منذ ان تفوه ملك الاردن عبد الله الثاني بمصطلح : (( الهلال الشيعي )) الى صحيفة الواشنطن بوست أثناء زيارته للولايات المتحدة في أوائل شهر ديسمبر عام 2004، والى هذا اليوم ؛ قامت الدنيا ولم تقعد , فقد ابدى عراب الشر عن تخوفه وقلقه من قيام حكومة عراقية تتعاون مع ايران فيما يخص الشؤون الوطنية والاسلامية وما يضمن حقوق الاغلبية العراقية الاصيلة ... ؛ بالإضافة الى مد جسور الاخوة والتعاون مع الجارة سوريا ... ؛ وادعى عراب الشر ان الهدف من وراء هذا التعاون الاقليمي بين هذه الدول ؛ هو انشاء هلال يكون تحت نفوذ الشيعة يمتد إلى لبنان ... ؛ ورأى الملك عبد الله الثاني في بروز هذا الهلال الشيعي المرتقب ما يدعو الى القلق والتفكير الجدي في مواجهة هذا التعاون الاقليمي بين هذه الدول الاربعة والذي قد يغير خريطة المنطقة السياسية .
ومنذ ذاك الحين صار هذه المصطلح كثير الاستعمال من قبل الاقلام المأجورة ومرتزقة الاعلام العربي والطائفي ؛ وصاروا ينبحون به ليلا ونهارا وسرا وجهارا ؛ من أجل التحذير من هذا المشروع السياسي الذي يهدف الى تقارب الشيعة فيما بينهم ، خصوصا شيعة العراق مع إيران الذين كانوا في الحرب العراقية الإيرانية يقاتلون بعضهم البعض لثماني سنوات ... ؛ ولكن الحقيقة تكمن في ان هذا المشروع مشروع تكاملي وامني يربط بين هذه الدول ويعزز من القواسم المشتركة فيما بينها ؛ بغض النظر عن القومية والمذهب والدين واللغة ... ؛ الا ان افاعي الاعلام المنكوس كعادتهم في تشويه الحقائق وقلب الوقائع ؛ فقد استعملوا هذا المصطلح للدلالة على خطر الشيعة سياسيا أو اجتماعيا أو ثقافيا او دينيا ... .
وقد تسبب هذا المصطلح المسموم وهذا التأجيج الطائفي من قبل عراب الشر وشراذم الطائفية والوهابية ومرتزقة الحكام العملاء ... ؛ بإحداث شرخ كبير بين ابناء الامة الاسلامية ومواطني الدول العربية , ودق اسفين فيما بينهم , فقد نسقت القنوات الطائفية والعربية والعميلة فيما بينها لشن حملات اعلامية شعواء واعداد برامج كثيرة تستهدف التشيع والشيعة العرب وغيرهم ؛ وبالخصوص العراقيين والايرانيين منهم ... , وكذلك العمل على مواجهة القنوات الاسلامية الشيعية وقنوات محور المقاومة ... , بالإضافة الى اذاعة الخطابات الطائفية والارهابية والتحريضية ضد سكان هذه البلدان الاربعة بل شمل التحريض والتكفير كل اتباع ال البيت في كافة اصقاع المعمورة ... , وزرعوا في هذه الدول مجاميع وعناصر فاسدة واجرامية ومرتبطة بالمخابرات الدولية والاقليمية ؛ تحرض على الفتن والاضطرابات والتخريب والاجرام ... , وتلعب دورا قذرا في اغتصاب النساء وهتك الاعراض وقتل الاطفال والشيوخ وذبح الرجال وحرق الشباب ... ؛ ولم يكتف هؤلاء الانذال بكل هذه الجرائر ؛ اذ حشدوا جيوش جرارة من رجال الدين المنحرفين والدجالين من الذين افتوا بفتاوى اجرامية وارهابية وغريبة وشاذة لم يعرف لها المسلمون نضير ولا مثيل قط , فقد اباحوا اغتصاب النساء والصبايا الصغيرات وابتدعوا جهاد الدعارة والنكاح , واجازوا قتل النفوس البريئة بل وحرق الناس وهم احياء ... , ودمروا القرى والمدن والاثار والعمران ولم يبقوا حجرا على حجر ... ؛ واكتمل مخططهم الشيطاني المشؤوم عندما غزت سوريا الامنة جحافل الارهابيين ومجاميع القتلة المجرمين واعلنوا دولة الخلافة الاسلامية ؛ ومن سوريا هددوا بلاد الرافدين والحقوا العراق بسوريا عام 2014 ؛ عندما استولت داعش على الموصل وباقي المدن والمناطق العراقية ؛ وبفضل التعاون بين هذه الدول الاربعة تم القضاء على داعش وافشال مخططاتها الخبيثة ... ؛ وقد اصيب بخيبة الامل ممول ومهندس داعش ؛ الا انه لم ييأس بعد ؛ فها هم الامريكان وحلفائهم يعملون الان على خنق سوريا والعراق ولبنان ؛ وذلك من خلال تسليم المناطق السورية المحاذية للحدود العراقية للقوات الاجرامية والمجاميع الارهابية المتواجدة في سوريا ؛ بل ودعوة قتلة وذباحة العالم اجمع للمجيء الى هذه المناطق والتمركز فيها ؛ كما فعلوا مع تجربة داعش الفاشلة ؛ فقد جلبوا الارهابيين من 83 جنسية مختلفة من كافة انحاء العالم ... ؛ لأجل قطع وغلق المعابر الحدودية بين العراق وسوريا وتهديد الحدود العراقية كما حدث ذلك سابقا في تجربة داعش , وتصدير الارهاب الى العراق ؛ وقطع الطريق البري بين ايران والعراق وسوريا ولبنان ... ؛ ومحاصرة هذه الدول ؛ وتصدير القلاقل والازمات والاضطرابات اليها ؛ كما حصل الان مع لبنان – والحبل على الجرار - ؛ ومن باب : اذا حلقت لحية جارك فاسكب الماء على لحيتك ؛ يجب على العراق وهذه الدول وبمساعدة الاصدقاء الدوليين العمل على افشال هذا المشروع التدميري المشبوه والذي يهدف الى زعزعة الامن والاستقرار في هذه الدول والمنطقة .