،،

’’ وإنني كمحمد لا تفارقني هاتان الآيتان ’’ وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27)

سيدنا نوح - عليه السلام - الذي لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا ! نبي الله الذي دعاهم ليلاً ونهارًا فأصروا واستكبروا طيلة تلك السنهات .. وكلما دعاهم أعرضوا وتمردوا ..

في لحظة ما وضعني شيطاني اللعوب في موضع قوم نوح !! ثم همس في أذني ’’ يا مُحمد إنك تقول ذلك لأنك ابن هذا الزمان الذي خلا من الأنبياء .. جئت إلى هنا فوجدت أباءك يتبعون نهجًا فسرت إثر خطاهم .. أنت تذم هؤلاء القوم وتزدريهم لأنك لم تكن في حالتهم .. وماذا تختلف عنهم الآن ؟ ألست مقلدًا لذويك ؟ هم كانوا كذلك .. ولو أتاك رجل الآن يقول لك لا وجود لإلهك ذاك ! وهناك إله آخر .. فما بالك لو جاءك ذلك الرجل وطلب منك الإيمان بإله لا تراه .. ضع نفسك مكانهم .. ولكن حقًا يا مُحمد كيف تؤمن بإله لا تراه ؟ يا مُحـ ... ! ’’

..

’’ يكفيك هذا وسواسي العزيز .. أشكرك كما أفعل كل مرة ’’ ثم استعذت بالله وتفرغت لفكرة واحدة من وراء هذا العبث ألا وهي ’ ماذا لو كنت مكانهم ؟ فشيطاني محق لعين ’

..

القاعدة الأولى عندي : الشيطان ضعيف مكابر تختلف طرقه لكنها تصب في نفس الهدف مهما تشعبت .. لكن صدقًا هو أكبر أحمق في النهاية لأنك لن تجد أحدًا يوقن تمامًا من هلاكه بل لديه علم راسخ لا يشوبه فُتات شك .. ثم يصر عليه !،

القاعدة الثانية : هي التدبر والبحث كي يشتد عود إيمان القلب ..

أنا من المغرمين برد الأمورلأصلها - رغم كرهي للتاريخ لأني سريع النسيان - ..

إن أصل الحياة مذ هبوط آدم هي الإيمان بالله وحده .. حتى في قضية قابيل وهابيل حينما لجأ الاثنان للقربان حتى يفصل الله في أمرهما .. وهذا كان أكبر دليل على وجود إله ! وأكبر دليل على وجود منهج لجأوا إليه ! وهناك نتيجة بقبول أحدهما !

أي أن الأساس هو الإيمان .. والمستحدث هو أي عبادة أخرى دون الله - سبحانه وتعالى - ..

فما كان ’ ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر ’ إلا من شر المستحدثات .. ! والآن عليّ أن أنظر للموقف من نظرة كلية ..

#يتبع

#وسواسي

#الجزء_الأول