البعض منا يدافع عمن لا يستحق الدفاع ؛ ويصب جام غضبه على الاصوات الوطنية والآراء الحرة , وان كان هذا البعض معذور فيما يذهب اليه ؛ لأنه يأخذ اجرا على محاربته للحق وتفنيده للصدق وخلطه للأوراق .
فلا يظن احدا ان هؤلاء الاعلاميون والكتاب والمثقفون لا يعرفون الحق او لا يستطيعون التمييز بين الخير والشر ؛ والصالح والطالح , انهم يعرفون ذلك اكثر منك ومني الا انهم مرتزقة ومأجورون ؛ باعوا شرفهم و وطنهم بثمن بخس , والمصيبة ان هذه الشرذمة من المرتزقة تتدعي الوطنية وترفع شعارات محاربة ومكافحة العملاء والفاسدين والسراق والظالمين ؛ وحالتهم هذه تذكرني بالمثل القائل : (( غراب يكول لغراب وجهك اسود )) .
ولعل الاعلامي عدنان الطائي يعد من مصاديق كلامنا السابق ؛ فهو يعمل في قناة فضائية يديرها احد رؤوس الاجرام والارهاب والفساد ؛ الا وهو الطائفي خميس الخنجر والمعروف بعدائه للأغلبية العراقية الاصيلة والتجربة الديمقراطية والعملية السياسية الجديدة , والمتهم بارتكاب العديد من العمليات الارهابية في العراق , والمتواطئ مع الاتراك ؛ حتى ان مقر قناته هذه في تركيا , واللافت في الامر ان الاعلامي عدنان الطائي لا تثيره الاعتداءات التركية او الكويتية على الاراضي العراقية ولا تستفزه التدخلات الامريكية في الشأن العراقي ؛ بقدر ما يجن جنونه من الاحزاب الشيعية والحشد الشعبي والحكومة العراقية ؛ وفي احدى المرات وانا اتابع احدى حلقاته , واذ به يلتقي بالوطني الغيور الاعلامي الشريف والعراقي الاصيل كريم بدر ؛ محاولا الاستهزاء بما يطرحه , والتقليل من شأنه بطريقة تنم عن حقارة وعمالة وخيانة لا تنطلي على الباحث الخبير ولا المتابع البصير ؛ وقد هاجم كعادته مشروع طريق الحرير الصيني ... .
لعل البعض يسأل ما الذي دعاني للكتابة عنه والتحدث حوله الان ؟
هفوات هذا الاعلامي كثيرة وسقطاته اكثر ؛ وجل من لا يخطئ ؛ الا ان السيل بلغ الزبى ؛ والسكوت عنه اضحى مرفوضا ؛ والرد عليه واجبا ؛ فقد عرضت قناة utv) ) الفضائية في برنامج ( الحق يقال ) ؛ بتاريخ 14 /8/ 2023حلقة بعنوان : ( السفيرة تعود لتكملة المشوار والاطار يلف ويدور حول الاحتلال ) وتكلم الضيوف عن هذا الموضوع ؛ وقال احد الضيوف وهو : وعد قدو عضو لجنة الامن والدفاع – في الدقيقة 27 - : (( العلاقة بين الحكومة العراقية والامريكان هي علاقة اجبارية , ابتدأت من عام 2003 ودخلت في مراحل تارة اجبارية , و تارة تفاوضية , لكن بالمضمون او بالمعنى الحقيقي وجود القوات الامريكية وجود اجباري في العراق يعني غصبا علينا , اسالك سؤال اليوم : هل الشعب العراقي راضي عن وجود قاعدة عين الاسد الامريكية في الانبار ؟ لا بالتأكيد , الشعب العراقي لا يطمح لوجود اي قوة اجنبية على الاراضي العراقية , باعتبار ان اليوم : الشعب والحكومة يرفض الوجود الأجنبي على الاراضي العراقية . ))
فقاطعه المدعو عدنان الطائي معارضا وممتعضا ؛ اذ قال : (( منو كلك هل المعلومة , , مو كلك الشعب العراقي مهتم بالأمريكان والوجود الامريكي , منو كلك الشعب العراقي مهتم بهذا الموضوع , الشعب العراقي يا سيدي ضايج من نور زهير , ضايج من هاي الناس ال جاي تبوك الاراضي والبساتين , ضايج مثلا الكهرباء ما عنده , ضايج من مليشيات جاي ايطبون ويلعبون ... وين شايفين الامريكان ... )) .
