كثرت الأحاديث والأقاويل  في الآونة الأخيرة، عن بوادر لتغيير سياسي  مرتقب يطال الحكومة العراقية بل والتجربة الديمقراطية برمتها  ؛ اذ ذهب البعض الى احتمالية تشجيع الانقلاب العسكري او تأييد بعض الجماعات المسلحة لإرباك الاوضاع العامة في العراق او لا اقل على الحدود العراقية السورية  . 

وبغض النظر عن صحة هذه التكهنات والتحليلات والسيناريوهات المحتملة ؛ لابد للحكومة العراقية وكذلك قادة الفصائل العراقية  وكل القوى  الوطنية من التعامل مع هذه المعلومات على نحو الجد والحقيقة ؛ فالشك الذي يتعلق بالأمن العام يصبح بمثابة اليقين , وكذلك يجب رصد التحركات المشبوهة وتنقلات العناصر الارهابية والامريكية في المنطقة وتحليل ودراسة هذه الخطوات أولا بأول ؛ والاستعداد لكل الحالات الطارئة , والتنسيق مع الاصدقاء الدوليين – وبالخصوص الروس والصينيين -  والاقليميين لدرء المخاطر الامريكية والارهابية المحتملة . 

وقد أوصى الامام علي اتباعه بضرورة الحزم والاستعداد وسوء الظن بالأعداء حتى لا يحدث ما لا تحمد عقباه ؛ اذ قال : ((عليك بسوء الظن، فإن أصاب فالحزم وإلا فالسلامة )) . 

لاسيما وان السياسة الامريكية ترتكز على خلق الازمات والتوترات ؛ وصناعة الاعداء والاضداد النوعيين , وكذلك على كثرة الطلبات والاعتراضات ؛ للضغط على الحكومات ومحاولة ابتزازها بأكبر قدر ممكن ؛ فكل شيء متوقع من الامريكان ولا امان لهم مطلقا , والذي يزيد الطين بلة ؛ دخول الانكليز الخبثاء على الخط , وهؤلاء أمرهم مكشوف ومعروف ؛ فهم كانوا ولا زالوا ضد مصالح الاغلبية العراقية الاصيلة والامة العراقية . 

وعليه لابد للأحرار والشرفاء والوطنيين العراقيين من توحيد الصفوف ؛ والعمل على مختلف الاصعدة ولاسيما السياسية والثقافية والاعلامية والدينية  , لإفشال مخططات الاعداء الخبيثة , وبث الحماسة في نفوس ابناء القوات المسلحة والحشد الشعبي وكافة الفصائل الشيعية للاستعداد لمقارعة الاعداء ومنازلتهم وصد هجماتهم الوحشية ؛ وكذلك رصد تحركات بعض القادة الخونة والمرتبطين بالمخابرات الامريكية والبريطانية وتجريدهم من كافة الصلاحيات , و وضع الخطط الميدانية للهجوم على كافة المصالح الامريكية والبريطانية في العراق بل والمنطقة .

ينبغي ان تكون ردة الفعل العراقية بقوة التحركات الامريكية والارهابية ؛ ولابد للأمريكان من دفع الثمن الباهظ ان حاولوا المساس بأمن العراق والامة والاغلبية العراقية ؛ وقبل اجراء هذه الخطوات المهمة ؛ لابد من العمل الفوري على منع  التدخلات الامريكية السلبية في الشؤون العراقية وتحذير الامريكان والانكليز من مغبة الممارسات والاعتراضات الاستفزازية ضد الحكومات العراقية ؛ او التطاول والتمادي في هتك السيادة الوطنية واضعاف العراق ؛ ومطالبة الامريكان برفع ( الفيتو ) عن ملف الكهرباء وغيره من الملفات الخدمية والصناعية والزراعية ... .