فضيحة أنجلينا جولي
بقلم / اسعد عبدالله عبدعلي
حميد, كان وحده في البيت فالعائلة في زيارة للأهل, جلس مضطربا في صالة البيت, كأنه سيشرع بجريمة ما, أدخل قرص السي دي الجديد للجهاز, حيث كان متشوق لمشاهدة فلم أجنبي سمع عنه الكثير, واشتراه ليلة أمس, وهو من بطولة أنجلينا جولي, الفنانة الأمريكية الجميلة, لم يهمه عنوان السي دي, ولا قصة وحبكة الفلم, بقدر اهتمامه بتلك اللقطة الساخنة, التي كلمه عنها أصدقائه فريد وخالد وأبو عباس, وحتى زميلته في الوظيفة مروة, اشارت لشيء يفوق التصور الإنساني عن الحب, كانت بين يديه رواية الأبله لدوستويفسكي حيث وصل للصفحة 67, لكنه ألان تركها لوقت أخر:
ليذهب للجحيم دوستويفسكي وكتاباته, وما شأني وصاحبه الأبله, أن أنجلينا جولي تستحق هذا الوقت, معها يكون للزمن معنى رفيع.
كان أمامه ورقة وقلم, حيث كان يكتب مقال عن فساد وزير التجارة, وضياع أموال الحصة التموينية على مواد فاسدة, توزع الموت لاحقا على الشعب, لكنه ترك أكمال المقال, منذ حديث الأصدقاء عن لقطات الفلم العجيبة.
تبا لك مروة أي شيء يفوق التصور, يبدو أنها رسالة مشفرة لأفهم ما تريدني أن افهمه, كما أنا أبله, هذا المقال اللعين جعلني أفقد حاسة الشم نحو النساء, لن أكمل هذا المقال وليذهب رئيس التحرير الى الجحيم, فهو إنسان تافه غير واعي, لقد أضحكني بافتضاح أمره, فهو لا يفرق بين تولستوي ودستوفسكي, جاءت الأحزاب بهذا التافه ليكون رقيب علينا.
البطلة أنجلينا جولي للتو دخلت لمكان التحول الجنوني, جلست بين يدي البطل, وفجأة انقطعت الكهرباء, وقف حميد وصرخ بتملل ووجع كبير, فهو غير مصدق هذا الحظ السيئ الذي يطارده, حتى عندما يرغب برؤية لقطة مثيرة.
اللعنة على وزير الكهرباء ووكيل الوزير وكل الوزراء السابقين, وكل المدراء العامين, كلهم دواعر وكلاب قذرة, مليارات الدولارات سرقوها.
مزق مقاله عن وزير التجارة, ونثر بقايا الورقة على الطاولة التي إمامه, وبصق نحو صورة كبيرة لأعضاء الاتحاد العراقي لكرة القدم, المعلقة على الحائط, حيث كانت دوما مركزا لبصقاته كلما تعكر مزاجه.
أفاق من هوس اللعنات على صوت دقات باب البيت, نظر من الشباك فتبين انه ابن عمه أستاذ العقيدة في كلية الشريعة, قادما لزيارته, وهو يقدره ويحترمه, أسرع لإخفاء غلاف قرص السي دي, ففيه صورة مثيرة لأنجلينا جولي, ورتب المكان من الفوضى الذي كان عليه, وشرع يفتح الباب, ادخل ابن عمه المٌتدين, وبعد السلام والترحاب أجلسه في الصالة, سأله ابن عمه عن أحواله:
يا حميد حدثني عن برنامجك ألعبادي الذي أخبرتني عنه سابقا, هل مازلت تعمل به؟
الحمد لله للتو أكملت خمسون ركعة, وسبحت لله طويلا, حتى أني أفكر في الكتابة عن التاريخ الديني لمدينة بغداد.
لكن انقطع حديثه بسبب تعصب بان على وجه ابن عمه, حيث ركز نظر على غلاف رواية دوستويفسكي, لرواية الأبله , فتغيرت ملامحه وصعد الدم في رأسه, ليكون كجبل يستعد لإطلاق نيران بركانه.
حميد, هل تقرا للكفار, دوستويفسكي كافر, لقد خيبة أملي فيك.
رمى حميد بالرواية على الأرض, وحاول أن يستجمع أفكاره, كي يقنع ابن عمه بتبرير لتواجد الرواية معه.
كلا, كلا , أنا أطالعه كي أهاجم هذا الكافر بمقال ناري, حتى ابعد الناس عنه.
تهلل وجه ابن عمه وفرح بكلام حميد, فكلماته أثلجت صدر أستاذ العقيدة:
ممتاز أيها الرجل الثائر للعقيدة, بارك الله بأفكارك.
عندها ارتاح حميد وقال لأبن عمه وهو يشعر بالزهو والفضيلة:
هذا واجبنا, ودورنا في الحياة, أن نفعل الخير ونترك المعاصي, فنحن يجب أن نكون قدوة حسنة للآخرين.
وفجأة عاد التيار الكهربائي واشتغل جهاز السي دي, وكانت الفنانة أنجلينا بين يدي حبيبها, قفز حميد ليطفأ السي دي فتعثر, ووقع على الأرض, حاول القيام فتعثر برواية الأبله ووقع مرة أخرى, الى أن وصل للزر وضغط عليه, وكانت عندها أنجلينا جولي قد دخلت في صخب الفراش مع بطل الفلم.
يا ابن العم لا تفهمني غلط.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسعد عبدالله عبدعلي
كاتب وأعلامي عراقي
موبايل/ 07702767005