهم سراب يحسبه الضمان ماء .
وان السرية والكتمان , والخداع والمكر, واللؤم والبخل , والكذب , والقسوة والعنف , والتلون , وسرعة تغيير المواقف والشعارات , والعمالة والخيانة , والنفاق والدجل والتزييف ؛ سمات متأصلة في نفوس ابناء الفئة الهجينة من البعثيين والقوميين والصداميين والارهابيين والتكارتة ؛ وكأنّ هذه الصفات أصبحت بمثابة الملخّص لكلّ سلوكيات السياسة والسياسيين من ابناء الفئة الهجينة وطوال العهد الملكي والعهد الجمهوري ... ، وهذه الصفات تنطوي - من جهة أخرى- على مضامين خطيرة أهمّها أنّ رجال السياسة الدخلاء والغرباء – من ابناء الفئة الهجينة - لا عهد ولا ميثاق لهم ، وأنّ السياسة والأخلاق والحكومة والوطنية لا يلتقيان في نظرهم المنكوس ؛ ومن ثمّ قد يجوز لديهم استبعاد كل القيم الأخلاقية والمثل الانسانية من أجل تحقيق مكاسب سياسية منكوسة ومشبوهة .
وان اكاذيب ساسة الفئة الهجينة وحيل العصابات البعثية والطائفية والقومية ؛ مبنية أساساً على أهداف تكتيكيّة ، تقوم على فرضيّة استغفال الشعب العراقي وعدم تثمين قدراته الذهنيّة وكفاءاته الحقيقية، وتغييب عقله و وعيه ؛ لكي يتمكنوا فيما بعد من تهميش الجماهير الشعبية والقوى العراقية , والعمل على افقارها وحرمانها من ثرواتها وخيراتها ؛ وذلك تنفيذا لمخططات اسيادهم الانكليز والامريكان وقوى الشر والاستكبار العالمية الاخرى .
والغريب في الأمر ؛ أنّ تصديق اكاذيب هؤلاء السياسيين العملاء الدخلاء الغرباء ؛ كان لا يقتصر على المجتمعات ذات البنية التقليدية فقط ، مثل المجتمعات البدوية أو القبلية او الريفية ، بل ينتشر كذلك في اوساط المثقفين والموظفين والطبقات المدنية ... .