الاعلامي الشريف هو من يلتزم بالصدق والحيادية والموضوعية , ويرفض التحزب او التحيز او الانجراف خلف المغريات لتغيير قناعات الناس بالباطل والدجل والتزييف ... ؛ والاعلامي الوطني هو من يدافع عن مصالح الوطن العليا والمواطنين , ويكشف لهم الحقائق ويبين لهم حقيقة الاحداث والوقائع , ويشهر قلمه ويرقع صوته ضد الاجانب الغازين والغرباء المحتلين والعملاء الفاسدين , ويكشف مخططات الاعداء ويسلط الاضواء على ما يحاك من مؤامرات تستهدف الوطن والمواطن ؛ فالإعلام الحقيقي يعني المعارضة لكل ما هو اجنبي ويستهدف وحدة وتراب وثروات الوطن , ومهمة الاعلامي الوطني بث الروح الوطنية في نفوس الناس وحثهم على مقارعة الغازين وطرد المحتلين .
لأول مرة اشاهد اعلامي عراقي - خلال هذا العام - يدعي ان الشعب العراقي يرحب بالاحتلال الاجنبي والقواعد الامريكية, هذا الشعب العظيم والمعروف ببغضه لكل ما هو اجنبي وكرهه لكل الغزاة والمحتلين ومقارعته ومقاومته للظالمين والحاكمين ؛ يدعي هذا المرتزق ان العراقيين غير مهتمين بالقواعد الامريكية ولا بالسيادة الوطنية ؛ والاحتلال والاستقلال عندهم سيان ؟!
وكعادته في خلط الاوراق والضحك على الذقون ؛ ربط مسالة الاحتلال بالواقع الامني والخدمي ؛ نعم كلنا نطالب بالخدمات والامن وسيادة القانون والتطور والازدهار ... الخ ؛ لكن هذا لا يعني اننا نغض الطرف عن الاحتلال او انتهاك سيادة واستقلال العراق من خلال انتشار القوات الاجنبية والقواعد الامريكية ؛ ففي الحياة مهم واهم ؛ ولعل سيادة واستقلال وكرامة الوطن اعلى واغلى من كل شيء ؛ وهل من الممكن ان يعيش المواطن بسعادة وحرية وكرامة في وطنه المحتل وتحت حراب الاجانب المحتلين والغزاة السارقين ؟!
فما علاقة نور زهير بما نحن فيه ؟ الحلقة تتحدث عن التدخلات الامريكية في شؤون البلاد والقواعد العسكرية والتحركات الاجنبية , ما دخل هذه التصرفات الفردية والسلوكيات المنحرفة اليومية لهذا الشخص او ذاك او تلك المجموعة بهذه المواضيع الحساسة والمصيرية ؟!
فهل من المنطقي والمعقول ان نغض الطرف عن الامريكان ؛ لان نور زهير سرق او لأجل اعتداء الفصيل الفلاني على البستان العلاني ؟!
كلنا نعرف بأن الامريكان والانكليز هم السبب في كل ما يحدث ؛ فهم من جاؤا بالبعثيين والمجرمين والذين منهم حرامي بغداد الشهير سارق الاراضي والبساتين خيري طلفاح ومن لف لفه من التكارتة ؛ وكذلك هم من جاؤا بالكاظمي ونور زهير وسلطوهم على الممتلكات العامة وسمحوا لهم بذلك ؛ فلماذا يحاول الاعلامي عدنان الطائي اللف والدوران للتشويش على المشاهد العراقي ؛ لو كان هنالك انصاف لكان الطائي ملك اللف والدوران وليس الاطار كما يدعي في عنوان الحلقة ؛ فهو مراوغ مكار كالثعلب ؛ الم يقرئ الطائي هذه الآية القرآنية : ((ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا )) ينبغي ان لا تدفعك عداوتك للاطار او الاغلبية العراقية او التجربة السياسية ؛ على ترك قول الحق والانصاف , فهل من الحق والوطنية والشرف ايها الطائي ان ترحب بالاحتلال وتبرر وجوده وتستهزئ بالمطالبين برحيله وتهون من الامر وتقارنه بملفات خدمية وامنية ؛ انت تعلم والكل يعلم ان الامريكان هم السبب فيها ... ؛ ولو سلمنا جدلا ان العراقيين يرحبون بالقوات الاجنبية والقواعد العسكرية ويفضلون الاحتلال على الاستقلال والعمالة والخيانة على الوطنية ومقاومة الغزاة ... ؛ فماذا يكون واجبك الوطني ايها الطائي وقتها , هل تفعل كما يفعلون , ام تزرع فيهم الشعور الوطني والايمان بالوطن والسعي لتحريره والعمل على استقلاله ...؟!